تعتبر الجمال مشهدًا بديعًا في صحاري الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث تمثل سفراء للحياة البرية المتنوعة الموجودة في المنطقة. وقد أثبتت هذه الحيوانات أنها رفقاء في غاية الأهمية للإنسان على مدى قرون عديدة، حيث كانت بمثابة وسائل نقل ومصدر للغذاء للعديد من المجتمعات المحلية.
ومع التطور المستمر للتمدن والبنية التحتية في القرى والبلدات المنتشرة في جميع أنحاء المنطقة، غالبًا ما تتجول الجمال في الطرق الصحراوية وتتسبب في وقوع حوادث مرورية مدمرة. وكان مروان قد فقد أحد أصدقاء طفولته في إحدى هذه الحوادث، مما دفعه إلى توجيه اهتمامه إلى حل هذه المشكلة في المنطقة وحماية حياة البشر والإبل على حدٍ سواء.
يتصدى مهندس العمليات العُماني، مروان حمد الجهْوَري لظاهرة الحوادث المرورية التى تسببها الأبل فى بعض بلدان الخليج، إذ يتعامل مع مخاطر الإبل الشاردة على الطرق الصحراوية. وذلك من خلال ابتكاره لجهاز يشبه السوار يتم تثبيته على رقبة الجمل ويقوم ببث إشارة بلوتوث لتنبيه السائقين الذين يستخدمون التطبيق الخاص بالجهاز بوجود حيوان ضال مزود بهذا السوار على مقربة منهم. بالإضافة إلى ذلك ينبه المالك من اقتراب الجمال من الطرق عبر الـ”جي بي أس”.
يهدف اختراع مروان الذي يشارك به ضمن فعاليات مسابقة نجوم العلوم, إلى حماية حياة الراكبين والإبل. ويمضي الجهاز المتطور خطوة أبعد من مجرد تحديد مواقع الجمال الضالة، إذ أنه يحذر السائقين وأصحاب الجمال من الحالات التي تشكل خطرًا على الطريق. ويتم تثبيت الجهاز الذي يشبه السوار على رقبة الجمل ويقوم ببث إشارة بلوتوث. وعندما يكون السائقون الذين يستخدمون التطبيق الخاص بالجهاز، على مسافة قريبة نسبيًا من حيوان ضال مزود بهذا السوار، فإن إشارة البلوتوث تنبههم قبل وقت كافٍ لإيقاف السيارة. كما أن الجهاز مجهز أيضًا بضوء فلاش LED يضيء عندما يكون الحيوان قريبًا من الطريق التي ثبت أنها مفيدة جداً خاصة في الليل.
ومن أكثر الميزات المبتكرة لاختراع مروان قدرة تحديد الموقع الجغرافي، الأمر الذي يخلق محيطًا افتراضيًا تتجول فيه الجمال. وسيتم الاتفاق على هذه المنطقة مع مالكي الجمال، وإخطارهم عندما تبتعد جمالهم عنها.
أثر المشروع
باعتباره الجهاز الوحيد لتحديد موقع المستخدم وتنبيهه باستخدام تقنية البلوتوث مدمج مع تقنية النّظام الشامِلُ للإتّصالاتِ النّقالة (GSM) و نظام التموضع العالمي (GPS)، يتصور مروان أن ابتكاره لن يتم تطبيقه فقط في بلده الأم، عُمان، ولكن أيضًا في جميع أنحاء العالم. ولا يقتصر عمل هذا الجهاز على مناخ معين، لذلك يمكن استخدامه على مجموعة متنوعة من أنواع الحيوانات المحمية في المناطق الريفية حول العالم.
نشأ مروان في قرية عُمانية صغيرة في محافظة الباطنة حيث عاش فيها حياة هادئة بعيدًا عن الأضواء، وحصل على درجة البكالوريوس في هندسة العمليات من كلية عُمان البحرية الدولية. ولطالما كان يهوى الخروج مع أصدقائه للاستمتاع بالمناظر الطبيعية الجميلة، وقضاء أوقات طويلة لمراقبة الحياة البرية المحلية.
ويتمتع مروان بشخصية محببة إذ أنه دائم التفاؤل وينشر طاقة إيجابية في أي مكان يكون فيه، كما أنه يؤمن بأهمية التعلم المستمر وتطوير الذات. وقد واصل تعزيز معارفه العلمية بما يتناغم مع التطورات العالمية في انتظار الفرصة المناسبة لترك بصمته في مجال العلوم.
ونظراً لدوره في دعم شقيقته لتحقيق النجاح في عملها، تمكن مروان من مشاهدة والتعرف على عملية الابتكار من الألف إلى الياء. ومن خلال هذه المعرفة الداخلية التي اكتسبها، استفاد المخترع المتفائل من الوقت الوفير الذي يقضيه في المنزل بسبب جائحة كوفيد-19 لصياغة خطة لبدء رحلته الابتكارية!
ويأمل المخترع العُماني الذي يواصل حلمه حول التطبيقات غير المحدودة لجهازه، في أن يساهم اختراعه بإنقاذ الأرواح من خلال تقليل عنصر المفاجأة عند مواجهة حيوان ضال على الطريق. وينطوي جهازه على تحسين السلامة على الطرق وتقديم المساعدة في حماية حياة المسافرين على الطرقات، وحياة هذه الحيوانات الرائعة، وحقوق أصحابها.