تعقيم المياه من ضروريات المحافظة علي الصحة العامة ولذلك توصل الدكتور حلمي السيد جاد الأستاذ بكلية الهندسـة جامعة المنصورة إلى ابتكار جهاز لـ تعقيم مياه الشرب بواسطة غاز “الأوزون”، الجهاز صغير الحجم وخفيف الوزن، ويقضي على جميع الجراثيم والميكروبات الموجودة في المياه، كما أنه يمتاز عن أجهزة تعقيم الأوزون الحالية بأنه لا يترك أي آثار لمادة “البروميت” الضارة.
تفاصيل إبتكار تعقيم المياه :
يقول د. حلمي: “الماء هو أكثر العناصر أهمية على وجه الأرض، فبدونه لا توجد حياة، ولكن خصائص الماء المميزة تجعله مذيبا مناسبا جدا لأنوع عديدة من المواد، كما أنه بخصائصه أيضا يعتبر وسطا مدهشا لنمو الكثير من الكائنات” ويضيف: “لذلك فإن الماء العادي يحتوي على الكثير من هذه الشوائب الضارة وغير الضارة بصحة الإنسان والتي يجب التعامل معها بحذر وانتباه والتخلص منها وفق الطرق العلمية والصحيحة، حتى أنه يكاد لا يخلو أي مصدر للمياه من وجود بعض الشوائب تتفاوت نسبتها ونوعها بسبب اختلاف الظروف الجغرافية والجيولوجية والكيميائية للمصدر أو ما يحيط به”.
ومعروف أن غاز “الأوزون” في الآونة الأخيرة أثبت قدرته الفائقة على تعقيم مياه الشرب من كافة الشوائب الموجودة فيه، لأنه يقضي على كافة الملوثات البيولوجية، ولكن ينجم عنه تكون تفاعلات كيميائية جانبية مع بعض المركبات الأخرى كـ”الفورمالهيد” و”الأسيتالدهايد” في الماء، وذلك عند عدم التقيد التام بالنسب المحددة “للأوزون” في التعقيم، وهذا ما تلافاه د. حلمي السيد في اختراعه الجديد.
يقول د. حلمي: “أغلب مصانع تعبئة المياه لا تدرك مخاطر عدم ضبط كمية الأوزون المعقمة للمياه، لذلك كان هدفي الأساسي هو التخلص من هذه المشكلة حفاظا على الصحة العامة لمستخدمي الجهاز المبتكر”.
والابتكار الجديد عبارة عن جهاز منزلي صغير الحجم وخفيف الوزن يمكن أن يوضع في أي مكان في المنازل أو في الفنادق، ويقضى على الجراثيم والميكروبات والفيروسات الموجودة في المياه، والجهاز كذلك له قدرة فائقة على إزالة أي لون أو “عكارة” بالماء كما ينقيه من الروائح الكريهة، وكل ذلك باستخدام غاز “الأوزون” الذى يعد أسرع من الكلور في تنقية المياه 3150 مرة وأقوى منه 200%، وهو يتميز كذلك بانخفاض استهلاك الكهرباء، علاوة على أن سعره أقل من نظيره في الخارج.
يقول المخترع: “حرصت أن أجعل الجهاز الجديد صغير الحجم بحيث يمكن وضعه في أي مكان، ويستطيع الجهاز القضاء على كافة ملوثات المياه كالمواد الصلبة العالقة والتي يكثر وجودها في المياه السطحية والمياه الجوفية في بعض الأحيان، وهذه المواد تعمل على تغير صفات الماء الكيميائية والفيزيائية، غير أنها توفر الحماية للكائنات الدقيقة من المعقمات، هذا إضافة إلى التخلص من المواد الذائبة كالأملاح وبعض المركبات الكيميائية الأخرى، والتي يصعب فصلها بطريقة الترسيب والترشيح”.
ويضيف: “كما أن الجهاز قادر على التخلص من المواد المشعة التي تعتبر من أخطر المواد على صحة الإنسان، وهو يقضي أيضا على كافة المواد السامة والمعادن الثقيلة الموجودة بالماء، كالرصاص والزئبق وأملاح الباريوم ومركبات الزرنيخ، فضلا عن قدرة الجهاز على التخلص من كافة الغازات الضارة التي تكون ذائبة في المياه كثاني أكسيد الكربون وكبريتيد الهيدروجين، فضلا عن القضاء على كافة الملوثات البيولوجية”.
ويأمل د. حلمي أن يتم تنفيذ اختراعه على أرض الواقع في أسرع وقت حتى يجري تفادي سلبيات الطرق التقليدية في التعقيم والتي قد تسبب خطرا داهما على الصحة العامة.
من بين ابتكارات د. حلمي أيضا اختراع أطلق عليه اسم “محرقة السـرنجات” وهو اختراع يتيح للأطباء التخلص من “السرنجات” المستعملة فوراً لضمان عدم انتقال الأمراض المعدية بين المرضى، وقد لقي هذا الابتكار نجاحاً كبيراً أمام نظيره الأجنبي لكفاءته العالية ورخص ثمنه وتم تصنيعه وطرحه في الأسواق المصرية.
يذكر أن للدكتور حلمي ما يقرب من 35 بحثاً في من مجالات الطاقة الشمسية وتطبيقاتها، طاقة الرياح، أنظمة تحلية المياه وخلايا الوقود فضلاً عن عدد من المؤلفات العلمية، وحصل د. حلمي على جوائز عديدة تقديرا لإسهاماته العلمية، ومنها حصوله على جائزة الجامعة التقديرية عام 2006، كما نال برونزية “معرض الكويت الدولي للاختراع” في 2007.
تخرج الدكتور حلمي في كلية الهندسة جامعة القاهرة 1974 ومن ثم حصل على درجتي الماجستير والدكتوراه، ونظراً لتفوقه العلمي وإخلاصه في العمل تدرج في عدة مناصب حيث عمل كمستشار رئيس جامعة المنصورة لشـئون البيئة وحالياً يشغل منصب رئيس قسم هندسة القوى الميكانيكية جامعة المنصورة.