تعود شركة أحذية باتا إلى الأصل التشيكي تبعاً لجنسية مؤسسها “توماش باتا”, إلا أن مقرها الأساسي في مدينة لوزان بسويسرا.
توماش باتا (أبريل 1876 – 12 يوليو 1932) رجل الأعمال ومؤسس أحذية باتا شركة. والتى أصبحت واحدة من أكبر الشركات في العالم متعدد الجنسيات تجار التجزئة والمصنعين وموزعي الأحذية والملحقات. تم قطع حياته المهنية الناجحة عندما توفي في حادث طائرة بسبب سوء الأحوال الجوية.
أخيه غير الشقيق يان أنتونين باتا استحوذ على الشركة، ووسّعها بشكل كبير حتى خلال فترة الكساد الكبير. أسفرت الحرب العالمية الثانية عن دمار كبير لأعماله. بعد أن تأسست الحكومات الشيوعية في تشيكوسلوفاكيا ودول أخرى في أوروبا الشرقية ، قاموا بتأميم شركات Baa، واستولوا على الشركة.
ابن توماش توماس جيه باتا أعاد بناء وتوسيع صناعة الأحذية باسم الشركة بعد انتقالها إلى كندا في عام 1939، في وقت الغزو النازي وتشيكوسلوفاكيا.
أسس توماش باتا الشركة في زلين في 24 أغسطس 1894 ورث عن والدته 800 غولدن نمساوي (ما يعادل 320 دولارًا في ذلك الوقت). كان شقيقه أنتون باتا وشقيقته آنا شريكين في الشركة الناشئة شركة T. & A. Bata للأحذية. على الرغم من أن هذه المنظمة تأسست حديثًا، إلا أن العائلة لها تاريخ طويل صناعة الأحذيةعلى مدى ثمانية أجيال وأكثر من ثلاثمائة عام. ساعد هذا التراث في تعزيز شعبية شركته الجديدة بسرعة كبيرة.
في عام 1904 عمل Baťa على خط التجميع في الولايات المتحدة الأمريكية وأعاد معرفته بالطريقة إلى زلين. مع الإنتاج الحديث والبيع بالتجزئة لمسافات طويلة، قامت Baa بتحديث صناعة الأحذية. منذ بدايتها، تطورت الشركة بسرعة في الإنتاج وارتفعت أرباحها.
استحوذ توماش باتا على على الشركة في عام 1908 بعد وفاة شقيقه أنتون باتا مرض السل. جلب توماش اثنين من إخوته الأصغر، يان وبوهوش، إلى العمل. الحرب العالمية الأولى خلق طلبًا متزايدًا على الأحذية العسكرية، وسرعان ما أصبحت الشركة تُعرف باسم العلامات التجارية الرئيسية للأحذية المعاصرة. خلال فترة ما بين الحربين العالميتين، زار باتا الولايات المتحدة مرة أخرى لمراقبة التقدم المحرز في مصنع نهر روج من هنري فورد في ديربورن، ميشيغان. عند عودته، وجه شركته للتطلع نحو اللامركزية في العمليات.
أدرك باتا احتياجات زبائنه، الذين انخفضت قدرتهم الشرائية بشكل كبير في أعقاب الحرب، وقام بتوسيع عروضه لإنتاج أحذية منخفضة التكلفة لعامة الناس. كما أسس مصانع وشركات في دول أخرى منها بولندا, يوغوسلافيا, فرنسا، ال هولندا, الدنمارك، ال المملكة المتحدة وبعيدًا عن أوروبا: الولايات المتحدة الأمريكية والهند. سُمح لهذه المصانع بالاكتفاء الذاتي والاستقلالية في استراتيجيات التصميم والإنتاج والتوزيع، حتى تتمكن من تلبية احتياجات سكانها المحليين. بحلول أوائل الثلاثينيات من القرن الماضي، قاد باتا شركة Baa وتشيكوسلوفاكيا أن نكون أكبر مصدري الأحذية في العالم.
في صيف عام 1895 تعرضت الشركة لمشكلات مالية وديون متراكمة، فقرر توماس صناعة الأحذية من قماش الخيش بالإضافة للجلد، وفي عام 1904 ركَّبت الشركة أولى الآلات البخارية في بادرة تعد نواة لتطور الصناعة بشكل عام، وأصبحت شركة باتا أحد أوائل منتجي الأحذية بالجملة في أوروبا، ومما ساعد على ذلك صناعة الحذاء من الجلد والقماش بالاضافة إلى بساطته وتصميمه الجميل ووزنه الخفيف وبالطبع سعره المناسب ..
هيكل الشركة
يتألف هيكل الشركة حاليًّا من ثلاثة أقسام رئيسة: باتا أوروبا ومقرها في إيطاليا، باتا الأسواق الناشئة (آسيا ودول المحيط الهادئ ودول أمريكا اللاتينية) ومقرها في سنغافورة، باتا للأحذية المهنية والصناعية ومقرها في هولندا.
تبيع الشركة منتجاتها في ما يربو عن 70 بلدًا وتتوزع مصانعها على 26 بلدًا، وقد دخلت موسوعة جينيس للأرقام القياسية عندما باعت 14 بليون حذاء بوصفها “أكبر شركة لبيع الأحذية وصنعها”.
منذ نشأتها اعتمدت الشركة على الحداثة التقنية المستوحاة من تجربة شركات السيارات التي أنشأها هنري فورد، حيث أنشأت إلى جانب معاملها مدنا لسكن العمال ومرافق حياتية واجتماعية وثقافية للارتقاء بمستوى حياتهم، وقد أصبحت سريعًا إحدى أكبر الشركات العالمية المنتجة للأحذية.
ريادة باتا للجودة والابتكار
في دراسة علمية حول توماس باتا كقائد ومبتكر في مجال الأعمال، قال د. مايرون تريبوس تنص على:
عندما بدأت هذه الورقة لأول مرة، كنت أنوي إثبات أن ما فعله باتا هو توضيح رائع لما يسمى الآن “إدارة الجودة”. يُظهر السجل أن Tomáš Baa سبق بالفعل ممارسات” إدارة الجودة “الحديثة بما لا يقل عن نصف قرن. إذا نظرنا فقط إلى هذا الجانب من الرجل ، يجب أن نستنتج أنه كان أول من استخدم الجودة كوسيلة أقل تكلفة في نفس الوقت الذي خلق فيه رضا العملاء.
ومع ذلك، عندما تعمقت أكثر في أساليب إدارة Baťa، أصبح من الواضح أن النظر إلى عمله من خلال هذه العدسة يعطي تركيزًا ضيقًا للغاية. من الممكن، بالطبع، تحليل عمل باتا كمثال على ماذا دبليو إدواردز دمينغ وقد أطلق عليه “نظام المعرفة العميقة”. ومع ذلك، فإن مستوى التجريد الذي يصف عنده الدكتور ديمينغ هذا النظام يجعله قادرًا على احتواء العديد من الأنشطة المختلفة، وفي حين أنه يوفر عمومية كبيرة، إلا أنه لا يركز على ما كان فريدًا في Ba abouta.
لقد اخترت نهجًا أقل تجريدًا، مع التركيز على مساهمات باتا التي اعتقدت أنها ستكون ذات قيمة أكبر في الإدارة المعاصرة. هدفي هو العثور على أهم الدروس التي يمكن لنظام Baťa للإدارة أن يعلمها رواد الأعمال اليوم.
باتا فى الوطن العربي
دخلت أحذية باتا بمصر عام منذ 1930 تقريباً عندما تقدم توماس بطلب إنشاء مصنع للأحذية فى عهد الملك فؤاد الذى وافق على طلبه على الفور وبعد أحداث إنقلاب يوليو عام 1952م تم تأميم المصنع عام 1961م كما تم فصل شركة باتا بمصر عن الشركة الأم و لم تعد هناك أى علاقة بينهما منذ ذلك الوقت ولكن ماتزال شركة باتا للأحذية بمصر تحتفظ بالاسم التجارى باتا رغم عدم أحقيتها بذلك أما فى السودان فقد فتحت باتا مصنعاً كبيراً فى الخرطوم بحرى وفى بداية عام 1960م وكان مخزنها فى الخرطوم موجوداً فى منطقة تعرف اليوم بمحطة المؤسسة وقد تم تأميم الشركة أيضاً عام 1971م وفى موريتانيا كانت أحذية باتا أيضاً هى الماركة الأشهر للأحذية فى بداية عام 1970م وكان شعارها الترويجى هو باتا لا خطوة بدون باتا وأحذية باتا موجودة اليوم من خلال وكلاء توزيع محليين بلبنان والأردن والإمارات والسعودية والعراق والمغرب.
وإذا كان مستوى أحذية باتا يتفاوت بين دولة عربية وأخرى فيعود سبب ذلك إلى إختيارات الوكيل المحلى لمستوى الأحذية الذى يريده لسوقه وليس لخيارات شركة أحذية باتا نفسها ومع بدء الحرب العالمية الأولى عام 1914م حققت الشركة تطوراً ملحوظاً ومع زيادة الطلب على الأحذية العسكرية مما نتج عنه زيادة فى عدد عمال شركة باتا بين عامى 1914م و 1918م عشر مرات وفتحت الشركة مخازنها فى زلين وبراغ وليبيريتس وفيينا وبلزن وغيرها من المدن وفى أثناء الكساد العالمى بعد الحرب العالمية الأولى بلغت البطالة أعلى مستوياتها وقد رد توماش باتا على الأزمة بتخفيض أسعار أحذيته للنصف كما وافق عمال الشركة أيضاً على تخفيض رواتبهم مؤقتاً بنسبة 40% بالمقابل قدَّمت الشركة المواد الغذائية والألبسة والأشياء الضرورية لهم بسعر أقل بنسبة 50% وأدخل توماش باتا إحدى أوائل مبادرات مشاركة الربح التى تحول جميع العاملين إلى شركاء يساهمون بنجاح الشركة وهو ما يكافئ اليوم حسن الأداء المستند إلى الحوافز والأسهم
وقبيل إكتساح ألمانيا لتشيكوسلوفاكيا فى الحرب العالمية الثانية ساعدت الشركة فى نقل عمالها اليهود إلى فروعها عبر العالم.
مقتل باتا
طالعتنا جريدة الأهرام القاهرية في عام 1932 بخبر “مقتل ملك الأحذية”، وهو الخبر الذي اهتزت له الأوساط الإقتصادية، بل والغير إقتصادية فمن لا يعرف ملك الأحذية توماس باتا أول من صنع أحذية من القماش والبلاستك، قام عبد الناصر بتأميم مصنعه الذي أنشأه في مصر بطلب من الملك فؤاد.
توفي توماش باتا في عام 1932 وعمره 56 سنة في حادث أثناء إقلاع طائرته في طقس سيء من مطار زلين، وبوفاته انتقلت إدارة الشركة إلى أخيه جان وابنه توماس جون باتا الذي قاد الشركة خلال معظم القرن العشرين مسترشدًا بكلمات والده : “لا يجب اعتبار شركة باتا للأحذية كمصدر للثراء الشخصي وإنما كمؤسسة عامة أو كوسيلة لتحسين معايير الحياة ضمن المجتمع ولتوفير سلعة جيدة للمستهلكين مقابل ما يدفعونه”.
وهو وعد قطعه الأبناء على أنفسهم في الاستمرار ضمن المبادئ العملية والاجتماعية والإنسانية لوالدهم.
وكانت وذكرت هيئة الإذاعة الكندية قد أعلنت عام 2001 ان شركة باتا باعت حتى ذلك الوقت أكثر من 14 مليار زوج من الأحذية أي أكثر من عدد الأقدام التي مشيت على الأرض. وتحتضن تورنتو متحف أحذية باتا الذي يضم مجموعة من أكثر من 10 آلاف حذاء. وجاء باتا ابن مؤسس الشركة الخاصة إلى كندا لتوسيع أعمال عائلته وبدأ الإنتاج في عام 1940.