عباقرةمبدعون

على طريقة اللمبي 8 جيجا أليكس مولين صاحب أقوى ذاكرة في العالم

على طريقة “اللمبى 8 جيجا” .. أليكس مولين صاحب أقوى ذاكرة في العالم !

 

 

 

على طريقة فيلم “اللمبى 8 جيجا” .. أليكس مولين صاحب أقوى ذاكرة في العالم ! يدرس مولين ، بكلية الطب في جامعة ميسيسيبي، وهو صاحب أفضل ذاكرة في العالم.

مولين تعلم من كتاب بعنوان “المشي على القمر بصحبة أينشتاين” للمؤلف جوشوا فوير،  وقد كانت قصة فوير مصدر إلهام بالنسبة لمولين، وشجعته على تحسين ذاكرته، ويقول مولين: “بالتأكيد لم تكن لدي ذاكرة قوية في الأصل، لكن في عام 2013 بدأت التدريب مستخدماً الأساليب التي تحدث عنها فوير”. بعد سنة من ذلك جاء ترتيب مولين الثاني في مسابقة بطولة الذاكرة الأمريكية.

يقول مولين: “كنت أشعر بدافع حقيقي، وواصلت التمرين، وفي النهاية وصلت إلى بطولة 2015 للذاكرة”.

وقد نظمت البطولة في مدينة جوانجو بالصين. وتتكون من عشر جولات من التحدي الذهني، والذي يشمل حفظ أكبر عدد ممكن من الأرقام خلال ساعة من الزمن، وتذكر أكبر عدد من الوجوه خلال 15 دقيقة، أو تخزين مئات الأرقام الثنائية في الذاكرة.

أما الجولة الأخيرة فهي دائماً جولة لقياس القدرة على حفظ بطاقات اللعب بسرعة كبيرة، حيث يحفظ المتنافسون مجموعة كاملة من بطاقات اللعب بأقصى سرعة ممكنة في أقل من نصف دقيقة.

كان مولين في المركز الثاني عندما بدأ في المهمة النهائية. وقد ألقى نظرة على بطاقات اللعب التي عرضت أمامه لمدة 21.5 ثانية، متفوقا بذلك على يان يانغ قائد المنافسة السابق بثانية واحدة. وكان ذلك كافياً ليصل مولين إلى المركز الأول والفوز بالبطولة.

ويحمل مولين الآن الرقم القياسي العالمي في تذكر أكبر عدد ممكن من الأرقام يصل إلى 3,029 في غضون ساعة واحدة. ويقول في هذا السياق: “قبل عدة سنوات، كنت أعتقد أن ذلك مستحيلاً”. كما أنه يحمل ستة ألقاب أميريكية سابقا، والتي تشمل حفظ 3,888 رقماً زوجياً خلال 30 دقيقة.

إن كنت لا تستطيع تذكر قائمة المشتريات، فضلاً عن آلاف الآحاد والأصفار، فإن إنجازات الذاكرة هذه تبدو غير ممكنة التحقيق. لكن طبقاً لما يقوله مولين، باستطاعة أي شخص القيام بذلك. ويقول مولين: “ما عليك سوى أن تنشيء قصراً داخل للعقل”.

بالنسبة لأولئك الذين لا يعتبر شارلوك هولمز مألوفاً لديهم، “قصر العقل” هو عبارة عن صورة ذهنية لموقع مادي تعرفه جيداً. ربما يكون منزلك، أو طريقك للعمل. ولكي تتذكر العديد من الأشياء، سواء المحال التجارية، أو بطاقات اللعب، فما عليك إلا أن تسير عبر قصر عقلك ذلك، وأن تضع صورة لكل شيء تريد تذكره في أماكن محددة على طول الطريق.

هذه الأساليب التقليدية يرجع الفضل فيها لشاعر يوناني اسمه سيمونايديز سيوس، والذي عاش عام 477 قبل الميلاد. وتقول الأسطورة أن سيمونايديز كان يحضر حفلة عشاء أقامها رجل غني وبخيل من النبلاء. وفي منتصف الحفل دعي إلى الخارج لمقابلة شخص يحمل له رسالة ما.

وبمجرد خروجه من الباب، انهار السقف فوق المجتمعين لحفل العشاء مما أدى لمقتلهم جميعاً. وبينما حضر الأقارب والأصدقاء للتعرف على جثث القتلى التي تشوهت لدرجة يصعب التعرف على أصحابها، استرجع سيمونايديز في عقله مكان جلوسه قبل انهيار السقف.

وكان يمكن التقاط صورة له وهو يتحدث إلى الضيف الجالس أمامه، وضيف آخر كان يجلس على يساره، وثالث كان يجلس على رأس الطاولة، فأدرك أن بإمكانه التعرف على الجثث بتذكر الترتيب الدقيق الذي كان يجلس فيه الجميع.

ويقال إن هذا الحادث قاده إلى أن يكتشف أن أفضل وسيلة لتذكر مجموعة من الأشياء أو الحقائق هي ربطها بصور لمكان محدد ومنظم.

بعد ذلك بقرون طويلة، قامت إيلانور ماجويار من جامعة “كوليدج لندن” وزملاؤها بمسح ضوئي لأدمغة 10 أشخاص من الذين وصلوا إلى المستويات المتقدمة في بطولة العالم للذاكرة. وكانت تأمل أن تحدد ما إذا كانت لديهم اختلافات بنيوية في أدمغتهم مكنتهم من أن يتمتعوا بهذه الذاكرة غير العادية.

 

لم تستطع الاختبارات تحديد أي اختلافات في الذكاء، أو أي تغيرات في بنية الدماغ. الاختلاف الوحيد بدا في الاستعمال التفضيلي لثلاث مناطق في الدماغ لها علاقة بعملية التوجيه والتحكم. فهؤلاء المتفوقون في ذاكرتهم أفضل من غيرهم فقط لأنهم يسيرون في طرقات “قصور” بنوها في عقولهم.

فيما يتعلق بتذكر الأرقام أو الأعداد الزوجية، كل متنافس له نظامه الخاص لتحويل هذه الأعداد إلى صور ذهنية. و يستعمل مولين على سبيل المثال، نظام يقوم على استخدام بطاقتين لتذكر مجموعة من بطاقات اللعب. ويتضمن ذلك تحويل الأعداد الزوجية والأرقام إلى أصوات منطوقة من خلال مجموعة من الشفرات الخاصة بمولين.

خذ على سبيل المثال ورقة اللعب “7” ذات المربعات، وورقة اللعب “5” ذات الرسم السباتي. ومن هذين الشكلين معا ينشأ الصوت “م” كما يقول.

ورقة اللعب “7” تحول إلى الصوت “ك”، والورقة “5” إلى الصوت “ياء”. ويقول مولين: رغم أنه ليس واضحاً من أين يأتي كل صوت من هذه الأصوات، إلا أنها في الحقيقة قائمة على أكواد قام شخص ما بالتفكير فيها قبل زمن طويل مضى”.

ويضيف مولين: “بمجرد أن تحصل على الميم أو الكاف أو الياء، فإنك تبني صورة تناسب هذه الحروف، فهذه الحروف تذكرني شخصيا بمايكل جوردان (لاعب كرة السلة الشهير في أميركا)”.

ويقول إن لديه طريقة أخرى تقوم على تقسيم الرقم 2704 إلى نصفين في صورة أرقام زوجية وفقا لاحتمالات خاصة، لكنه لم يرغب في البوح بمزيد من التفاصيل حول هذه الطريقة.

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى