بدأت في الآونة الأخيرة فعاليات معرض وندوة البيئة البترولية العاشر في أبوظبي، والتي صرح من خلالها وزير النفط والثروة المعدنية معالي الوزير عبيد بن سيف الناصري أن تم تحسين أسعار الغاز والنفط لأول مرة منذ سنتين مضت، ويرجع السبب في ذلك في التعاون الكبير بين أعضاء منظمة أوبك للبترول الدولية، وبين أعضاء من خارجها.
وحضر هذا المؤتمر الكثير من الشخصيات العامة والمهمة والتي منها ممثلين ومسؤلين لكبار شركات البترول على مستوى العالم، ومن خلال هذا المقال سوف نوفيكم بكافة التفاصيل، فتابع معنا.
تحسن في أسعار النفط منذ سنتين
صرح معالي وزير النفط والثروة المعدنية بأبوظبي معالي الوزير عبيد بن سيف الناصري بأن أسواق النفط تشهد حالة من التعافي في الآونة الأخيرة، وذلك بعد أن هيمنت جائحة كورونا على العالم بأكمله خلال العامين الماضيين، وقد أضاف الناصري أن هذه الحالة من التعافي جاءت بسبب التعاون المثمر والكبير بين المسؤلين من داخل المنظمة وخارجها.
وأضاف الناصري أنه كان من المستحيل أو الصعب أن يحدث هذا التعافي لولا التعاون الذي يقوم به المنتجون داخل منظمة البترول العالمية أوبك، وقد أشار الناصري أن سعر النفط لمنظمة أوبك قد تخطى الحد الأعلى الذي قامت بوضعه الشركة ولكن التجاوز كان قليل، ويرجع السبب في ذلك في أن سعر سلع نفط أوبك التي قامت المنظمة بوضعها تنحصر ما بين 22 إلى 28 دولار أمريكي للبرميل، وكان هذا السعر خلال الأسبوعين الماضيين، ولكن خلال الأيام الماضية القليلة أصبح منحصر سعره خلال التسعيرة التي تم وضعتها المنظمة.
وقد أضاف الناصري في معرض البيئة البترولية العاشر أن سعر البرميل لنفط منظمة أوبك يبلغ 28 دولار أمريكي، ويرجع السبب في ذلك في المعدل السنوي لسعر البرميل منذ بداية العام الجاري وحتى هذه اللحظة قد بلغ 23.7 دولار أمريكي، وهو ما يعني أنه يزيد عن سعر البرميل للعام الماضي بعض الشئ، والذي كان يبلغ سعره 23.1 دولار أمريكي.
السعي مستمر لاستقرار أسعار النفط
وخلال الايام الماضية يشارك مسئولي النفط العديد من الجولات بين المدن الخليجية وتقام رحلة من جدة الى الدمام الى الرياض الي ابوظبي وذلك في محاولة للوصول الى سعر مستقر وعادل للنفط، هذا وقد أعلن الناصري أن أسعار النفط خلال الفترة الماضية قد شهدت حالة من الاستقرار لم يسبق لها مثيل حتى تطور الأحداث السياسية في الأسابيع القليلية الماضية والتي تشهدها روسيا وأوكرانيا والذي قد تسبب في ارتفاع أسعار النفط بشكل غير مسبوق من ذي قبل ولم يحدث منذ سنين عديدة، وأضاف الناصري أن أسعار النفط خلال الفترة القادمة مهددة بصفة مستمرة للاضطراب وعدم الاستقرار.
وقد نوه وزير النفط والثروة المعدنية في هذا المؤتمر بأن صناعة النفط والغاز في دولة الأمارات العربية قد شهدت في الفترة الأخيرة وبفضل الجهود والسياسة الحكيمة التي يقدمها كلاً من رئيس دولة الإمارات صاحب السمو والجلالة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان حفظه الله، هذا بالإضافة إلى حكام دولة الإمارات أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد، وكذلك المتابعة المستمرة للشيخ خليفة بن زايد ولى عهد الإمارات ورئيس المجلس الأعلى للبترول تطور لا مثيل له وكبير في عدة العقود الماضية، وذلك في جميع القطاعات، والذي جعلها قادرة على النمو والتطور بشكل سريع وكبير لكي تصبح واحدة من الصناعات الرائدة على مستوى العالم، وقد أضاف الناصري أن دولة الإمارات العربية تحتل مركز وموقع متميز ومتقدم بين دول العالم من حيث الاحتياطي الخاص بها للمواد النفطية والغازية، ويرجع السبب في ذلك في أنه يوجد لديها احتياطي من الغاز بما يعادل 98 مليار برميل، هذا بالإضافة إلى احتياطها من الغاز والذي يقدر بـ 6 تريليون متر مكعب، وكل هذه الاحتياطيات تجعل الإمارات العربية مصدر مهم في تقديم الاحتياطيات من الغاز والنفط لعدة عقود قادمة.
مجهودات الامارات في استقرار سعر النفط
واستفتح الناصري كلمته بخالص الشكر والامتنان لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد، وذلك بسبب رعايته واهتمامه بمعرض مؤتمر البيئة الدولية العاشر، وأشاد الناصر بجهود صاحب السمو الدائمة بالإضافة إلى حرصه الشديد على رفع دولة الإمارات العربية وعلو مكانتها بين مختلف دول العالم ومحاولة سعيه لجعلها مواكبة للتقدم والرقي، كما حرص الناصري على توضيح جهود كلاً من شركة المؤسسة العامة للمعارض وشركة دنوك وتثمينها وذلك من أجل الدور الذي قامت به من أجل الإعداد والتجهيز لمؤتمر البيئة البترولية العاشر، وأضاف الناصري أنه واثق من أن مؤتمر البيئة الدولية العاشر سوف يحقق الأهداف والنتائج المرجوة منه، والتي سوف تقوم الجهات المسؤلة بتوظيفها من أجل رفاهية المواطنين وبناء الوطن، هذا بالإضافة إلى أنه سوف يوفر فرصة ثمينة تسمح بتبادل الأفكار والخروج بمجموعة من الأفكار تعمل على تطوير الصناعة الغازية والنفطية والتي تتيح تبادل الأفكار.
وقد أوضح الناصري أن مؤتمر البيئة البترولية العاشر ينعقد تحت شعار (التكيف للتحديات المستقبلية)، وقد قام المؤتمر بتشخيص ثلاثة تحديات يمكنها أن تواجه تحديات الصناعة البترولية في المستقبل، وتتمثل هذه الأفكار في نقل واستيعاب التكنولوجيا، والحفاظ على البيئة، هذا بالإضافة إلى تطوير الأيدي العاملة.
وقد أوضح الناصري أنه لا يمكن للصناعة البترولية أن تتطور من تلقاء نفسها بدون وجود أيدي عاملة ماهرة، ومتخصصة في الكثير من المجالات المختلفة لقطاعات هذه الصناعات، هذا بالإضافة إلى تكنولوجيا متطورة يمكن استخدامها في تحسين أداء الصناعة وتطويرها.
أما بالنسبة لمحور الحفاظ على البيئة أثناء تنفيذ مراحل العملية البترولية فهو تحدي أخر يمكن أن يواجه الصناعة ولابد من التعامل معه بشكل جدي من أجل ضمان بيئة صالحة ونظيفة وتخلو من التلوث.
الإمارات تتمتع بوفرة النفط والغاز
وأشار وزير الثروة المعدنية بأن قد أنعم الله على الإمارات العربية بوفرة الكثير من النفط والغاز لديها، والذي يكفي لعقود كثيرة قادمة، هذا بالإضافة إلى أنه سيكون عامل جذب للمستثمرين التي تقوم صناعتهم على هذا الأساس، وقد بين الناصري بالرغم من الجهود التي تبذلها الجهات المسؤلة من أجل ضمان صحة البيئة والمواطنين، إلا أنه يوجد الكثير من الدول الصناعية التي تحاول أن تستغل هذا الموضوع من أجل فرض الضرائب بشكل أكبر على المنتجات البترولية بسبب انها تسبب تلوث بيئي، والتي يتمثل أهمها في ارتفاع درجة حرارة الأرض وتغير المناخ، ومما لاشك فيه أن سياسة هذه الدول الصناعية تؤثر بشكل سلبي على الطلب على النفط بشكل دولي وعالمي.
وقد عبر السيد سعيد سيف بن جبر السويدي رئيس اتحاد الغرف التجارية والصناعة بالدولة عن الامتنان والشكر لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد، كما نقل السويدي تحياته وشكره إلى باقي الحضور، معبراً عن مدى سعادته بوجودهم لاهتمامهم بحضور المؤتمر والمعرض، ويرجع السبب في ذلك في أن النفط يعد شريان الحياة، بالإضافة إلى أنه واحد من السلع التي تدير عجلة الصناعة على مستوى العالم، وترجع أهمية مؤتمر أدبيك أنه يتم إقامته في منطقة من أكثر المناطق على مستوى العالم إنتاج للنفط، ويرجع السبب في ذلك في أن كلاً من الإمارات، والكويت، والمملكة العربية السعودية تمتلك ما يقرب من 450 برميل من احتياطي النفط الخام، وهو ما يعادل 45% من احتياطي النفط على مستوى العالم.
فيما سبق قدمنا لكم كل ما هو متعلق بمعرض البيئة البترولية العاشر، ونود أن نكون قدمنا لكم كل ما تودون معرفته حول هذا الموضوع.