نظام لمكافحة حرائق الطائرات والمطارات وآخر لإطفاء حرائق آبار البترول أوتوماتيكيا
تتعدد أسباب حرائق المطارات والطائرات وآربار البترول, حيث يمكن اندلاعها أثناء عمليات صيانة وتجهيز الطائرة, أو عملية الشحن والتفريغ للبضائع, أو التموين بالوقود, أو الهبوط الاضطراري أو حتى الطبيعي في حالة نشوب حريق في أحد المحركات أو في أي جزء آخر من الطائرة, وقد كشفت الإحصائيات عن أن أبرز أسباب تفاقم الحرائق في المطارات هو تأخر سيارات الإطفاء التقليدية في التعامل مع حرائق الطائرات, وكثرة أعطال مضخات المياه بهذه السيارات, فضلا عن توافر ظروف طبيعية تساعد علي زيادة الحرائق مثل الرياح الشديدة لذلك تحدد الإيكاو مواصفات خاصة لأنظمة إطفاء الحرائق ومكافحتها سواء في الطائرات أم الممرات أم في الأماكن ذات الطبيعة الحيوية التي تؤثر بالسلب علي التشغيل الآمن لحركة الطيران وهو ما يتحقق بشكل كامل في النظام الذي ابتكرته.
وفي إطار محاولاته لتقليل حرائق المطارات قدم المخترع المصري مصطفي سعد محمد النحراوي نظاما مبتكرا يعتبره الأول من نوعه في العالم, لمكافحة حرائق الطائرات والمطارات, دون استخدام عربات إطفاء أو عناصر بشرية, وبلا خسائر في الأرواح والممتلكات تقريبا, والأهم بتكلفة أقل من نصف تكلفة الأنظمة الحالية.
لفت انتباه النحراوي حينما كان مسئولا عن عمليات الإطفاء في الهيئة المصرية العامة للطيران المدني, التي أصبحت وزارة الطيران المدني فيما بعد, أن جميع المطارات في مصر بما فيها مطار القاهرة الدولي خارج تصنيف الفئة العاشرة, وهي أعلي الفئات التي تمنح للمطارات من جانب منظمة الطيران المدني العالمي إيكاو مما كان يحرم مصر من عوائد اقتصادية كبيرة, من هنا أكلته الغيرة على بلده، وفكر في هذا الابتكار لكي تصبح كل مطارات مصر مثل الأقصر وأسوان وأسيوط والغردقة وشرم الشيخ وبرج العرب وغيرها من الفئة العاشرة, إضافة إلي ما تسببه حرائق الطائرات والمطارات من خسائر بشرية ومادية فادحة, فضلا عن تأثير هذه الحرائق شديد السلبية والخطورة علي سمعة هذه المطارات, وبالتالي علي اقتصاد البلد كله.
يقول النحراوي: “يعد عنصر الأمان عامل الجذب الأول لاستخدام طائرات بلدها أو مطار معين, وكذلك لتقليل الخسائر في الكوارث التي قد تتعرض لها المطارات, أو حتي المدن والقري العادية, والتي يكون ضحاياها بالمئات, وهو ما شاهدته بنفسي حينما كنت رئيس الفريق المصري للتدخل السريع والإنقاذ في الجزائر الشقيقة عام1993, فعملت باجتهاد كبير طوال السنوات الماضية حتي توصلت إلي هذا النظام غير المسبوق عالميا, وقد رفضت كل محاولات الصحف ووسائل الإعلام عربية وأجنبية وحتي محلية للحديث عنه, لأنني بطبعي عزوف عن الإعلام, وخشية من تسرب هذا الابتكار للخارج أو سرقته”.
أما مزايا الابتكار فتتمثل في أنه يعمل أتوماتيكيا, دون تدخل بشري لذلك لا مجال للخطأ, وصلاحيته تزيد علي25 عاما وهي مدة تساوي أكثر من ضعف الأنظمة الحالية, ولا يخرج هذا النظام من الخدمة مثل سيارات الإطفاء وفرش الممرات بالرغاوي, ولا يسبب أية إصابات للأشخاص أثناء التعامل مع الحرائق وفرش الممرات حيث جميع الدوائر المخصصة للإطفاء تعمل آليا.
ومن مزاياه أيضا أنه يعمل وفق برنامج سهل وميسر يمكن لأي شخص استخدامه, وعادة ما يكون هذا النظام مسئولية ضابط المراقبة الجوية في برج المراقبة, لأنه المسئول عن تحديد الممر وسرعة الطائرات ونوعها, وهو أول من يتلقي بلاغ الطيار في حالة الهبوط الاضطراري أو تعرض الطائرة لعطل فني أو تقني أو حريق مفاجئ, عندما يحدد إخصائي المراقبة الجوية أبعاد الموقف في لحظات ويقوم علي الفور بالضغط علي زر مفتاح الأتوماتيك فيتم فرش ممر الهبوط المحدد لنزول الطائرة, كما يحدد الإخصائي التعامل مع حريق المحركات بعد معرفة سرعة الطائرة ودرجة الحريق من قائد الطائرة, ليبدأ تشغيل الجهاز فورا حسب اتجاه الريح, أيضا الابتكار يوفر الوقت المهدر في النظم الحالية في الفترة ما بين اندلاع الحريق وإطفائه, حيث يعمل النظام بالإشعاع أتوماتيكيا, ويقوم بالتعامل بدقة متناهية مع مكان الحريق منذ الثانية الأولي لاشتعاله, وذلك عبر الاستشعار بالإشعاع وهو ما يتلافي عيوب النظام الحالي الذي يعتمد علي مشاهدة الحريق بعد اشتعاله, ثم الإبلاغ عنه من ضابط المراقبة الجوية أو أي شخص آخر, ثم استدعاء عربات الإطفاء التي تأخذ حوالي10 دقائق فأكثر للحضور, ثم بدء التعامل مع الحريق بأسلوب يدوي عن طريق الخراطيم, أو الطفايات اليدوية, وهو ما يستغرق وقتا ما بين15 إلي20 دقيقة, وهذا وقت زمني كبير جدا يفاقم من مخاطر وخسائر الحرائق.
فضلا عن تعطل السيارات وطلمبات ضخ المياه, وأخطاء العنصر البشري, إضافة إلي التكلفة العالية للنظام الحالي بما يتطلبه من شراء عربات إطفاء يتجاوز سعر الواحدة3 ملايين جنيه, علما بأن السيارة الأوكاش المتعددة وسيارات الـA1 سعة المياه بها6 آلاف متر مكعب, فيما تتطلب الإيكاو200,48 ألف لتر مياه محملة بالإضافة إلي200% مخزون احتياطي, طبقا لما ورد في جدول ج102 ـ ملحق14 إيكاو وهذا معناه ضرورة توافر8 سيارات علي الأقل في المطار بتكلفة24 مليون جنيه في بند السيارات فقط, يضاف إليها600,16 لتر رغوي للتعامل مع حرائق وفرش الممرات للهبوط الاضطراري وهو ما يحتاج إلي3 سيارات أخري مما يرفع التكلفة إلي40 مليون جنيه تقريبا, يضاف إلي التكلفة سرعة استهلاك سيارات الإطفاء, وقصر العمر الافتراضي, وما تتطلبه من برامج صيانة وقطع غيار, وهذا معناه إنفاق عدة ملايين أخري في بند مكافحة الحرائق, بينما لا تزيد تكلفة النظام الذي ابتكرته في تأمين مطار فئة10 وهو الأعلي بين فئات مطارات العالم علي20 مليون أي أقل من نصف التكلفة الحالية, وبعمر افتراضي يزيد علي25 عاما, مما يقلل التكلفة علي المدي البعيد, مع تقليل وربما انعدام الخسائر البشرية والمادية.
وقام النحراوي بتطوير اختراعه إلى جهاز اطفاء خاص بالحرائق البترولية ومشتقاتها يعمل بشكل اوتوماتيكي من خلال نظام إشعاعي يستشعر الحرارة بمجرد بداية صعود اللهب من بعد 50م. وهو متخصص في إطفاء حرائق معامل تكرير أو حفارات البترول وغيرها، وذكر المخترع المصري أن الجهاز بعد أن يوضع على مسافة 50م فإنه يقوم بالفتح ورش المادة الرغوية في اقل زمن قياسي، هذا بالاضافة الى تبريد المكان وقشع الدخان والضباب وارجاع الرؤية الى الوضع الطبيعي، مبينا ان الجهاز والخزانات الرغوية تركب في كل من الأماكن القديمة والجديدة بتصميم هندسي خاص ومعين على حسب شكل البناء.
واشار النحراوي الى ان الاختراع الجديد يوفر الجهود المادية والبشرية وايضا الخسائر المادية، معتبرا ان النظم التقليدية الخاصة بسيارات الاطفاء او فوهة الحريق المستخدمة من قبل الافراد او النظام السقفي فاشلة، وذلك لانها ترش المياه عند استشعارها بأي دخان ليس بالضرورة ان يكون حريقا حقيقيا.
ومصطفي سعد محمد النحراوي شارك في المقاومة الشعبية بالإسماعيلية في حرب أكتوبر73 والذي عمل رئيسا لفريق الإغاثة المصري في الجزائر الشقيقة أثناء زلزال1991, ورئيس الفريق المصري للحماية المدنية والحاصل علي معهد مهندسي بئر يوسف لإزالة القنابل والعديد من شهادات التقدير أبرزها من الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات.