أديب وروائي مصري، من امهر الكتاب الذين عبروا بصدق عن المجتمع الصعيدي الذي ولد ونشا فيه، له العديد من الإبداعات كان أهمها رواية “الطوق والاسورة” والتي تحولت إلي عمل سينمائي، واختارتها اذاعة إف إم اليابانية لتقديمها في سهرة درامية، وهي الرواية التي ترجمت إلى العديد من اللغات منها اليابانية والانجليزية والفرنسية والايطالية والبولندية. وقدمت في عرض مسرحي على مسرح الطليعة.
ولد عبد الفتاح يحيى الطاهر محمد عبد الله في 30 أبريل من عام 1938م بقرية الكرنك بمدينة الأقصر في محافظة قنا جنوب مصر، وكان أبوه شيخاً معمماً يقوم بالتدريس في إحدى المدارس بالقرية، ماتت أمه وهو صغير فربته خالته التي أصبحت استمراراً لأعراف مورثة زوجة لأبيه وله من الإخوة والأخوات الأشقاء وغير الأشقاء ثمانية هو الثاني فى الترتيب.
تلقى تعليمه بالكرنك حتى حصل على دبلوم الزراعة المتوسطة وعمل بوزارة الزراعة فترة قصيرة ثم انتقل إلى مدينة قنا عام 1959م وهناك التقى بالشاعرين عبد الرحمن الابنودي وأمل دنقل فامتدت علاقتهما في رحلة صداقة طويلة.
كان يحيى الطاهر شغوفاً بكتابات العقاد والمازني وكان الأبنودى مهتماً بالموروث الشعبي العامي أما أمل دنقل فكان اهتمامه بالموروث العربي الفصيح، وفى ذلك الوقت لم يكن يحيى الطاهر قد مارس أى شكل من أشكال الكتابة، وبعد فترة من هذا اللقاء نظم الثلاثة أمسية أدبية ثابتة في الجامعة الشعبية (قصور الثقافة حالياً) وفى عام 1961م كتب يحيى الطاهر أولى قصصه القصيرة “محبوب الشمس” وأعقبها بقصة “جبل الشاي الأخضر”.
وفى نهاية عام 1961م انتقل الأبنودى إلى القاهرة وانتقل أمل دنقل إلى الإسكندرية بينما ظل يحيى الطاهر مقيماً مع أسرة الأبنودى فى قنا لمدة عامين وفي عام 1964م لحق بالأبنودى فى القاهرة وأقام معه في شقة بحى بولاق الدكرور حيث كتب بقية قصص مجموعته الأولى “ثلاث شجرات كبيرة تثمر برتقالاً”.
وبدأ يحيى الطاهر يتردد على المقاهي والمنتديات الثقافية وعرف كظاهرة فنية متميزة حيث كان يلقى قصصه التي كان يحفظها بذاكرة قوية إلى حد الغرابة ودونما اعتماد على أية أوراق، وكان يرى في ذلك محاولة لتقريب المسافة بين كاتب القصة والرواة الشعبيين.
وبعد ذلك قدمه يوسف إدريس في مجلة “الكاتب” كما قدمه عبد الفتاح الجمل في الملحق الأدبي بجريدة “المساء” وسرعان ما احتل مكانته كواحد من أهم وأبرز كتاب القصة والروائيين المصريين الذين عرفوا بجيل أدباء الستينيات.
وفي أكتوبر من عام 1966م صدر أمر باعتقال يحيى الطاهر ضمن مجموعة من الكتاب والفنانين فهرب لفترة ثم قبض عليه وأطلق سراحه في أبريل من العام التالي، وفي مارس من عام 1975م تزوج وأنجب بنتين هما “أسماء” و”هالة” وابناً سماه “محمد”، توفى بعد ميلاده بفترة قصيرة
ولم ينشر ليحيى الطاهر في حياته سوى حوار صحفي وحيد أجراه معه سمير غريب ونشر في العدد الثالث من مجلة “خطوة” في عام 1982م، وقد ترجمت له أعمال كثيرة إلى لغات مختلفة، وصدر عن أعماله القصصية كتاب نقدي وحيد هو “شجو الطائر .. شدو السرب” لصديقه الدكتور حسين حمودة عام 1996م عن هيئة قصور الثقافة.
كتب يحيى الطاهر عبد الله في بداية حياته بعض القصص والسيناريوهات لمجلة الأطفال المتخصصة “سمير”، وتعتبر قصة “الرسول” آخر ما كتبه يحيى الطاهر حيث كتبها في الأيام الأولى من شهر أبريل عام 1981م، وتوفى الاديب الكبير في حادث سيارة على طريق القاهرة – الواحات ، يوم الخميس التاسع من أبريل عام 1981م ودفن في قريته الكرنك.
الطوق والاسورة
والي جانب روايته الشهيرة “الطوق والاسورة” ابدع يحيى الطاهر العديد من الاعمال الاخرى اهمها: “ثلاث شجرات كبيرة تثمر برتقالاً” و”الدف والصندوق” عام 1974م، و”أنا وهى وزهور العالم” عام 1977م، و”حكايات للأمير حتى ينام” عام 1978م ، و”الحقائق القديمة صالحة لإثارة الدهشة” عام 1977م، و”تصاوير من التراب والماء والشمس” عام 1981م، و”الرقصة المباحة” وهي مجموعة قصصية ، كان قد أعدها للنشر فى مجموعة قبل وفاته واخيرا “حكاية على لسان كلب”.