المجلةبنك المعلومات

ممارسة الحجامة.. شروط وضوابط

الحجامة هي أحدى طرق الطب التقليدي القديم وارتبط اسمها بالطب النبوي

ممارسة الحجامة (Cupping – Hijama) هي أحدى طرق الطب التقليدي القديم، وارتبط اسمها بالطب النبوي، حيث يوجد حديث شريف يحث على التداوي بها، مع أن العرب من قبل ظهور الإسلام كان يتداوون بها، وذلك نقلا عن وتأثرا بالأمم المحيطة بهم، فهي واحدة من أسس الطب الصيني القديم مع الإبر الصينية، وأيضا في كثير من بلاد شرق آسيا كان يتم استخدامها وما زالت تستخدم حتى الآن، بل إن الآشوريين في العراق القديم قد استخدموا الحجامة منذ 3300 ق.م، كما تدل نقوش المقابر المصرية على أن المصريين القدماء قد استخدموها أيضا لعلاج بعض الأمراض منذ 2200 ق.م، كما استخدمها أيضا الأطباء الإغريق ووصفوا طرق استخداماتها.

هل الحجامة مفيدة في علاج جميع الأمراض؟

الحجامة مفيدة أساسا في علاح حالات الآلام بمعظم أنواعها، سواء كانت نتيجة لأمراض حادة أو مزمنة أو التهابات أو إصابات، وفي بقية الأمراض مازالت تجرى محاولات ودراسات علىها كعلاج مساعد للعلاجات الطبية المعروفة، ولكنها ليست قاطعة حتى الآن.

– هل الحجامة مفيدة في حالات التهاب الأعصاب؟

التهاب الأعصاب له أسباب كثيرة، والحجامة مفيدة في علاج الآلام التي يسببها التهاب الأعصاب، مثل آلام ما بعد اٌصابة بفيروس “هربس زوستر”، والمُسى “الحزام الناري”، والذي غالبا ما يصيب أعصاب الظهر والصدر، ولكنه قد يصيب أيضا أعصاب الوجه والأطراف، ويسبب آلاما شديدة جدا، قد تستمر لفترة طويلة.

أما التهاب الأعصاب الطرفية الناتج عن مرض السكري مثلا، فهو ليس التهابا بالتعريف الطبي المحدد، لكنه اختلال في وظيفة الأعصاب نتيجة مرض السكري وخاصة إذا كان المرض موجودا من فترة طويلة، حيث يسبب السكري اختلالا عاما في معظم وظائف وأجهزة الجسم، وفي هذه الحالات يكون تأثير الحجامة أقل فعالية.

– هل الحجامة مفيدة في حالات الصداع بأنواعه؟

كثير من التجارب أثبتت فاعلية الحجامة في التخفيف من حدة الصداع بأنواعه المختلفة، مثل الصداع العام والصداع النصفي والصداع الناشئ نتيجة التهاب الجيوب الأنفية.

– هل الحجامة الرطبة (باستخدام التشريط) أفضل من الحجامة الجافة؟

الحجامة التقليدية هي غالبا الحجامة الرطبة، وهي المستعملة في معظم الحالات وفي معظم بلاد العالم، وإن كانت الحجامة الجافة يمكن أن تكون مفيدة في بعض الحالات مثل الطب الرياضي وإصابات الملاعب.

– هل يمكن إجراء الحجامة كوسيلة للوقاية من الأمراض؟

بعض الممارسين للحجامة يقولون أن الخضوع للحجامة بانتظام كوسيلة لمنع الأمراض (Prophylaxis) قد يكون فعالا، لكن لا توجد دراسات علمية وطبية تؤكد هذا.

– هل توجد توقيتات مناسبة خلال الشهر لإجرائها؟

لا يوجد أدلة علمية على هذا الموضوع، وإن كان يوجد حديث عن الرسول عليه الصلاة والسلام يوصي بإجرائها في أيام 17، 19، 21 من الشهر العربي، وعلى الأقل مرة واحدة كل سنة.

– هل هناك أضرار من المواظبة على إجراء الحجامة؟

لم يثبت أن هناك أية أضرار صحية نتيجة المواظبة على الحجامة إذا ما تمت على فترات متباعدة وعلى أيدي متخصصة وخبيرة.

– ما هي أهم الأعراض الجانبية للحجامة؟

غالبا لا تحدث أعراض جانبية بعد إجراء الحجامة إذا قام بها متخصص أو خبير، والأعراض الجانبية لا تخرج عن حدوث تورم بعد إجراء العملية يزول خلال آيام قليلة، ونادرا ما يحدث التهاب في الجلد أو نزيف ملحوظ.

– من الذي يجب أن يقوم بعملية الحجامة؟

الطبيب الذي حصل على دورة في ممارستها هو المؤهل للقيام بها، ويجب الابتعاد عن الممارسين غير المتخصصين.

شروط يجب توفرها في ممارس الحجامة (الحاجم)

  • أن يكون طبيبا وقادرا على تشخيص حالة المريض ومعرفة مدى استفادته من الحجامة.
  • أن يكون دارسا للحجامة وماهرا في ممارستها .
  • أن يكون ملما بطرق التعقيم ومدركا لأهميتها .
  • أن يكون لائقا صحيا للعمل بالمجال الصحي.
  • أن يستطيع التصرف مع الحالات الجسدية والنفسية الطارئة التي يمكن أن تحدث للمريض.

أن يكون الحاجم على اطلاع ودراية تامة بالآتي :

  • الأمراض التي تفيد فيها الحجامة.
  • عملية الحجامة وأماكنها.
  • موانع الحجامة ومحاذيرها.
  • الأدوات المستخدمة في عملية الحجامة وطريقة تعقيمها.
  • المضاعفات التي قد تحدث أثناء أو بعد الحجامة وكيفية الوقاية منها وكيفية التعامل معها وعلاجها.

شروط يجب توافرها في المريض (المحجوم)

  • أن يكون هادئا وفي حالة نفسية مستقرة ومؤهلا لعمل الحجامة.
  • ألا يكون خائفا أو مجبرا أو رافضا لعمل الحجامة.
  • ألا يكون مرهقا أو ممتلئا أو جائعا.
  • ألا يكون عنده أحد محظورات الحجامة.

ضوابط مكان الحجامة

عيادة الحجامة في المستشفى أو المركز الصحي

  • الموقع: عيادة منفصلة عن العيادات الخارجية في المركز الصحي.
  • أن تكون بمساحة مناسبة.
  • وأن تجهز بالأدوات والأجهزة الطبية اللازمة.
  • أن يكون المكان نظيفا متبعا فيه الاحتياطات اللازمة للتطهير.
  • أن يكون خارج العيادة أو داخلها مغسلة لتعقيم الأيدي قبل وبعد عملية الحجامة.

إجراءات عملية الحجامة

  • فتح ملف طبي للمريض يحتوى على المعلومات الشخصية الضرورية عته وعن تاريخه المرضي.
  • أن يكون المريض لائقا صحيا للحجامة.
  • تجرى للمريض الفحوصات التالية قبل الحجامة إذا لزم الأمر وبناءً على التاريخ المرضى الذي حصل عليه الطبيب :سكر بالدم، وظائف الكبد، فحص الالتهاب الكبدي بي وسي، تحليل مرض نقص المناعةHIV ، صورة دم كامل، عمل اختبار التجلط، تحليل حمل للمرأة.
  • تهيئة المرض نفسيا وإعطاؤه فكرة مبسطة عن الحجامة.
  • قياس ضغط دم المريض والنبض والحرارة.
  • تحديد أماكن الحجامة وتدوينها في ملف المريض.

المضاعفات التي قد تحدث أثناء العملية

  • دوخة أو إغماء.
  • نزيف.
  • تأخر التئام الجرح.
  • التهاب جلدي.

محظورات الحجامة

  • لا تجرى الحجامة إلا بعد تشخيص المرض من طبيب مختص وتحديد المواضع المناسبة.
  • تحظر الحجامة على البطن أو على أسفل ظهر المرأة الحامل أو في منطقة الحلق أو فوق الجروح أو الرضوض أو الكسور.
  • لا تجرى للمصاب بجلطة في الأوردة.
  • لا تجرى لمريض القلب الذي لديه جهاز لتنظيم ضربات القلب.
  • لا تجرى لمن تبرع بالدم الا بعد أسبوعين من التبرع.
  • تحظر الحجامة على المرضى بالتهابات جلدية.
  • منطقة الدوالي في الساقين.
  • مرضى سيولة الدم.
  • مرضى انخفاض ضغط الدم الحاد.
  • مرضى الأنيميا الحادة.
  • أمرضى الفشل الكلوي الذين يقومون بغسيل الكلى.
  • مرضى السرطان في المراحل المتأخرة.

د. هاني سليمان

استشاري الأمراض الجلدية والتناسلية مدير التسويق لشركة فايزر الشرق الأوسط سابقا- مدير معهد التدريب القومي بوزارة الصحة سابقا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى