تمكن المخترع الفلسطيني، المهندس عبد عباس عبد الرزاق الفحام (57) عاما، من ابتكار جهاز فريد من نوعه إن لم يكن الوحيد على مستوى العالم_ حسب قوله_، حيث يقوم الجهاز بإنتاج الماء الساخن والهواء الساخن والكهرباء في وقت واحد، ويعمل بالطاقة الشمسية، وهو بذلك يوفر الطاقة ويعتبر صديقا للبيئة. أطلق عليه اسم “سولارينو”. وقد شارك المشروع مؤخرا في مسابقة صنع في فلسطين عام 2010، التي نظمتها مؤسسة النيزك للإبداع العلمي والتعليم اللامنهجي، ونال الجهاز المركز الأول على 220 متسابق ومخترع.
ويقول المهندس صاحب الابتكار أنه توصل لهذا الانجاز نتيجة مجهودات شخصية حيث انه يعمل في مجال الطاقة الشمسية منذ أكثر من 30 عاما. ويمتلك الفحام شركة خاصة لدراسات الطاقة الشمسية. والجهاز يعمل بالطاقة الشمسية لإنتاج الماء الساخن على مدار الساعة والعام دون الحاجة إلى كهرباء للتسخين في فصل الشتاء، كما ينتج الهواء الساخن للتدفئة المركزية في فصل الشتاء، حيث لا داعي لاستخدام أي من مواد الاحتراق مثل الغاز أو الحطب أو أي مواد ضارة بالإنسان والبيئة. وينتج كذلك الجهاز الكهرباء للإنارة المنزلية وأي استخدام آخر في المنزل والمصانع والمستشفيات أو في أي مكان آخر .
ويؤكد الفحام أن الجهاز هو الوحيد على هذا المستوى المتقدم والعلمي والصديق للبيئة، ويتكون الجهاز من: 1)خزانات للماء الساخن مصنوعة من الاستالس ستيل 316 الداخلي سمكه 1.2 ملم والخارجي 304، والغير قابلة للصدأ أو التكلس، وبهذا يصبح عمرها الافتراضي أكثر من 25 عاماً. 2)اللواقط الشمسية الخاصة بالماء الساخن، وتتكون من النحاس الأحمر سمك 1 ملم عدد 13 ، وتتميز بسرعة التقاطها للحرارة، حيث يبلغ المعامل الحراري للنحاس 385 درجة مئوية، بينما المعامل الحراري لمواسير الحديد المستخدمة في السخان الشمسي العادي 79 درجة مئوية فقط، وهذا يعنى أن الشمس عند بزوغها فإن سرعة التقاط الحرارة تكون خمسة أضعاف سرعتها في السخان العادي، وكذلك تكون درجة الحرارة أكثر منها في السخان العادي بثلاث مرات على الأقل، وهذا ما يعنى أنه في الشتاء حيث لا يوجد أشعة شمس، فغن الجهاز سيعمل في حالة ظهور الشمس لمدة ربع ساعة فقط، وهذه الميزة لا تتوافر في السخان العادي الموجود في الأسواق على الإطلاق. 3)اللواقط الشمسية الخاصة بالهواء الساخن: وتتكون من مواد مصنوعة من الألمونيوم، فالمعامل الحراري للألمونيوم 265 درجة مئوية، وهذا ما يعمل على رفع درجة حرارة الهواء الموجود من 10مئوية إلى حوالي 110 درجة مئوية، وهى كافية للتدفئة المركزية في أي مكان.
وحجم الجهاز 2 متر مربع، وهي نفس أبعاد السخان الشمسي الموجود في الأسواق، وهذا يعني أن هذا الجهاز موفر في المساحة أيضا. كما يتميز الجهاز بأنه الوحيد على مستوى العالم، القادر على إنتاج الماء الساخن، الهواء الساخن، وتوليد الكهرباء في آن واحد وبنفس المساحة، كما أنه يعمل بالطاقة الشمسية، وصديق للبيئة، وعمره الافتراضي حوالي 25 عاما، ويستطيع توليد الطاقة أيضا في الليل، وهذا يعني أننا لسنا بحاجه إلى بطاريات كثيرة لاستخدامات الليل، فسوف تقتصر حاجتنا إلى بطاريتين فقط، لأن هذه اللوحة ستولد الكهرباء ليلاً في حاله عدم وجود أشعه الشمس، وهذا استثماراً مربحاً للإنسان والدول، ولجميع مشاريع الإسكان على مستوى العالم، حيث لم يعد هناك حاجة إلى إمدادات كهربية، أو استخدام أي من مواد الاحتراق الأخرى للتدفئة.
ويشير الفحام إلى أن النسخة الأولى من الجهاز تم عرضها في مسابقة صنع في فلسطين، مبيناً أن هذا الانجاز هو محصلة مجهود شخصي لمدة ستة أعوام، مؤكدا انه لا يوجد جهاز شبيه له على الإطلاق. حيث أن كل المواد التي تم استخدامها في الجهاز صديقة للبيئة، وبعض من هذه المواد تم جمعها من المواد الملقاة في الشارع، أي من مواد قابلة للتدوير، وهو انجاز جديد في استخدام مواد كهذه في مشروع متقدم علميا وصديق للبيئة.
ويقول الفحام، إن الجهاز إثبات على قدرة الإنسان على استخدام كل ما في الكون وتسخيره لفائدة البشرية، والحد من ظاهرة التلوث، التي باتت تهدد العالم، وكذلك المهتمين بالحفاظ على البيئة الخضراء، حيث لا توجد أي آثار جانبية مثل الانبعاثات السامة، كأول وثاني أكسيد الكربون أو الامونيا أو الفريون وغيرها، من المواد الناتجة عن الاحتراق.
ويعمل المشروع بالطاقة الشمسية المتوفرة من عند الله مجانا على الأرض، وكما نعلم أن موقع فلسطين الجغرافي هو 30درجة شمال خط الاستواء، فإن الطاقة التي تسقط على كل متر مربع تقدر بثلاثة آلاف كيلو وات/ساعة، وهى نسبة عالية جداً بالمفهوم الايجابي، لذلك عمل الفحام على استغلال هذه الطاقة على المدى الأقصى، وهذا هو الجديد في المشروع وبأقل مساحة، فأصبح الجهاز تحفة علمية وفنية في الوقت نفسه.
ويؤكد الفحام أن الجهاز تجاري من الطراز الأول، ومشروع عالمي أيضاً لكل الدول المحبة لعدم الاعتماد على البترول والدول الداعية إلى التخلص من مصادر انبعاث المواد السامة والضارة للجو والإنسان.
ويشير إلى أنه سيبدأ إنتاج الجهاز قريباً، منوهاً إلى أنه يختبر حالياً بعض التحسينات والتطويرات التي يمكن إدخالها على الجهاز، ويحاول أن يجعل الجهاز قادراً على التبريد عن طريق الطاقة الشمسية في فصل الصيف، وكذلك من الممكن استخدام الجهاز نفسه مع إضافة أخرى ليصبح طباخا عن طريق )الطاقة الشمسية والماء الساخن معا).
ولفت أنه واجه عدة صعوبات لتحقيق الانجاز، غالباً تتعلق بالإمكانيات المادية، مشيراً إلى أن الجهاز الأول يكون مكلفاً دائماً، لذلك قامت مؤسسة النيزك بالمساعدة في جزء من التكاليف، والباقي كان اقتراضاً من أكثر من جهة.
وينوه الفحام إلى أن مفهوم الطاقة الشمسية واستخداماتها مازال في بداياته، والكثير يفتون بما لا يعرفون، ويضيف أنه سيعمل على خلق كوادر متخصصة تعمل بالطاقة الشمسية على مستوى علمي ومهني، ويدعوا أيضاً المؤسسات الداعمة الأجنبية والعربية إلى تخصيص مبالغ أكبر لدعم الإبداع، لأن الكثير من المخترعين يملكون العقل ولا يملكون المال، مما يشكل عائقاً كبيراً جداً أمام تطوير إبداعاتهم واختراعاتهم.