واقعك هو صناعة يدك، ونتيجة لمدخلاتك خلال فترة زمنية معينة .. وحظك هو نصيبك من عملك . فالله لا يظلم من عباده أحداً .. تعالى عن ذلك ، وما يدعيه الناس من وجود الحظ ما هو إلا نوع من اختلاق الأعذار لتبرير ضعف الإرادة وقلة الحيلة والفشل في النهوض بحياتهم إلى الأحسن والأفضل.
والحظ نوعان:
النوع الأول: الحظ الداخلي
وهي المواهب الإنسانية للفرد والتي تأتي جلها بالوراثة مثل:
أ ـ الجمال الجسدي والتناسق الجسماني والذي يكون حليفاً لكثير من الناس من الوصول إلى مراتب عالية كما هو الحال لدى الرياضيين والجميلات من النساء.
ب ـ التفوق العقلي والذكاء.
ج ـ القوة الحيوية إلى تظهر في التحمل ومقاومة المصاعب والصبر وهي التي تمد صاحبها بالعزيمة وتجديد المحاولة كلما أخفق وبذلك تمنع عنه اليأس وتحجب عنه الشعور بالنقص والخيبة.
د ـ الحدس وهو الحاسة السادسة التي تؤهل صاحبها لاختيار المواقف الصحيحة أمام الظروف الغامضة وتجعله يتدارك الأحداث قبل وقوعها.
بالإضافة إلى كثير غير ذلك.
النوع الثاني : الحظ الخارجي
وهو ما كان خارج قدرات الفرد الجسمية وهو أمور منها:
أ ـ المحيط .. فالمحيط الذي يمتاز بثقافة عالية يمنح أبناؤه الرغبة في التزود من الثقافة أكثر. كما أن البيئة المحافظة على النظام تزرع النظام وحب النظام في شخصية الأبناء منذ الطفولة.. والعكس صحيح فالبيئة الفقيرة ثقافياً قد تحول دون النمو الفكري الواسع للفرد.
ب ـ الوسائل المادية كلما زادت في محيط ما أو أسرة ما زادت إمكانيات الحصول على مراتب تعليمية أو ثقافية أو اجتماعية أعلى.
ج ـ وجود رؤوس الأموال إلى جنب العلاقات الاجتماعية الناجحة يؤهل للفوز والوصول إلى درجات أعلى.
فإذا بحثنا في أنواع هذه الحظوظ المذكورة وجدنا الآتي:
ـ الجمال الجسدي والتناسق الجسماني
أن طوال تاريخ البشرية ستجد العديد من الشخصيات الشهيرة ، والتي ليست أكثر جمالاً أو تناسقاً في الجسم بل قد تكون فاقدة لبعض هذه الصفات ، وأن لم يكن كلها ، وإن لم يكن العكس تماماً من هذه الصفات ..بل وترى هذه الشخصيات يستفيدون من قلة الجمال أو زيادة حجم الجسم ليصبحوا من أكثر الناس شهرة ونجاحاً كمثال : (إسماعيل يس أشهر كوميديان في السينما المصرية ، والذي استفاد من شكله وملامحه لتقديم كوميديا رائعة ، ما زال عرضها يمتد حتى اليوم)
وسؤالي إليك هل كان وسيما؟ً.
– التفوق العقلي والذكاء.
أكثر الناس ذكاءً قد لا يستعملون ذكائهم لتحقيق أهدافهم .. وأقل الناس ذكاءً قد يستعملوا مقدار ذكائهم المحدود وينجحوا في حياتهم أكثر من المتفوقون في الذكاء.
– المحيط والبيئة
ألم ترى من قبل شخصاً فقيراً وينجح في دراسته ويتقدم في عمله؟!
ألم ترى من قبل شخصاً غنياً فاشل في دراسته وفى عمله بالرغم من توفر كل شيء له بخلاف الفقير؟!
لابد أن تكون قد رأيت ذلك من قبل ، لذا فأنا لا أحتاج الحديث هنا لأقول: لا حظ مرة أخرى .. بل هو عمل وعمل يرفع من احتمالية وصولك للنتيجة المرغوبة.
وقس على ذلك كل أنواع الحظوظ المذكورة وستجد أنك تفند كل عامل بنفسك .. فقط تذكر أن حظك هو نصيبك من عملك ، وبقدر ما تزرع تحصد ، فأزرع الورود والزهور حتى تحصد جمال الحياة وجودتها.
ونصيحتي إليك لتكن أكثر حظاً من غيرك انتبه لهؤلاء:
* الإيمان والثقة في الله تعالى ، فكل ما حدث أو سيحدث لك في حياتك فهو لخيرك ولصالحك سواء كنت ملماً بذلك أم لا.
* الوعي لأن الوعي قوة استزد من المعلومات والثقافة فى كل ما تريد الوصول إليه وتحقيقه.
* العلاقات المفيدة وأسرع طريقة لاكتساب العلاقات الطيبة الأخلاق الطيبة.
* كن قوى الإرادة لا شئ يقف أمام قوة الإرادة ، فهي ما تخلق التأثير على الواقع.
* تصور النتائج (تظاهر إنك أكثر حظاً) يقول الحديث الشريف : (إنما العلم بالتعلم، وإنما الحلم بالتحلم، وإنما الصبر بالتصبر) فتظاهر بالحظ تجد أبواب الفرج مفتوحة أمامك.
* الحمد على النعم يقول الله تعالى: (ولئن شكرتم لأزيدنكم) ،ومن أصدق من الله قولا .. فإذا أردت أن تكون من المحظوظين أشكر الله على حظك فى الدنيا.
وقبل أن أنهى هذا المقال أتمنى أن تردد معي هذه الجمل الآن وتكررها كل يوم :
– الآن أنا من أصنع حظي ونصيبي في الدنيا
– الآن أنا مسيطر على حياتي وواقعي
– الآن أنا أحرك كل شيء لصالحي
– الآن أنا استحق كل النجاح في حياتي ومستقبلي
– أنا قادر على تحقيق كل ما أرغب من الآن