باهور لبيب هو أول عالم آثار مصري يحصل على الدكتوراه.. ففي يوم الـ 7 من مايو لعام 1994 غادر دنيانا الدكتور باهور لبيب (1905 – 1994)، بعد عن عاش عقودا طويلة وهو يكافح من أجل إبراز جمال الحضارة المصرية القديمة وخاصة القبطية منها.
تعود جذور باهور إلى بلدة “مير” بأسيوط بصعيد مصر، غير أنه ولد بمنطقة عين شمس بالقاهرة. تعلم القبطية على يد والده منذ الصغر، والتحق بالمدرسة القبطية، ثم المدرسة الخديوية بالقاهرة.
شارك في ثورة 1919 رغم صغر سنه، والتحق بكلية الحقوق، غير أنه لم يكملها حيث التحق في ذات الوقت بقسم الآثار الذي كان قد أنشيء للتو حينذاك. ثم أوفدته الجامعة (جامعة فؤاد) عام 1930 إلى برلين بألمانيا ضمن بعثة علمية، فدرس علم المصريات هناك على أيدي أبرز علماء المصريات حتى حصل على الدكتوراه عام 1934، وكانت بعنوان: “الملك أحمس طارد الهكسوس من أرض مصر ومؤسس الأسرة الثامنة عشر”، وأثناء المناقشة قال باهور: “كما طرد أحمس الأول الهكسوس من مصر يجب علينا أن نطرد المُحتل من بلادنا”، وقيل: إن هذه الجملة كانت سببا في عدم تعيينه بالجامعة بعد عودته إلى مصر.
عمل مديرا للمتحف القبطي بالقاهرة خلال الفترة من (1951 – 1965)، وقد اجتهد في الارتقاء به، ويُحسب له ترجمة ونشر أكثر من 150 ورقة من مخطوطات نجع حمادي (ومخطوطات نجع حمادي) هي مخطوطات قديمة تم العثور عليها عام 1945، ولنا حولها حديث آخر إن شاء الله).
نال العديد من العضويات بالمنظمات والجمعيات ذات الصلة بمجال التخصص من بينها منظمة اليونسكو، والمجمع العلمي المصري، والجمعية الجغرافية الأمريكية. والتقى العديد من المشاهير الدوليين منهم هنري كيسنجر وزير الخارجية الأمريكي، الإمبراطور هيلاسلاسي إمبراطور أثيوبيا السابق. وصادق وصاحب العديد من الرموز المصرية منهم الدكتور أحمد لطفي السيد، والدكتور طه حسين، والأستاذ توفيق الحكيم.
قام بالعديد من البحوث والدراسات المرتبطة بالآثار المصرية القديمة والآثار القبطية، وله كتابان شهيران، هما : لمحات من الدراسات المصرية القديمة، والفن القبطي . أما عنه فكتب ابنه الدكتور أحمس لبيب كتابا شيقا أرجو أن يقع بين يدي قريبا، تناول فيه سيرة والده بتوسع، جاء بعنوان “الدكتور باهور لبيب عالِم الآثار… قصة كفاح ونجاح” !!