طور ذاتكنمي موهبتك

عربة للحواديت ومكتبة متنقلة على ظهور الحمير

عربة للحواديت ومكتبة متنقلة :جميل جدا ان نرى مبادرات شخصية من أجل العلم والمعرفة والاطلاع خاصة في القري والأماكن النائية التي قلما ان يلتفت إليها أحد من أصحاب القرار..
ببليوبرو” هي مكتبة متنقلة لتوزيع الكتب التي تحملها البرادع التي تغطي ظهور الحمير “ألفا” و”بيتو”، حيث يقوم المدرس الكولومبي “لويس سوريانو Luis Soriano مؤسس مبادرة “ببليوبرو Biblioburro” بتوزيع تلك الكتب على أطفال الرعاة في المجتمعات الفقيرة والقريبة من “لا جلوريا La Gloria” في كولومبيا. وثمة مبادرة مماثلة اطلق عليها: “عربية الحواديت” أسسها مدرس اللغة الإنجليزية المصري هيثم السيد عام 2015 وبدأها في قريته “دوامة” بمركز فاقوس بمحافظة الشرقية، والتي جاب من خلالها قرى ومحافظات ومستشفيات ومدارس كثيرة في مصر.

 عربة للحواديت ومكتبة متنقلة
عربة للحواديت ومكتبة متنقلة

 

ببليوبرو.. أول مكتبة متنقلة على ظهور الحمير

لويس الذي أنهى دراسة جامعية في الأدب الإسباني، ويعمل مدرسا للمرحلة الابتدائية، كان قد بدأ مبادرته في أواخر التسعينيات من القرن العشرين، وحينما بدأ كان هو الوحيد الذي يملك مكتبة في بيته في المجتمع الذي يعيش فيه، كوان قوام تلك المكتبة لا يتعدى 70 كتابا، ما بين كتب الجغرافيا، والأدب، والتاريخ، والقواميس وغيرها، فضلا عن بعض من كتب الأطفال. كانت بداية التفكير في المبادرة عندما شعر لويس أن تلاميذه ربما لا يقومون بعمل واجباتهم لأنهم لا يمتلكون كتبا في منازلهم، لذا قرر في أحد المساءات أن يضع الكتب على حماريه اللذين كان يحمل عليهما الماء سابقا من بئر قريبة من مسكنه (الحماران وسماهما ألفا، وبيتو، وهما سويا “ألفابيتو” وتعني الأبجدية) ويحملها إلى تلاميذه حيث يسكنون، ومن ثم قام بتعديل البردعة على كل منهما لكي تناسب حمل الكتب.

ومن ثم انتظمت زياراته الأسبوعية للقرى والمدارس الريفية بالمناطق المحيطة، حاملا كتبه ليوزعها على الأطفال ما بين سن السادسة إلى الثانية عشرة للاستعارة ويقرأها لهم، وهو ما يثير في الأطفال حالة من السعادة والنشاط، ويحرك المياه الراكدة في عقولهم، ويبدأون في إخبار أقرانهم عما قرأوا أو قرئ لهم، ويساعد من يعرف القراءة من لا يعرف منهم، وفضلا عن الدوامات التي أحدثتها تلك المبادرة في عقول وخيالات أطفال القرى المحيطة، فقد انتشرت العدوى حيث صار هناك أسطول من أمناء المكتبات على الحمير يسافرون عبر البلدات المجاورة ليقوموا بنفس النشاط.

 عربة للحواديت ومكتبة متنقلة شهرة المبادرة

وقد نالت مبادرة لويس شهرة عندما كتب إلى الإعلامي والروائي الكولومبي خوان جوسيان Juan Gossian طالبا منه نسخة من أحد كتبه كي يوزعها في جولاته، ومن ثم تكلم عنه خوان في أحد برامجه الإذاعية ومن ثم انهالت عليه تبرعات الكتب من أنحاء كولومبيا، ومن ثم وصلت حصيلة مكتبة لويس ما يقارب الـ 5 آلاف كتاب، منهم ما يزيد عن 1700 كتابا للأطفال، وقد سعت إحدى الشركات المالية المحلية لبناء مكتبة صغيرة تضم تلك الكتب، لكن المشروع لم يكتمل لنقص التمويل. وقد قام صانع الأفلام الوثائقية كارلوس ريندون زيباجواتا Carlos Rendon Zipaguata بإعداد فيلم وثائقي عنه عرض في قناة بي بي إس PBS عام 2014.

لم يسلم لويس من المصاعب والمشكلات، فقد احتجزته إحدى الميليشيات مرة أثناء الحرب الأهلية في كولومبيا، ظنا منهم أنه يحمل أو ينقل ما يضرهم إلى القرى، كما سرقت منه بعض الكتب، أو لم تعد إليه بعد استعارتها، كما تعرض لحادث عام 2012 تسبب في بتر إحدى قدميه، فاضطر لتركيب قدم صناعية، لكن كل ذلك لم يمنعه من مواصلة مبادرته، والتي لا زال يحلم بتطويرها عبر بناء مركز ثقافي في بلدته.

 عربة للحواديت ومكتبة متنقلة “عربية الحواديت”

مبادرة المعلم الكولومبي لويس سوريانو، لابد وأن تذكرك بمبادرة “عربية الحواديت” التي أسسها مدرس اللغة الإنجليزية المصري هيثم السيد عام 2015 وبدأها في قريته “دوامة” بمركز فاقوس بمحافظة الشرقية، والتي جاب من خلالها قرى ومحافظات ومستشفيات ومدارس كثيرة في مصر.

 عربة للحواديت ومكتبة متنقلة
عربة للحواديت ومكتبة متنقلة

“هيثم السيد”، الذى تربى على حكاوى وحواديت أمه ومع الوقت اكتشف أنها لا تمت للتراث الشعبى بصلة، وأن جميعها كانت من وحى تأليفها بالرغم من أنها لم تكمل تعليمها، وهو ما جعله يرتبط وجدانيًا بفكرة “الحكى والاستمتاع” حتى مرت السنوات وجسد حلم الطفولة على أرض الواقع تحت شعار مبادرة “عربية الحواديت”.

ووفقا لموقع اليوم السابع، شجعه عمله كمعلم للغة الإنجليزية على تجربته مع الثقافة بالحواديت والقراءة لتلاميذه، حيث كان يخصص أول 10 دقائق من كل حصة يدخلها بأن يروى على التلاميذ حدوتة من إحدى الروايات العالمية، فوصلت نسبة الحضور للاكتمال فى حصصه، وأصبح التوقف عن حكى القصص هو العقاب لمن يخرج عن آداب الحصة.

لتشجيع الأطفال في القرى النائية على القراءة.. عربة للحواديت ومكتبة متنقلة على ظهور الحمير
لتشجيع الأطفال في القرى النائية على القراءة.. عربة للحواديت ومكتبة متنقلة على ظهور الحمير

كانت تلك هى نقطة الإنطلاق التى شجعته يطلق مبادرة “عربية الحواديت”، ” بدأت بكتب من مكتبتى الخاصة، وبعربيتى نزلت للشوارع فى القرية أحكى الحواديت للأطفال”، عبارة عبر بها “هيثم” عن المبادرة التى أطلقها فى رمضان عام 2015، وانطلقت بعد ذلك بسرعة القطار، “مع الوقت بقى يجيلى دعوات أزور محافظات أكتر وأعمل ورش للمبادرة”، فمع مرور الوقت كون هيثم بصحبة مجموعة كبيرة من الخريجين من تلاميذه فريق عمل متكامل على أعلى مستوى، يعتبرون عملهم فى المبادرة أهم شىء فى حياتهم بالرغم من امتلاك كل منهم لعمله الخاص.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى