نجح المصور عبدالرحمن الفاروق من نيل الجائزة البرونزية من المهرجان العربي الأوروبي السادس للصور الفوتوغرافية الذي أقيم مؤخرا في ألمانيا، وذلك وسط 8000 صورة وبالتنافس مع 364 مصورا ومصورة من 23 دورة عربية وأوروبية، وذلك رغم أن عمره لا يتعدى 8 أعوام فقط.
عبدالرحمن أصغر مشارك في المهرجان ينطبق عليه المثل القائل ابن الوز عوام فقد اعتاد مرافقة والده في جلسات التصوير منذ أن كان في الخامسة من عمره ورويداً تسللت إلي أنامله ملامح الموهبة وهو ما لم يستجب له الأب في البداية ظناً منه بأنها مجرد تقليد حتي لاحظ أحد أصدقائه موهبة عبدالرحمن عندما التقط صور مميزة فاشتري له كاميرا كهدية وهو ما كان نقلة تأثر بها عبدالرحمن كثيراً، وذلك طبقا لما ذكرته صحيفة روز اليوسف المصرية.
بدأت رحلة الأب في نقل تجربته لابنه ويستمتع بصحبته في جلسات التصوير التي كانت بمثابة وسيلة تربوية ناجحة تمكن من خلالها تعليمه الإنضباط فهو يستيقظ قبل الشروق لالتقاط صورة بجانب إمداده بالكثير من المعلومات التاريخية المهمة من خلال زيارة الأماكن الأثرية لتصويرها.
رغم صغر سنه إلا أن عبدالرحمن شارك والده في الإعداد لمعرضه الفني في دبي وهو ما أصقل موهبته لدرجة أدهشت كل من تعامل معه.
يعشق عبدالرحمن تصوير الحصان العربي لإعجابه برشاقته وجماله كما يحب المساجد الأثرية القديمة، الأمر الطريف أن ملامحه المصرية التي ورثها عن والده ذي الجذور النوبية جعلت منه موديل يلتف حوله المصورون الأجانب لالتقاط الصور له كوجه معبر عن مصر.
وخلال إحدي تجارب التصوير في مصر القديمة وبالتحديد في مسجد أحمد بن طولون التقط عبدالرحمن مجموعة من الصور التي قرر المشاركة بها في المهرجان العربي الأوروبي السادس للصور الفوتوغرافية علي سبيل التجربة وكانت المفاجأة بحصوله علي المركز الثالث لتميز أعماله مقارنة بصغر سنه وهو ما يعتبره والده حافزاً كبيراً لموهبته في هذه المرحلة ويحاول تعليمه كيفية الاستفادة من هذه الجائزة بشكل إيجابي من خلال طباعة الصورة الفائزة وبيعها للاستفادة بثمنها في دعم الأنشطة الخيرية.
علي الجانب الآخر يسعي الوالد أن يتفوق عبدالرحمن في دراسته فضلاً عن ورش التصوير الفوتوغرافي التي تصقل موهبته كذلك قد بدأت أخته الصغري ذات الخمس سنوات في حب التصوير والاهتمام به ليتواصل معها عبدالرحمن ويكسبها خبرته وعلمه.
وأخيراً يري عماد الفاروق أن إعطاء الطفل الفرصة لممارسة موهبته الفنية منذ طفولته أمر ضروري لأنه يعلم الطفل كثيراً من القيم الأخلاقية ويحبذ هواية التصوير التي أصبح من السهل ممارستها بدون تكلفة كبيرة بعد انتشار الكاميرا الديجيتال.
علياء أبوشهبة