يوسف السباعي .. فارس الرومانسية
سياسي وأديب وروائي متميز، وهو أحد كبار المثقفين الذين ارتبط دورهم بفترة النهضة الثقافية في مصر في فترة الستينات من القرن العشرين، أبدع العديد من الأعمال الأدبية والتي تحول بعضها إلي أعمال فنية أشهرها “رد قلبي”.
ولد يوسف السباعي في 10 يونيو من عام 1917م بمنزل متواضع في حي السيدة زينب بالقاهرة حيث امضي طفولته واتبع خطوات والده الذي كان تواقا للأدب والكتابة، ظهرت موهبته الأدبية في مرحلة مبكرة من حياته عندما كان طالبا بالمرحلة الثانوية حيث قام بنشر أول قصة قصيرة في مجلة “مجلتي” .
تخرج السباعي في الكلية الحربية في عام 1937م، وتولي العديد من المناصب منها التدريس في الكلية الحربية، ثم مديرا للمتحف الحربي في عام 1952م ، وفي عام 1959م تولى منصب سكرتير عام المحكمة العليا للفنون والسكرتير العام لمؤتمر الوحدة الافرواسيوية.
وفي عام 1965م تولي السباعي منصب رئيس تحرير مجلة “آخر ساعة”، ثم رئيس مجلس إدارة “دار الهلال” في عام 1971م, وفي مارس من عام 1973م تم اختياره وزيرا للثقافة .
وفي عام 1976م أصبح عضوا في مجلس إدارة “مؤسسة الأهرام”, وفي عام 1977م تم انتخابه نقيبا للصحفيين المصريين، ومنذ عام 1951م لعب يوسف السباعي دورا مؤثرا في الحياة الأدبية، بدءًا بمجهوداته المشتركة مع المؤلفين والصحفيين الكبار مثل إحسان عبد القدوس لتأسيس نادي الكتاب، ومؤسسة رجال الأدب، ونقابة الكتاب العرب.
قدم السباعي 22 مجموعة قصصية واصدر 16 رواية كان آخرها العمر لحظة عام 1972م ومن أهم الأعمال التي أبدعها الأديب الكبير: “رد قلبي”، “نحن لا نزرع الشوك”، “نادية”، “إني راحلة”، “بين الأطلال” ، “السقا مات”، “أرض النفاق”، “العمر لحظة”، “جفت الدموع”.
كما كتب السباعي أيضاً: “أطياف”، “طريق العودة”، “لست وحدك”، “ليل له آخر”، “مبكى العشاق”، “بين أبو الريش وجنينه ناميش”، “أم رتيبة”، “فديتك يا ليلى”، “نائب عزرائيل”، “ليالي ودموع”، “وراء الستار”، “جمعية قتل الزوجات”، “أقوى من الزمن”، “الحرب والسلام”، “اثنا عشر رجلاً”، “اثنتا عشرة امرأة”.
وحصل يوسف السباعي على عدد من الجوائز منها : “جائزة الدولة التقديرية” في الآداب، ووسام الاستحقاق الإيطالي من طبقة فارس، وفي عام 1970م حصل على “جائزة لينين للسلام”، ومنح “وسام الجمهورية” من الطبقة الأولي ، وفي عام 1976م فاز بجائزة وزارة الثقافة والإرشاد القومي عن أحسن قصة لفيلمي “رد قلبي” و”جميلة الجزائرية”، وأحسن حوار لفيلم “رد قلبي” وأحسن سيناريو لفيلم “الليلة الأخيرة”.
واغتيل يوسف السباعي في قبرص في 18 فبراير عام 1978م أثناء حضوره مؤتمراً آسيوياً أفريقياً هناك، حيث قتله رجلان في عملية أثرت على العلاقات المصرية – القبرصية ودفعت مصر إلي قطع علاقاتها مع قبرص وذلك بعد قيام وحدة عسكرية مصرية خاصة بالهبوط في مطار لارنكا القبرصي للقبض علي القاتلين دون إعلام السلطات القبرصية، حيث أحتجز القاتلان بعد اغتياله نحو ثلاثين من أعضاء الوفود المشاركة في مؤتمر التضامن كرهائن مهددين باستخدام القنابل اليدوية في قتل الرهائن ما لم تستجب السلطات القبرصية لطلبهما بنقلهما جوا إلى خارج البلاد، واستجابت السلطات القبرصية لطلب القاتلين وتقرر إقلاعهما على طائرة قبرصية للسفر خارج قبرص من مطار لارنكا، ودارت معركة بين القوة الخاصة المصرية والجيش القبرصي، أدت إلي مقتل عدة أفراد من القوة المصرية وجرح العديد من الطرفين واتهمت لاحقا منظمة أبو نضال بالجريمة، كما ترددت وقتها أنباء تفيد بأن أفراداً من منظمة التحرير الفلسطينية قد قاتلوا إلى جوار القوات القبرصية.