شخصيات فنيةمبدعون

زكي رستم .. الباشا

زكي رستم , فنان وممثل بارع ينتمي إلى مدرسة الاندماج، ويعتبر من أهم ممثلي السينما المصرية، قدم العديد من الأدوار واشتهر بدور الباشا صاحب الكبرياء والكرامة والهيبة كما في فيلم “نهر الحب” وهو أيضا الأب المتواضع المحب لأولاده في “أنا و بناتى” وكان أول ظهور له على الشاشة الفضية عام 1930م في فيلم ” زينب” الذي كان نقطة انطلاقه في سماء السينما العربية.

ولد زكي محرم محمد رستم ، في حي الحلمية في يوم 5 من شهر عام 1903م لأسرة أرستقراطية ريقة ذات مكانة متميزة في مصر حيث كان والده وجده من بشوات مصر قديماً عين والده وزيرا في عهد الخديوي إسماعيل وعندما توفى والده كان الفنان زكى لا يزال صبياً صغيراً فتكفل به صديق والده مصطفى بك نجيب والد الفنان سليمان نجيب ومن هنا بدأت علاقة قوية بينه وبين بعض فناني المسرح في ذلك الحين ومنهم الفنان عبد الوارث عسر.

عشق زكي رستم الرياضة، وهو صغير، وبدأت هوايته للتمثيل وهو طالب في البكالوريا عندما التقى بالفنان عبد الوارث عسر ، وأعجب به جورج أبيض وضمه إلى فرقته التي أعاد تكوينها في عام 1924م. وفي عام 1925 انضم إلى فرقة رمسيس مع أحمد علام ، وأسندت إليه أدوار رئيسية، وعمل في العديد من الفرق مثل عزيز عيد وغيره، ومن أهم مسرحياته “كرسي الاعتراف” ، “مجنون ليلى”، “الوطن” ، “مصرع كليوباترا” ، “تحت سماء أسبانيا” ، الشيطانة” ، “اليتيمة”، وينتمي في أدواره إلى الاندماج ، وهو حالة خاصة ونادرة في التمثيل، ولم يتزوج زكي رستم في حياته، وعاش بلا أسرة.

وفي مجال السينما حصل زكي رستم على أول بطولة سينمائية له عام 1930م في فيلم “زينب” الذي فتح أمامه البطولات وتوالت أعماله الرائعة وأهمها: “معلش يا زهر” الذي قام فيه بدور الرجل الطيب مع شادية وكارم محمود و”رصيف نمرة خمسة” مع الفنان الكبير فريد شوقي والفنان المبدع محمود المليجي والذي قدم فيه شخصية شريرة وهي الشخصية التي أداها في أعمال أخرى مثل “الفتوة” مع فريد شوقي أيضا.

وقد زكي رستم شخصية الباشا في عدد من الأفلام منها ” صراع في الوادي” مع عمر الشريف وفاتن حمامة الذين قدم معهما دور الباشا في فيلم آخر هو في فيلم “نهر الحب”، وقدمه أيضا في فيلم ” أين عمري مع الفنانة ماجدة، وفيلم “أنا الماضي” مع فاتن حمامة وعماد حمدي حيث قام زكي رستم بدور الرجل الثري الطيب المستقيم، الذي يدخل السجن لمدة خمسة وعشرين عاماً، بتهمة جريمة قتل لم يرتكبها، ولكنها كانت مؤامرة بين زوجة صديقه، تقوم بدورها الممثلة لولا صدقي، وعشيقها زوج أخت زكي رستم، يقوم بدوره فريد شوقي، حيث يقتلان الزوج ويلصقان التهمة بزكي رستم، كي يتمكنا من الزواج بعد ذلك ويخرج زكي رستم من السجن وكله رغبة في الانتقام ممن زجوا به في السجن، ولكنه يكتشف أنهما ماتا، وهو لم يحقق انتقامه، ولكنه يكتشف أن لهما ابنة، تقوم بدورها فاتن حمامة، فيقرر الزواج منها، ويقوم هو وأخته، التي قامت بدورها نجمة إبراهيم، بجعل حياتها في بيته جحيماً، انتقاماً من والديها، والزوجة المسكينة لا تدري لماذا يعذبها وهي التي تحبه من كل أعماقها، رغم أنه أكبر منها سناً بمراحل.

وشارك زكي رستم الموسيقار الكبير محمد عبد الوهاب في فيلم “الوردة البيضا”، وقدم رستم أيضا أفلام “بقايا عذراء”، “هذا جناه أبي”، ” المتهمة”، امرأة على الطريق مع هدى سلطان وشكري سرحان ورشدي أباظة، وفيلم “الحرام مع فاتن حمامة، وفيلم “أجازة صيف”، وفيلم “يوم بلا غد” وفيلم “عائشة” الذي قدم فيه زكي رستم دور بلطجي كبير يسرح أولاده في الشوارع لبيع اليانصيب أو السرقة والنشل‏، ثم يجمع حصيلة شقاء وتعب ابنه وابنته عائشة‏ ليسهر في الملهي الشعبي يرقص ويشرب البيرة والنبيذ والبوظة‏,‏ ويلعب النرد والقمار حتي الصباح مع رفقة السوء من أمثاله‏.‏

وفي سنواته الأخيرة عانى من ضعف السمع وأصيب بحالة اكتئاب شديد وعزل نفسه عن الناس مدة 10 سنوات حتى أصيب بأزمة قلبية حادة  توفي على أثرها  في يوم 16 فبراير من عام 1972م عن عمر يناهز 69 عاماً.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى