المجلةبنك المعلوماتشخصيات علميةمبدعون

لطفي أبو سرية رحلة طويلة تخط رسائل من الإبداع

بين مصر وبلجيكا وسويسرا سنوات وسنوات من الغربة بعيدا عن مصر التي ظلت في قلبه ولم تغب عن فنه،‮ ‬فرحلته الطويلة عبارة عن رسائل من الإبداع إلي دنيا كلها ليقول من‮ “هنا بدأ التاريخ” ‬هو الفنان لطفي أبوسرية.

تخرج أبوسرية –بحسب ما ذكرت جريدة روز اليوسف اليومية- في كلية الفنون الجميلة‮ ‬1964‮ ‬واستكمل دراسته في الكلية الملكية في بروكسيل ببلجيكا التي هاجر إليها منذ‮ ‬40‮ ‬عاما،‮ ‬ومع الغربة يزداد عشقه لبلاده اشتعالا بمرور الأيام‮.‬

ما يميز أبوسرية أنه قارئ جيد للتاريخ يتصفح أوراقه بعمق ليضع يده علي ملامح حضارتنا العريقة فبالنظر إلي أعماله تلمس أنه يجيد التعبير عن سمرة الوجوه وملامح وعيون المرأة المصرية وشعرها الطويل كما أن الخط العربي لا يغيب عن لوحاته وبالأخص الفارسي والديواني‮.‬

وقد بدأ رحلته مع الجمال منتميا للمدرسة الأكاديمية ثم اتجه بريشته نحو التسجيل الرمزي مع تواجد قوي للبورتريه ومن هذه المرحلة انطلق للرمزية الخالصة والجمع بين العنصر البشري والطبيعة وأخيرًا إلي السريالية ولكن اتجاهه لها لم يخلو من رسائل ذات مغزي كالحرب والسلام،‮ ‬والتعبير عن رفضه لسياسة الدعم وغيرها من الموضوعات‮.‬

وللمرأة زاوية خاصة في لوحاته فهو يرفض رسمها عارية ويفضل أن يرسمها في هيئة الفتاة الجميلة الحالمة والكاتبة العبقرية والأنثي الشاردة التي تعاني الوحدة،‮ ‬كما اعتبرها رمزًا للنغم والعدالة وأنشودة عشق كتب علي شعرها أجمل الكلمات‮.‬

ولا يزال أبوسرية يعتز بلوحة مشروع تخرجه التي يحرص علي وجودها في كل معارضه وهي عن‮ “تهجير أهالي النوبة” ‬لأنها تعبر عن التجربة الإنسانية التي عايشها بكل جوارحه وما زال متأثرا بها حتي الآن فتجده يرسم بيوت النوبيين باللون الأبيض بين الجبال والمياه تخفيها كأنها قطعة من السكر ذابت بفعل الماء‮.‬

لم تكن هذه هي تجربة التهجير الوحيدة التي عايشها أبوسرية فقد مر أيضًا بتجربة إزالة قرية‮ “الجرنة” ‬بالأقصر التي أحزنته بشدة لأنه علي قناعة بإمكانية استغلال هذه المنازل الدافئة كمدارس ولتعليم الأطفال الفن‮.‬

ومؤخرًا اقتحم أبواب السريالية المعتدلة ومجال الحفر بأنواعه الذي درسه في بلجيكا باستخدام وسائط متعددة منها‮ “الكوللوجرافيا” ‬مع الاستعانة بخامات وأدوات ذاتية لإبراز الملامس والأبعاد،‮ ‬وهو تكنيك جديدا مستخدم في أوروبا‮.‬

علياء أبوشهبة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى