ممثل اسكتلندي شهير، ليس كأي ممثل آخر، فهو أسطورة حقيقية، له جاذبية خاصة علي الشاشة، فهو نوع من الرجال يحبه الجميع وتعشقه النساء خاصة، وهو نجم سيخلده التاريخ، قدم العديد من الأدوار التي كان أشهرها سلسلة جيمس بوند.
ولد السير توماس شون كونري في يوم 25 أغسطس من عام 1930م في ايدنبرج باسكتلندا لوالدين فقيرين، وعندما أنهى مدرسته الثانوية عمل كبائع لمنتجات الألبان وكان كونري صبيا نشيطا يسعى لكسب قوت يومه ما جعله يقوم بأعمال عدة منها عامل بناء ومنظف لأكفان الموتى، وهي المهن التي خلقت منه شخصا صلبا ومليئا بالرجولة والخشونة، بالإضافة إلي إنه كان واحد من نجوم كمال الأجسام في هذه الفترة وفاز بالعديد من الجوائز.
قرر شون كونري أن تكون مهنته التمثيل وذلك عندما عرض عليه دور في مسرحية “الجنوب الهادي” وكانت بدايته عام 1955م حيث حصل علي دور في إحدى حلقات المسلسل الشهير “ديكسون الأخضر” إلي أن أشترك في فيلم سينمائي عام 1959م بعنوان “داربى أو جيل والناس الصغار” وكان يلعب فيه دور رجل تقع في حبه فتاة أيرلندية وكان رومانسيا إلا إن ملامحه القوية والعنيفة جعلت زوجة المنتج الشهير ألبرت بروكلوي ترشحه للعب شخصية “جيمس بوند” وفي خلال هذه الفترة اشترك شين في عدة أفلام سينمائية منها “مكان آخر .. زمن آخر” والذي لعب فيه دور مراسل لإذاعة أل “بي بي سي” يرتبط بعلاقة عاطفية مع سيدة متزوجة ولعبت دورها الممثلة ” لانا تورنر” حتى يموت في حادث تحطم طائرة وتذهب عشيقته لزيارة قريته ومسقط رأسه لتكتشف أن لديه زوجة وطفلا صغيرا.
وترك شين كونري بعد هذا الدور انطباعا لدى الجمهور بأنه الرجل القوي اللعوب الذي يجعل النساء يقعن في حبه ثم يهرب منهن، وتوالت أدواره بعد ذلك والتي أظهرت مواهبه المتعددة حيث اشترك في فيلم “علي الخيط” والذي لعب فيه دورا كوميديا وفيلم “مغامرة طرزان الكبرى” وكان من المفترض أن يواصل سلسلة أفلام يجسد فيها شخصية طرزان إلا إن دور “جيمس بوند” كان قد بدأ يصنع شهرته في هوليود والعالم كله لذا لم يقبل الاستمرار في طرزان بعدما وضع قدميه علي القمة.
اشترك كونري بعد ذلك في فيلم “مارنى” عام 1964م مع المخرج ألفريد هتشكوك إلا أن الفيلم لم ينجح ما جعل هتشكوك يعلن بالصحف عن ندمه لاختيار كونري لهذا الدور، وفي هذه الأثناء تعرف كونري علي زوجته الأولى ديان كلينتون ثم اشترك في فيلم “التل” الذي حقق نجاحا كبيرا لأدائه المتميز لدور الجندي ضحية النظام السادي.
وقد تميز كونري بالبراعة في تجسيد دور الفتى اللعوب والرجل المحتال الذي يشكل خطرا علي من حوله ولكن بصورة ساحرة تجذب المشاهدين إليه، إلا أن محطة جيمس بوند تعد أهم محطة في حياته حيث قدم ستة أفلام هي “الدكتور نو” عام 1962م، “من روسيا مع الحب” عام 1963م، “أصبع الذهب” عام 1964م، “كرة الرعد” عام 1965م، “أنت تعيش فقط مرتين” عام 1967م، “الماس للأبد” عام 1971م.
وحاول شين كونري الخروج من عباءة جيمس بوند بعمل عدة أفلام تتنوع بين الخيال العلمي والرومانسية وعالم العصابات مثل “الخيمة الحمراء”، “زاردوز”، “الفدية”، والفيلم السياسي “الرجل التالي” وبعد تقدمه في العمر بدأ يقوم بأدوار معينة تناسب عمره حتي وصل إلي الأدوار المساعدة في الثمانينات وتزوج للمرة الثانية من الفرنسية ميشيلين روكيبورن، وواصل شون كونري أدواره البارعة في أفلام مثل “خارج الأرض” عام 1982م، “الرجل ذو العدسات القاتلة” عام 1987م، وغيرها.
حصل شون كونري علي جائزة الأوسكار لأفضل ممثل مساعد عن دوره في فيلم “بعيدا عن اللمس” عام 1987م والذي أشترك في بطولته مع كيفن كوستنر وروبرت دي نيرو، وتوالت أدواره في التسعينات بين عدة أفلام مثل “منزل روسيا” عام 1990م، “رجل الطب” عام 1992م، “الشمس المشرقة” عام 1994م، “الصخرة” عام 1996م، و”الفخ” في عام 1999م الذي حصل فيه على وسام الفروسية من الملكة إليزابيث ملكة بريطانيا.