مبدعون في صنع الحياة من رشقات الموت، مبدعون بكتابة التاريخ بمداد من الدماء، وأدب المقاومة دون خطوات المجد كما قال القائل:
“ياصَبيَّة ..
لا تعشقي إلا صاحب قضيَّة !
فهو ان لم يفرش لك لياليه بالورود الجوريَّة ..
و لو لم يشعل الشمع قناديلا بهيَّة ..
وحتى لو غاب عنك ليالٍ يبحثُ عن هويَّة ..!
سيبقي مخلصاً لك كما هوً مخلصاً للبندقية”
ومن كل هذا أنبتت أرض العزة علماء نابغين نحكي عنهم بكل فخر
Table of Contents
هالة الخزندار.. عالمة فيزياء فلسطينية
هالة جار الله نعمان الخزندار عالمة فيزياء فلسطينية من مواليد غزة. هي أستاذ دكتور في قسم الهندسة الكهربائية ونظم المعلومات في الجامعة الإسلامية بغزة.
نشرت أكثر من مائة بحث علمي، حيث أبرزت من خلالهم نتاجها العلمي بدءً من دراسة الألياف الضوئية وتطبيقاتها في الاتصالات والمجسات الضوئية؛ مرورًا بدراسة الميتا متيريل وتطبيقاتها في العديد من المجالات ولا سيما في الاتصالات ثم دراسة خصائص خطوط النقل للموجات الميكروويف ولا سيما في وجود مقوم شوتكي والمقوم الرنان.
عند سؤالها هل ممكن للعالم الغزي المحاصر أن يكسر الحصار بإنجازه العلمي؟
قالت أكيد نحن دائماً نكسر الحصار من خلال العلم، العلم ليس له حدود ولقد كسرت تلك الحدود بأنني حصلت على جائزتين، فلم يقف الحصار سداً أمامي دون وصولي وحصولي على الجائزتين، والعمل الأكاديمي ليس له حدود كذلك، بالفعل العلم يكسر الحواجز والحدود.
الدكتور سامي شعث
لم تمنع الظروف العصيبة التي نشأ وعاش فيها الدكتور سامي خليل شعث هو وأسرته، وتعرضه لاعتداءات الاحتلال ومضايقاته المستمرة منذ الانتفاضة الأولى، وهدم منزله وتشريده في الانتفاضة الثانية، من مواصلة مشواره التعليمي المتميز، وصولاً إلى دولة جنوب إفريقيا، ليحقق اختراعاً فيزيائيا مهماً، وضعه ووضع فلسطين في مصاف العالمية، وحقق من خلاله خدمات جليلة للبشرية، سيبنى عليها مستقبلاً.
لقد أنهى دراسته الثانوية العامة في ظل ظروف عصيبة خلال الانتفاضة الأولى، وتعطل المدارس معظم فترات العام، واعتقال المدرسين.
كان حلمه وحلم أسرته خاصة والدته بأن يكون طبيباً، لكن ظروف عائلته الصعبة وقت ذاك حال دون تمكنه من السفر للخارج وكذلك للضفة الغربية بسبب الاحتلال، فكانت الخيارات أمامه محدودة، خاصة أن وقت ذاك لم تكن كلية الهندسة في الجامعة الإسلامية فتحت أبوابها، فقرر تحدي كل الصعاب، ودخول القسم الذي يصفه الجميع بالأصعب، ليرضي طموحاته ورغباته في دراسة علم الإبداع والتميز، والتحق بكلية العلوم قسم “فيزياء”.
ورغم ما عاناه خلال دراسته الجامعية، بسبب سوء الأوضاع الأمنية، وتنقله من جنوب إلى شمال القطاع يومياً، إلا أن شعث حقق التميز، وحصل على الترتيب الأول على دفعته في “فوج القدس”، وعمل بعد عام من تخرجه كمعيد في كلية العلوم، التي أكمل فيها لاحقاً دراسة الماجستير في الفيزياء، وواصل عمله كمحاضر وباحث، وبذل جهداً مضنياً للحصول على منحة تؤهله لاستكمال مشواره العلمي وتحقيق حلمه.
وبعد جهد وانتظار لأكثر من سبع سنوات، جاءت الفرصة لدراسة الدكتوراه، بعد عدة فرص تم الحصول عليها في العديد من دول العالم المختلفة، ولكنه لم يتمكن من السفر بسبب حصار غزة، وتحقق أول أحلامه، ووصل بالفعل إلى جمهورية جنوب إفريقيا في جامعة فري ستيت.
وقال شعث إن السفر للحصول على الدكتوراه كان بداية الحلم، الذي تواصل تحقيقه بإيجاد جامعة عريقة تهتم بالبحث العلمي، وتوفر لطلبتها آفاقاً بحثية كبيرة.
وبين أن دراسته هناك لم تخل من عقبات، فقد فوجئ بأن المجال الذي يعمل به الباحثون بقسم الفيزياء في الجامعة التي التحق بها مختلفاً عما درسه في الماجستير، والتي كانت تتعلق بعلم الكهرباء والمغناطيسية، بينما وجد أن الجامعة تهتم بأبحاث الطاقة الضوئية وخاصة الموادالفسفورية، ليتم استخدامه في مجال “النانو تكنولوجي”، باستخدام مركب فيزيائي واحد، بدلاً من ثلاثة مركبات كما جرت العادة، لافتاً إلى أن الجامعة لم تكن تعلم عن تلك النتائج، باستثناء المشرف، ويأتي ذلك كله بعد أن قررت دار نشر ألمانية (Lambert Academic Publishing) نشر رسالة الماجستير لشعث على شكل كتاب.
وتابع: “وخلال زيارة علمية لألمانيا لوفد من علماء وأساتذة الفيزياء من جامعته، الذين قاموا بإجراء مختلف التجارب والقياسات على العديد من العينات لكل طلاب وباحثين قسم الفيزياء”.
وتابع: “ما هي إلا أيام حتى اتصلوا بي من ألمانيا مذهولين، يستفسرون عن تلك النتائج، متى،.. وكيف،.. وأين؟؟، وطلبوا مني التوجه للقسم بالجامعة في يوم عطلة أسبوعية، وإجراء نفس التجارب مرة جديدة، والتأكد منها وإخبارهم عبر الهاتف، وإرسال النتائج للمقارنة، وقد حدث وحصلت على نفس النتائج ولنعلم كيف انها أجيال وراء أجيال.
تنقية “هولوغرام”
فبرغم ظروف الحصار، نظّمت كلية تكنولوجيا المعلومات في الجامعة الإسلامية في غزة يومًا علميًا سنة 2015 لعرض أحدث التقنيات العالمية في مجال الوسائط المتعددة وتطبيقات الويب والأجهزة الذكية.
وعرض القائمون على اليوم العلمي تقنيات حديثة كتقنية “هولوغرام“، وهي المرة الأولى التي تطبق فيها هذه التقنية في فلسطين.
وتمكّن هذه التقنية من إعادة تكوين صورة الأجسام بأبعادها الثلاثة في الفضاء باستخدام أشعة الليزر.
وأوضح القائمون على اليوم العلمي مزايا نظارات غوغل، حيث حظي الجمهور بمشاهداتها لأول مرة، ونظارات “هولولنس” التي أطلقتها شركة مايكروسوفت لكشف قدرات “ويندوز ” في مجال الواقع الافتراضي.
كما تم استعراض خصائص جهاز “كينكت” الذي يسمح للمستخدم بالتحكم فيه عبر تحريك الأيدي أو الأصوات.
وشرح المدرس في الكلية رامي سكيك تقنية أفلام الرؤية المتعددة، بحيث يتم عرض مشهد معين من أكثر من زاوية، بينما يتحكم المستخدم بالزاوية التي يود المشاهدة منها.
ويمكن استخدام تقنية “أفلام الرؤية المتعددة” في أنظمة المراقبة الدقيقة، وعرض المناطق الأثرية أو السياحية من جميع الاتجاهات، إلى جانب المجال الرياضي ولا سيما كرة القدم،
مبرمجون صغار
وقدّم فتية لا تتجاوز أعمارهم 15 عامًا تجربتهم في مجال برمجة وتصميم الويب والألعاب، ضمن فقرة “مبرمجون صغار”، مما أثار إعجاب الحضور.
رائد رشيد رئيس قسم الوسائط المتعددة وتطوير الويب في كلية تكنولوجيا المعلومات في الجامعة الإسلامية، أوضح أن الفعالية تهدف لإظهار أحدث تقنيات الوسائط المتعددة التي لا يعرفها كثير من طلبة الجامعة. وأشار إلى أنهم يعملون على تذليل العقبات أمام الطلاب لمواكبة تقنيات العصر.
ويلفت رشيد – إلى أن ما عرض خلال الفعالية “جهد المقل”، بسبب الحصار المستمر على قطاع غزة، ومنع إدخال التقنيات الحديثة، وهو ما أثّر على جودة العرض.
ولفت إلى أن جهاز تنقية “هولوغرام” صنع بشكل كامل داخل الجامعة، واستغرق العمل عليه 36 ساعة متواصلة.
وكانت تقنيات الأجهزة الذكية حاضرة بقوة خلال اليوم العلمي. وتضمن الحدث عرضا عن تقنيات تطبيقات الموبايل والويب، وبناء مواقع إنترنت كاملة ثلاثية الأبعاد بمحتوى ثلاثي الأبعاد أيضًا.
د /حاتم جاد الحق
دكتوراة في الكيمياء العضوية واستشاري في مجال الصباغة والتجهيز- عضو نقابة المخترعين المصرية