مبدعونشخصيات فنية

رامبرانت فان رين .. القديس بطرس

رامبرانت فان رين .. القديس بطرس

أحد عباقرة الفن في العالم, تميز بغزارة إنتاجه إذ ينسب إليه نحو 600 لوحة، وهو أقرب الفنانين إلى قلب الإنسانية لأنه عرف كيف ينقل أفراحها وأحزانها ويحيلها إلى أشكال لونية رائعة من الظلال والنور, ويعد من أكثر الرسامين الذين اهتموا بتصوير أنفسهم حيث بلغ عدد تلك الصور الشخصية حوالي المائة لوحة, وكان شغوفاً بوجه الإنسان وتعابير الوجه التي كان بارعاً في تصويرها, بالإضافة إلى اهتمامه بالموضوعات التاريخية والمناظر الطبيعية ومشاهد الحياة اليومية.

رامبرانت فان رين
رامبرانت فان رين

ولد رامبرانت فان رين .. القديس بطرس في يوم 15 يوليو من عام 1606م في مدينة لايدن في هولندا، وهو الطفل الثامن من تسعة أولاد لعائلة هولندية عريقة، التحق بكلية الفلسفة في جامعة لايدن لدراسة الأعمال الكلاسيكية في أوائل عمره ولكنه سرعان ما ترك الكلية عام 1622م حيث وجد في نفسه خلال فترة دراسته الجامعية، ميلاً فطريًّا للرسم، فأخذ يرسم على دفاتره وكتبه المدرسية، وقرر أن يترك مقاعد الدرس، وأن ينشغل بالرسم.

واستطاع ـ بعد جهد كبير ـ إقناع والده بذلك؛ وبدأ فترة دراسة فن الرسم، على يد الرسام الهولندي “جاكوب فان سوانبرغ”؛ الذي تلقى تدريسه الفني في إيطاليا.

وظل رامبرانت فان رين .. القديس بطرسمع “جاكوب”، لمدة ثلاث سنوات، اكتسب خلالها مهاراتٍ فنية كبيرة، وخلال هذه الفترة، كان “رامبرانت”، يرسخ صلته بزميل له يكبره سنًّا، ألا وهو “جان ليفز”، وقد انغمس الاثنان في علاقة صداقة خاصة، وبعد ذلك توجه “رامبرانت” إلى أمستردام للدراسة، على يد “لاستمان”؛ الذي ذاع صيته في تلك الفترة، وهكذا غادر ابن السابعة عشرة إلى أمستردام، فقضى قرابة ستة أشهر في أستوديو “لاستمان”، تعلم خلالها اللغة الإيطالية، واطلع على حياة المجتمع الإيطالي والروماني.

رامبرانت فان رين
رامبرانت فان رين

وعاد رامبرانت فان رين .. القديس بطرس إلى لايدن في عام 1625م لكي ينشىء “أستوديو” خاصًّا به؛ ليباشر أعماله، وتزوج من “ساسكيا” في عام 1634م وقد تبددت ثروته بعد وفاة زوجته عام 1642م، وعاش منزويًا ومدينًا، وفي عام 1657 بيعت مجموعات “رامبرانت” بالمزاد العلني؛ إلا أن المبالغ المحصلة لم تكف لسداد ديونه، وفي عام 1660م بدأ “رامبرانت” يعيش حياة العزلة في منزل ابنه، ولكنه استمر في تلبية الطلبات التي كانت ترده من محبي فنه، مثل لوحة “أعضاء نقابة صانعي الملابس”؛ التي أكملها عام 1662م.

وتميزت أعمال رامبرانت فان رين .. القديس بطرس بطبيعة خاصة مؤثرة، ويبدو ذلك من خلال رسم الشخصيات، والموضوعات الدينية الكثيرة، المقتبسة من الإنجيل والتوراة، وأيضاً كان للأساطير نصيبٌ وافر من أعمال “رامبرانت”، إلى جانب صور شخصية “بورتريه” جاوز عددها ست عشرة لوحة، معروفة ومنتشرة في عدد من متاحف العالم، وحظيت باكورة أعمال “رامبرانت”، بإشادة الفنانين، والخبراء الفنيين، ونقاد الفن، وعد رسّامًا من الطراز الأول.

وقال النقاد عن أعماله: “أظهرت كافة اللوحات التي رسمها رامبرانت فان رين .. القديس بطرس  في الثلاثينيات من القرن السابع عشر مهارة فائقة في الملاحظة، كشفت عن الصلة الروحية لـ”رامبرانت” مع “فان دايك” و”روبنز”، وفي ذلك الوقت احتل “رامبرانت” مركز الرسام المرموق للشخصيات، وكان يرسم لوحاته عادة على خلفية رمادية فاتحة، وكان شكلها بيضاويًّا، وفي بعض الحالات غريب الشكل”.

ومن بين أعماله الفنية المشهورة والمحفوظة في متحف ريكسموزيوم في أمستردام: “والدة رامبرانت”، “جولة في الليل” “القديس بطرس” “وكلاء الجواخون” “الخطيبة اليهودية”، وأعمال أخرى محفوظة في اللوفر اهمها: “على طريق عماوس”، “هندريكيه شتوفلس”، “بيت سبع”، “الثور المُشَرحْ”، “صورة شخصية ذاتية”.

وفي عام 1668م تزوج ابنه “تيتوس”، ولكنه توفي بعد زواجه بستة أشهر، فأصيب “رامبرانت” بحزنٍ عميق، وتراكمت عليه الديون؛ ليقضي حياته فقيرًا كما ولد، وتوفي في الرابع من أكتوبر من عام  1669م، قبل أن يكمل اللوحة “سمعان” والطفل يسوع في الهيكل”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى