ذكرت دراسة أجراها فريق من الباحثين بجامعة “ميريلاند” الأمريكية أن ارتداء “أساور” الإنذار الطبية يرتبط بتقليل احتمالات الإصابة بالفشل الكلوي، مقارنةً بالمتابعة الصحية التقليدية.
وأوصت الدراسة، التي نشرتها دورية “سي جي إيه إس إن” (CJASN) الصادرة عن “الجمعية الأمريكية لأمراض الكلى”، بإجراء تجربة عشوائية لتقييم مدى كفاءة استخدام “أساور” الإنذار الطبية في تنبيه مرضى الكلى قبل بلوغ مرحلة الخطر.
وتساعد هذه الأساور في نقل المعلومات المهمة لمقدمي الرعاية الصحية، خاصةً عندما يكون المريض غير قادر على التواصل بشكل جيد.
يقول “جيفري فينك” -رئيس قسم طب الباطنة بكلية طب “ميريلاند”، والمشرف على الدراسة- في تصريحات لـ”للعلم”: “إن مرض الكلى المزمن لا يكون ظاهرًا عادةً لمقدمي الرعاية الصحية بدون إجراء تحليل معين للدم، ولهذا فكرنا في تزويد المرضى بأساور إنذار طبية لتكون بمنزلة مؤشر لحالتهم، مما قد يساعد فى التنبيه إلى احتياجاتهم الخاصة من الرعاية”.
وضمت عينة البحث 350 شخصًا في مراحل مختلفة من الإصابة بمرض الكلى المزمن، وانقسمت الدراسة إلى جزأين، الأول تجريبي ضم 108 من المشاركين، تم تزويدهم بقلادة طبية تكشف عن تشخيص حالة الكلى لديهم وتعرض موقعًا يضم الممارسات الآمنة لمرض الكلى المزمن. أما الجزء الثاني، فضم 242 مريضًا يحصلون على الرعاية الصحية التقليدية. وخضع جميع المشاركين طوال فترة الدراسة لزيارات سنوية لتتبُّع حالتهم الصحية ورصد أي تطورات إيجابية أو سلبية يتعرضون لها.
وأوضحت النتائج أن ارتداء “أساور” الإنذار الطبية ساعد على انخفاض معدل تطور حالة مرضى الفشل الكلوي بنسبة بلغت 62%.
وعن سبب تراجُع الفشل الكلوي بنسبة 62%، يقول “فينك”: “إن الآلية التي تعمل بها تلك التقنيات الطبية لا تزال غير واضحة، ونعتقد أن هذه التقنيات قد تساعد على زيادة وعي مرضى الكلى المزمن بطبيعة حالتهم الصحية وتطورها، كما تساعد مقدمي الرعاية على اتباع نهج أكثر أمانًا فيما يتعلق بطبيعة الخدمات الطبية المقدمة للمرضى، خاصةً أن مرضى الكلى يتعرضون لعدد من الأخطاء الطبية التي تجعل حالتهم أسوأ”.
ويضيف “فينك” أن “الباحثين توقعوا أن يؤدي استخدام هذه الأساور إلى تقليل النتائج السلبية التي تنجم عن أخطاء طبية أو تقديم رعاية غير سليمة، ولكن ذلك لم يحدث فى هذه العينة الصغيرة. وفى المقابل، فإن ارتداءها أدى إلى نتائج أفضل، مثل تَراجُع احتمالات بلوغ الشخص إلى مرحلة متأخرة من الإصابة بالمرض”.
وعلى الرغم من النتائج الإيجابية التي توصلت إليها الدراسة، يوصي “فينك” بـ”عدم التسرع في استخدام أساور إنذار طبية لجميع مرضى الكلى حتى يتم إجراء دراسة حقيقية عشوائية على نطاق أوسع”، على حد وصفه.
وتصيب أمراض الكلى المزمنة 10% من السكان في جميع أنحاء العالم، ويزداد خطرها مع التقدم في العمر، إذ إن واحدًا من كل خمسة رجال، وواحدة من كل أربع نساء يصابون بأمراض الكلى المزمنة في الفئة العمرية ما بين 65 إلى 74 عامًا في جميع أنحاء العالم.
ويحدث مرض الكلى المزمن عندما يُضعف مرضٌ أو حالةٌ ما من وظيفة الكلى، ما يتسبب في تفاقم تلف الكلى على مدار عدة شهور أو سنوات، وتشمل الأمراض والحالات التي تسبب أمراض الكلى المزمنة النوعين الأول والثاني من داء السكري، وارتفاع ضغط الدم، والتهاب وحدات التصفية الموجودة بالكلى، وانسداد مطول في المسالك البولية بسبب حالات مثل تضخم البروستاتا وحصوات الكلى وبعض السرطانات.