كانت السيدة الراحلة “روحية عرفة منصور“.. شيخة زاهدة مقرئة بالقراءات العشر الصغرى ولدت فاقدة للبصر وهي آخر تلاميذ الشيخ بكر البناسي وهي قرينة الشيخ عامر السيد عثمان.. كانت تحب أن تٌعرف نفسها بـ”الآنسة روحية”، بعد وفاتها الأربعاء 20 يوليو 2022، عن عمر ناهز 92 عاما، عقب حياة حافلة بالعطاء في تحفيظ القرآن الكريم. بدأت الحفظ في سن 7 سنوات وأتمته في سن الـ20 بنظام اللوح القديم، وحفظت بعدها القرآن بالقرآت العشر.
Table of Contents
مولد الشيخة روحية عرفة
ولدت الشيخة روحية عام 1931 للميلاد بقريه “آتميده” التابعه لمركز “ميت غمر” بمحافظة “الدقهلية” المصرية، وكان والدها يعمل في الشرطه في ذلك الوقت، وانتقلت معه له لمكان عمله في محافظه الشرقيه، وأراد والدها هناك أن تتعلم القرآن، على يد أفضل المحفظين وهو الشيخ عبدالغني جمعه فى ذلك الوقت وهو صاحب إجازة.
الشيخة روحية وعلم القراءات
وطلب الشيخ من والدها الإقامة الكاملة عنده في المنزل تأكل وتشرب مع أولاده، لتتعلم و تحفظ القرآن، وقالت الشيخة روحية عرفة ذهبت للشيخ، وأنا بنت سبع سنوات وتعلمت القرآن الكريم كاملاً عن طريق الحفظ، وتم ذلك في خلال عامين فقط، ثم أراد والدها أن تهتم بالقرآن أكثر وأكثر، وأراد أن تتعلم القراءات، وبالفعل استمرت 5 سنوات أخرى لاتعلم القراءات حتى استطاعت إجادتها.
سند روحية عرفة
وقالت إن الشيخ عبد الغني كان يعاملني كابنته وجعلني في مرتبه عاليه معه، وكنت أعلم الأطفال والأولاد علي حده، ثم عودت بعد ذلك إلى مسقط رأسي بقرية آتميده في سن العشرين، وعشت بين أهلي وأقاربي، وأعيش معهم منذ 70 عاماً على نفس الحال، وأقوم بتحفيظ القرآن للاجيال المتلاحقه، وإعطاء الإجازات للعديد من الموردين و طلاب العلم، من جميع الأقطار العربية، حيث يعد سند الشيخة روحية عرفة من أقوى الأسانيد في العالم العربي والإسلامي، حيث إنها السند رقم 28 للرسول عليه الصلاه والسلام، وذلك مثبت، وعلى الرغم من أنها تخطت التسعين عاماً، ولكنها كانت تتمتع بذاكره قويه لحفظها القرآن الكريم، وتحملت الشيخه مشاقه منذ الصغر من أجل كتاب الله عز وجل فرحم الله الشيخة وغفر لها.