فقدان نعمة البصر لم يعد عائقاً أمام ذوي الإعاقة من إدراك ما يدور حولهم، فبعدما كان الكفيف في أمس الحاجة إلى دليل أو مرشد يجالسه، ويصف له عالمه الخاص، بإمكانه الآن الاستغناء عن المعاونة البشرية، إلى الإستعانة بالمبتكرات العلمية ، لإدراك كل ما يحيط به، وذلك بفضل المبرمج المصري/ السوري ” محمد ايمن رحال ” أحد هؤلاء الذين يبحثون عن بصيص أمل لدعم أصحاب الإعاقة البصرية ( المكفوفين ) .
يبلغ ” رحال ” 21 عاماً؛ حيث درس أساسيات الإلكترونيات والبرمجة في مصر- وفق ما صرح به لوسائل الإعلام المصرية – ونجح في ابتكار العديد من الأجهزة الالكترونية التي تخدم مختلف الفئات من ذوي الإعاقة، وتقدم لهم حلول مبتكرة للتغلب على إعاقتهم، وكان آخر ما ابتكره ” يداً ألكترونية ” للأشخاص مبتوري اليد .
Table of Contents
تطوير محمد ايمن .. ما بعد مايكروسوفت
بدأت شركة مايكروسوفت في إعداد نسخة تجريبية جديدة – من برنامج غير مفعل – لفاقدي البصر، يعكف عليه الآلاف من المهندسين، والذي يعمل على تحديد الأشخاص والتعرف إليهم عبر الهاتف، بالإضافة إلى القراءة والكتابة وتمييز العملات والترجة للغات عدة، وتمييز الأماكن وقياس المسافات ومدى البعد من خلال استخدام الموجات الصوتية، والتعرف على كل من حولهم، باستخدام تقنية ” الذكاء الاصطناعي ” بشكل مسبوق ومتميز .
ومن حيث انتهت مايكروسوفت، شرع ” رحال ” في تطوير هذه الفكرة، وابتكار جهاز جديد يحوي على كافة المميزات التي قدمها برنامج مايكروسوفت، ويسهل ارتداؤه في اليد بسهولة ويسر، وربط كاميرا واي فاي مع جهاز الهاتف، والتطبيق، وسماعات بلوتوث ” لاسلكي ” تتصل بالأذن، حتى تتحقق كافة المميزات المنشودة، والتي استهدفتها ” مايكروسوفت ” بصورة أكثر فاعلية، وأكثر فائدة من خلال تقنية الذكاء الاصطناعي أيضاً .
كف إلكتروني واختراعات أخرى
جدير بالذكر أن ” رحال ” له أكثر من ابتكار لمساعدة المكفوفين وذوي الإعاقة، من بينها ” كف إلكتروني ” ناطق لمساعدة الصم، ودرجات سلم تنير فور لمسها، لمساعدة ضعاف النظر، وكبار السن في الصعود والنزول دون مشاكل ووقوع إصابات وحوداث، وأيضاً كانت له اختراعات لفئات أخرى كالصاعق الكهربائي، والذي صمم بمكونات منزلية لحماية الفتيات من التعرض للتحرش والمضايقة في الشوارع العامة.
25 مشروعاً تسلط عليه الضوء
انتبه المتابعون على صفحات الأنترنت، وشبكات التواصل الاجتماعي إلى ” رحال ” من خلال مهاراته وتقنياته البسيطة وابتكاراته المتميزة، والتي تقدم حلول عظيمة لفئات مختلفة، من ذوي الإعاقة وغيرهم ، ويبلغ عددها ما يقارب الـ 25 مشروعاً .
ودائماً ما تنال تلك الابتكارات الاعجاب والتقدير من مئات الآف من المتابعين، لكون الأدوات المستخدمة بدائية، ويتم إعادة تدويرها، بحيث تكون غير مكلفة ويسهل الحصول عليها كالبلاستيك والمخلفات .
ويذكر أن الأزمة في سوريا كانت دافعاً رئيسياً له في تقديم بعض المشاريع بشكل مجاني إسهاماً منه في حلول مجتمعية متاحة لكل الطبقات، كما أنه يستفيد مادياً من بعض المشاريع التي يبيعها، بالإضافة إلى دعم شقيقه الأكبر له لاستمرار العمل في الابتكارات وخدمة الناس في شتى بقاع الأرض.
“مشروع روبوت جديد“
وكشف ” رحال ” أنه الآن في مرحلة الانتهاء من نسخة رجل آلي بشري بعد 6 أشهر، وهي تعد النسخة الأولى من نوعها في العالم العربي، ويضيف أن أغلب أجزاء الروبوت من البلاستيك المعاد تدويره.
والروبوت يعتمد في بنيته على تقنية الذكاء الإصطناعي، من خلال لغة البرمجة بايثون، ولغات أخرى، وتبلغ تكلفته 300 ألف ريال سعودي، ويكون مختصاً بالتواصل مع البشر، ولاسيما ذوي الاحتياجات الخاصة كالصم؛ بحيث يتواصل الرجل الآلي معهم بلغة الإشارة.