ضمادة ذكية للجروح من مواد البيئة العُمانية تحصد جائزة أفضل بحث علمي
حصدت دراسة بحثية من جامعة (نزوى) بسلطنة عُمان جائزة أفضل بحث علمي, حيث تمكن فريقٌ بحثيٌ من تطوير لاصقة ضمادة طبية ذكية للجروح متعددة الطبقات, مُشتقة من موادها من الطبيعة العُمانية يدخل في تكوينها عناصر الكيتوزينات والألجينات لالتئام الجروح المزمنة، وهما مستخلص من نبات دم الأخوين (Dracaena Cinnabari) ونبتة الصقل العمانية (AloeVera)؛ وذلك بقيادة الباحث الرئيس المهندس “سايد فكيليان” الخبير والباحث في مجال الطب التجديدي، وعضوية عدد من الباحثين العمانيين والدوليين.
وقال المهندس سايد فكيليان: “تم في هذه الدراسة البحثية تطوير ضمادة جروح متعددة الطبقات مُشتقة من المواد الطبيعية، وتحتوي على عناصر الكيتوزينات والألجينات كمصفوفة طبية مستخلصة من نباتي دم الأخوين والصقل كعوامل منشطة بيولوجيًا”.
ووفقاً لـ سايد فكيليان تم تصنيع الضمادة تحت ضغط منخفض في درجة حرارة منخفضة قدرها سالب 60 درجة سيليزية، وبعدها قمنا بفحص الضمادة من الناحية الكيميائية والفيزيائية حيث تم تقييم أدائها في المختبر وفي الجسم الحي. وبين أن النتائج كشفت عن التصاق الخلايا وانتشارها بشكل جيد مما يشير إلى توافقها مع الجسم، أما في الجسم الحي فقد كان أداء هذه الضمادات مشابهًا لأداء أحدث الضمادات المعروفة تجاريا.
وأشار “سايد فكيليان” إلى أنَّ الجروح التي عولجت بالضمادة المنتجة أظهرت نُضجا في الخلايا الليفية؛ وهي الخلايا المسؤولة عن إنشاء النسيج الذي ينظم الخلايا الظهارية الحرشفية المطبقة للبشرة إلى نسيج موحد، والخلايا الأخرى المساعدة لتكون الجلد، كما أظهرت ترسبًا جيدًا للكولاجين، وانخفاضًا في الالتهاب، وتشكيلًا جيدًا للقشرة الخارجية.
نبات دم الأخوين
وأوضح “سايد فكيليان” أن الفريق البحثي قام في هذا المشروع بإضافة مستخلص من نبات دم الأخوين (Dracaena Cinnabari) ونبتة الصقل العمانية (AloeVera) كطبقتين منفصلتين في الضمادة؛ حيث يمكن لهذه الضمادة النشطة حيويًا أن تعمل على تحسين التئام الجروح بشكل أفضل مقارنةً بالضمادات المتوفرة تجاريا.
وأكد “سايد فكيليان” أنه بشكل عام أظهرت نتائج هذه الدراسة البحثية إمكانية إيجاد ضماد بديل للجروح مشتق من المواد الطبيعية النباتية في البيئة العمانية، والذي من شأنه أن يساعد على التئام وتجديد الجروح المزمنة، ونحن الآن نستطيع تجربة هذه الضمادة سريريًا على الجروح البشرية المزمنة بعد الحصول على الموافقات الطبية المطلوبة.
وتابع سايد فكيليان قائلًا: “إننا نسعى جاهدين لتحسين جودة هذا الضماد الطبي المبتكر لزيادة فعاليته، ودراسة إمكانية إنتاجه على نطاق واسع ليس في سلطنة عمان فقط وإنما على المستوى الدولي، وأيضا دراسة تأثير هذه الضمادة على الجروح المتعرضة للعدوى”.
وعن فوز هذه الدراسة البحثية بالجائزة الوطنية للبحث العلمي في دورتها الثامنة لعام 2021 في قطاع الصحة وخدمة المجتمع لفئة الباحثين الناشئين من غير حملة الدكتوراه، يقول المهندس سايد: “لقد كان من دواعي سروري الحصول على هذه الجائزة التي منحتني مزيدًا من التشجيع لبذل المزيد من الجهد والدراسة بغية الوصول إلى أبحاث هادفة ومؤثرة تساهم في حل العديد من التحديات التي تواجه القطاع الصحي وغيرها من القطاعات، إضافة إلى إنها شكلت دافعا للاهتمام بالبحث العلمي والعمل على الرقي بالبحوث العلمية الهادفة”.