الشيخ “علام سلامة علام”.. هو الشيخ المجهول وأحد الفكر والأدب في مصر.. ولد عام 1887م بمحافظة أسيوط مركز البدارى قرية العقال البحرى.. لم يحصل على الدكتوراه وأجازها لـ “طه حسين” ! .. التحق بمدرسة دار العلوم تخرج منها عام 1899 عمل مدرسا بمدرسة الناصرية ثم بمدرسة دار العلوم شغل منصب أستاذ الأدب العربي بكلية دار العلوم عندما أنشئت الجامعة الأهلية عام 1908 انتدبته الجامعة الأهلية 1914 تحت أشراف السلطان حسين كامل لمناقشة رسالة الفلسفة المقدمة من الأستاذ طه حسين -كانت فى أدب أبى العلاء المعرى- وهي أول درجة فلسفة (دكتوراه) يتقدم بها مصري و يتم مناقشتها في الجامعة الأهلية في مصر قاطبة منح في عام 1925 من الملك فؤاد الأول نيشان النيل العظيم وهو أرفع وسام ملكي و هو يعادل وسام الجمهورية الآن..
معراج البيان
الشيخ علام سلامة هو أحد نوابغ مصر وعظمائها و من أنجب من أنجبت مصر ، أستاذ الأدب العربى بمدرسة دار العلوم وصاحب كتاب “معراج البيان” الذى كان يتم تدريسه بكلية دار العلوم حتى وقت قريب، منحه الملك فؤاد الأول نيشان النيل العظيم سنة 1925م و هذا النيشان تغير اسمه حاليا إلى قلادة النيل العظمى أو وشاح النيل .
انتدبته الجامعة الأهلية أولى جامعات مصر سنة 1908م لمناقشة رسالة دكتوراه الأستاذ طه حسين تحت إشراف السلطان حسين كامل سلطان مصر و هى أول دكتوراه يتقدم بها مصرى و يتم مناقشتها فى جامعة مصرية و كانت فى أدب أبى العلاء المعرى .
يقول د. طه حسين: عجبت لمن ليست له دكتوراه ويمتحننى فى الدكتوراه ولكن يزول عجبى عندما لا أجد من يمنح أستاذى علام سلامة دكتوراه، ويقول: كاد أستاذى علام سلامة يبتلعنى غير أنى كنت عسير الهضم ، و هكذا شهد له د.طه حسين بأستاذيته ، كتب عنه د. طه حسين فى كتابيه: من بعيد، الأيام .
عندما ترجم شاعر النيل حافظ إبراهيم رواية Les Miserables البؤساء تأليف فيكتور هوجو أرسل نسخة منها للأستاذ علام سلامة كتب فى مقدمتها : إلى أستاذنا الشيخ علام سلامة نسأل الله منه السلامة … المخلص حافظ ، رد عليه الشيخ بأن عنوان الكتاب يحوى خطأ لغويا ، إن البؤساء جمع بئيس و هو الإنسان الذى لا تعرف الإبتسامة طريقها إلى شفتيه أبدا ، وقد يكون غنيا ، وهذا لم يقصده هوجو المؤلف و الصواب أن يكون العنوان : البائسون .
كتب أمير الشعراء قصيدة أهداها للشيخ علام و قال فيها :
وقى الأرض شر مقاديره ،،، لطيف السماء و رحمانها
ونجى الكنانة من فتنة ،،، تهددت النيل نيرانها
رد عليه الأستاذ علام قائلا بالنص: يا شوقى لا يصح أن نصف مقادير الله بأنها شريرة حتى و لو أصابتنا بكرب ، و الرأى عندى أن تكتب هكذا :
وفى الأرض شرا مقاديره، لطيف السماء ورحمانها
ونجى الكنانة من فتنة، تهددت النيل نيرانها
وهكذا حافظ الأستاذ على الوزن والقافية ولم يعبث بالمعنى ولكنه داعب أوتار النحو وصحح خطأ أمير الشعراء أحمد شوقي …
وفاة علام سلامة
انتهت هذه الحياة الثرية للشيخ علام سلامة في أغسطس عام 1937 م ليلقي ربه عن عمر يناهز الستين.