Table of Contents
من كامل الشناوي
صحفي شهير، وشاعر موهوب، له قاموسه ورؤيته ورومانسيته الحالمة، وهو إنسان استثنائي، أثر بوضوح في الحياة الثقافية والسياسية، وفى الأجيال التي عاصرها حتى رحيله في منتصف عقد الستينيات من القرن الماضي، وهو واحد من أبرز أعلام القرن العشرين بثقافته وأسلوبه الساخر وقصائده التي خلدته ووضعته على رأس الصفوة من الكتاب والصحفيين.
متى ولد كامل الشناوي
ولد مصطفى كامل سيد الشناوي في شهر ديسمبر من عام 1908م في قرية ونسة البحر بمركز أجا بمحافظة الدقهلية شمال مصر وهو الأخ الأكبر لثمانية أبناء للشيخ سيد الشناوي نائب المحكمة العليا الشرعية.
عمل كامل الشناوي في مجال الصحافة وتولى رئاسة تحرير مجلة آخر ساعة كما عمل بجريدتي أخبار اليوم والأهرام ثم عمل رئيسا لتحرير جريدة الجمهورية ونال “وسام الجمهورية” تكريما وتقديرا لدوره وتوفى في يوم 30 نوفمبر من عام 1965م.
كان الشناوي عاشقا ومحبا ومن هذا الحب سطر أجمل القصائد ورغم ذلك كان واحدا من أشهر عزاب القرن العشرين حيث لم يتزوج لأنه كان يحب المرأة و يخشاها في نفس الوقت.
قال عنه الأديب الكبير عباس محمود العقاد: “لا تزال كما أنت لست صغيرا، ولا تريد أن تكون كبيراً”، وقال عنه الكاتب أنيس منصور: “بداخله منطفئ وإن كان الدخان يتصاعد من بين أصابعه، وهو قادر على أن يضحك حتى على نفسه ويبكيك أيضا… فهو إذا تكلم جرح وداوى، وأوجع وواسى”.
أما الكاتب الكبير مصطفى أمين فكتب عنه قائلا : “كان في شبابه يرتدي العمامة والجبة والقفطان، وكان طالباً في الأزهر ثم لبس الطربوش وملابس الأفنديات والتحق بالحقوق، كان يهرب من الأزهر بجسده الكبير وقفطانه ويجلس على قهوة الفن بين كبار الممثلات والنقاد والصحفيين ثم هجر كل شيء وقرر أن يكون شاعراً ثم قسم نفسه بين الشعر والصحافة، إنه أول من رأيت ينام في النهار ويسهر في الليل، إنه الشاعر الرقيق كامل الشناوي، خفيف الدم، وهو دائم الضحك والإضحاك أيضاً”.
كتب كامل الشناوي العديد من القصائد التي تغنى بها مشاهير المطربين والمطربات في عصره فكان أول من كتب للمطرب الراحل عبد الحليم حافظ “على قد الشوق” والتي لحنها الموسيقار كمال الطويل فلفت الأسماع والأنظار إلى موهبة العندليب الأسمر الذي غنى له أيضاً “لست قلبي” و “حبيبها”، وغنت له سيدة الغناء العربي كوكب الشرق أم كلثوم “أنا الشعب” وغنى له الموسيقار فريد الأطرش “عدت يا يوم مولدي” وغنت له المطربة نجاة الصغيرة رائعته ” لا تكذبي”.
بماذا اشتهر كامل الشناوي
واشتهر كامل الشناوي بحبه الكبير للمطربة نجاة الصغيرة وفيها كتب قصيدته الشهيرة “لا تكذبي” والتي غنتها نفس المطربة وقد خلق الشناوي طريقة للحب خاصة به، طريقة أفلاطونية حيث كان يحب من جانب واحد ويفرض حبه على الطرف الآخر ولا ينتظر رأيها وأن يهاجمها بحبه ولطفه وقدرة حضوره، وكان متقلب المزاج يستطيع أن يتحول من محب إلى كاره من النقيض إلى النقيض.
كما عرف عن كامل الشناوي أيضاً انه كان يخاف الليل، على أساس أن الموت يأتي ليلا، لهذا كان ما إن ينتهي من عمله في الصحيفة بعد منتصف الليل، يذهب إلى جلسة في ركن من أركان فندق الهيلتون المطل على نيل القاهرة، تضم عدداً من أصحابه من الصحفيين والفنانين، وبمجرد بزوغ الشمس، يتنفس الصعداء، ويذهب إلى ببيته وهو يتمتم الحمد لله، وقد قال عنه موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب: “يطيب لي أن أستمع إلى أشعاره وبصوته عبر أشرطة أحتفظ بها أكثر من استماعي إلى الأغاني