شخصيات دينيةمبدعون

الشيخ عبد المجيد الزنداني: رائد الحديث عن الإعجاز العلمي في القرآن الكريم

يُعدّ الشيخ عبد المجيد الزنداني (1942) أحد أشهر علماء الدين الإسلامي في العصر الحديث، اشتهر بدوره الريادي في مجال الدعوة الإسلامية ونشر العلوم الشرعية، كما برز كأحد أبرز رواد الحديث عن الإعجاز العلمي في القرآن الكريم.

مسيرة الشيخ الزنداني:

ولد عبد المجيد الزنداني في قرية الظهبي في مديرية الشعر من محافظة إب إحدى محافظات الجمهورية اليمنية في عام 1942م، ولكن أصله من منطقة «زندان» في مديرية أرحب في محافظة صنعاء وينتمي لقبيلة أرحب، تلقى التعليم الأولي في الكتاب إبان الحكم الإمامي في اليمن ثم في عدن، وأكمل الدراسة النظامية فيها.

الزنداني في مصر

خرج لمواصلة الدراسة الجامعية في جمهورية مصر العربية، وهناك التحق بكلية الصيدلة ودرس فيها لمدة سنتين ثم تركها، ثم أخذ يقرأ في علوم الشريعة، والتقى بعلماء في الأزهر الشريف، وطلاب يمنيين في مصر مثل الزبيري وعبده محمد المخلافي.

الدور الدعوي للشيخ الزنداني:

أُسس الشيخ عبد المجيد الزنداني عام 1967 معهد دار الحكمة بصنعاء، الذي تحول لاحقًا إلى جامعة الإيمان، لتصبح من أهم المؤسسات التعليمية الإسلامية في العالم العربي.

كما أسس الشيخ العديد من المؤسسات الخيرية والجمعيات الإسلامية، وساهم في نشر الدعوة الإسلامية في مختلف أنحاء العالم.

الشيخ الزنداني والإعجاز العلمي:

اشتهر الشيخ عبد المجيد الزنداني بأبحاثه ودراساته في مجال الإعجاز العلمي في القرآن الكريم، حيث ألّف العديد من الكتب والمقالات حول هذا الموضوع،

من أشهرها: “الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية”، و”القرآن الكريم والطب الحديث”، و”الإعجاز العلمي في ظلال القرآن الكريم”.

الشيخ عبد المجيد الزنداني: رائد الحديث عن الإعجاز العلمي في القرآن الكريم
الشيخ عبد المجيد الزنداني: رائد الحديث عن الإعجاز العلمي في القرآن الكريم

مناهج الشيخ الزنداني في الحديث عن الإعجاز العلمي:

اتّبع الشيخ عبد المجيد الزنداني منهجًا علميًا دقيقًا في دراساته حول الإعجاز العلمي في القرآن الكريم، حيث اعتمد على:

  • الاستدلال بالنصوص القرآنية: ربط الشيخ بين الآيات القرآنية واكتشافات العلوم الحديثة، مبينًا دقة القرآن الكريم في تناوله للموضوعات العلمية.
  • الاستفادة من التراث الإسلامي: استفاد الشيخ من تراث العلماء المسلمين في مجال تفسير القرآن الكريم، وخاصة فيما يتعلق بالموضوعات العلمية.
  • المشاركة في المؤتمرات العلمية: شارك الشيخ في العديد من المؤتمرات العلمية الدولية المتخصصة في مجال الإعجاز العلمي، حيث قدّم أوراقه البحثية ونشر أفكاره على نطاق واسع.
يُعدّ الشيخ عبد المجيد الزنداني (1942-2015) أحد أشهر علماء الدين الإسلامي في العصر الحديث، اشتهر بدوره الريادي في مجال الدعوة الإسلامية ونشر العلوم الشرعية، كما برز كأحد أبرز رواد الحديث عن الإعجاز العلمي في القرآن الكريم.
يُعدّ الشيخ عبد المجيد الزنداني (1942-2015) أحد أشهر علماء الدين الإسلامي في العصر الحديث، اشتهر بدوره الريادي في مجال الدعوة الإسلامية ونشر العلوم الشرعية، كما برز كأحد أبرز رواد الحديث عن الإعجاز العلمي في القرآن الكريم.

أثر الشيخ الزنداني في مجال الإعجاز العلمي:

ساهم الشيخ عبد المجيد الزنداني بشكل كبير في نشر الوعي حول الإعجاز العلمي في القرآن الكريم، وجذب انتباه العديد من العلماء والباحثين إلى هذا المجال، كما ساهم في إزالة بعض الشبهات التي كانت تُثار حول القرآن الكريم.

علاج الإيدز

أعلن الزنداني في قناة الجزيرة الإخبارية اكتشافه علاجاً من الأعشاب الطبيعية للشفاء من مرض نقص المناعة المكتسب – الإيدز – وفي مقابلة مع الجزيرة دعا الزنداني جميع شركات الأدوية ومنظمة الصحة التابعة للأمم المتحدة إلى زيارة اليمن للاطلاع على العلاج ورؤية نتائج الفحوص، رافضاً إعطاء تفاصيل عن الأعشاب ومكان تواجدها وذلك لضمان عدم تسريب الاختراع قبل تسجيل براءته.

امتناعه الإعلان

وقال الزنداني إن اكتشاف العلاج لم يكن من باب الصدفة، مشيراً إلى أن البحث فيه يعود إلى 15 عاماً عندما شكل فريق بحث في المدينة المنورة بحث في الطب النبوي والإعجاز الطبي في السنة النبوية. وقال الزنداني وفريقه إن نحو 15 شخصاً استطاعوا التخلص من الفيروس خلال فترة تراوحت من ثلاثة أشهر إلى سنة بعد تعاطيهم العلاج.

امتنع الشيخ الزنداني عن الإعلان عن طريقة العلاج حتى يتم تسجيل براءة الاختراع خوفا من أن تقوم إحدى شركات الأدوية بسرقة العلاج ولكنه عاد وقال بأن تسجيل براءة الاختراع يتطلب إعطاء كافة البيانات عن الدواء وهو غير مستعد لعمل هذا خشية من سرقة هذا العلاج.

لاحقا حاز الزنداني على براءة اختراع في أسلوب استخدام الأعشاب في علاج الإيدز من المنظمة العالمية للملكية الفكرية ونشر تطبيقه البحثي على موقعها في أبريل 2011

انتقادات

من ناحية أخرى بدا أن هناك امتعاض من الوسط العلمي تجاه سلوكيات الزنداني في التعامل مع المرض حيث قال عنه الدكتور جميل المغلس رئيس قسم المناعة في جامعة الملك عبد العزيز ساخراً «لقد كنت أنا وزملائي منزعجين تماماً من الطريقة التي تعامل بها مع المرض» وأضاف «أنا من الأفراد الذين رأوا شخصياً عينة من فحص الدم لأحد المرضى الذين أخبرهم الزنداني بأن يمارسوا الجنس مع زوجاتهم كونهم أصبحوا معافين من الإيدز، إلا أنني رأيت النتائج ووجدت الشخص ما زال مصاباً».

زواج فرند

أثارت فتاوى زواج فرند – زواج الصداقة – التي أصدرها عبد المجيد الزنداني ضجة كبيرة في الشارع العربي والإسلامي كما أثارت غضب مشايخ الأزهر وغيرهم، الأمر الذي جعل البعض يبررون سبب فشله في دراسته الجامعية بصيدلة الأزهر، وآخرون ركزوا على التدليل ببطلان اجتهاده، وأنه غير مؤهل للاجتهاد الفقهي – كونه متخصصاً في الإعجاز العلمي – والبعض وصفه بالتشيع، معتبرين الفتوى مخالفة للشرع.

ولكن الشيخ رد قائلًا:

«وأنا لا أدعو إلى مصطلحات غير شرعية، وأرى أن يكون مسمى هذه الصورة: الزواج الميسر للمسلمين في الغرب، بدلاً من مصطلح: زواج فريند»

حيث قال إنه يمكن أن يتزوج الشاب بالشابة بعقد شرعي صحيح مستوفٍ للشروط والأركان، من الولي والشاهدين والمهر، ولو لم يكن لهما سكن يأويان إليه، فيستمتع أحدهما بالآخر، ثم يأوي كل واحدٍ منهما إلى منزل والده، وقال إنه ليس زواج متعة مؤقت بمدة في العقد، ولا زواجا بلا ولي أو شهود أو مهر.

عذاب القبر

في مطلع العام 2000م كان الزنداني قد ألقى محاضرة عن أصوات المعذبين في القبور كشاهد على العصر من أمثلة الإعجاز العلمي في القرآن بعد أن تسلًم شريطاً مشبوهاً يتحدث عن اكتشاف علماء في الجيولوجيا لأصوات بشرية تحت الأرض حين قاموا بالحفر في شبه جزيرة في سيبيريا اسمها كوليسري قرب الحدود النرويجية مع روسيا.

استشهد الزنداني أيضاً بطلاب روسيين يدرسون لديه في اليمن وزعم أيضاً أن إذاعة أمريكية في شيكاغو كانت قد نشرت نفس القصة وأضاف أيضاً أنه أرسل مندوباً إلى موقع الحدث في سيبيريا ليتوثق من تفاصيل القصة من أصحابها أي العلماء. زعم الزنداني أيضاً أن فريق البحث الروسي كان يرأسه بروفسور يدعى أزاكوف (Azzacove) الذي قال عبارته الشهيرة بحسب ما نسبه إليه الزنداني:

«كشيوعي أنا لا أعتقد بوجود الله لكن كعالم أنا أصبحت أعتقد في وجود الجحيم.»

ظل الزنداني مصراً على أفكاره لسنوات حتى أنه دخل في جدال مع بعض علماء دين آخرين أمثال خالد بن عثمان السبت. بعد ما تبين له أن المعلومات التي استلمها كانت مزيفة اعتذر عن الخطأ وفند شريطه السابق.

خاتمة:

لا شكّ أن الشيخ عبد المجيد الزنداني يُعدّ من أهم رواد الحديث عن الإعجاز العلمي في القرآن الكريم، وترك إرثًا علميًا غنيًا ساهم في نشر الوعي الإسلامي وتعزيز مكانة القرآن الكريم في نفوس المسلمين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى