الحاجة شوق وابنتها نوال نموذج ناجح وفريد من محافظة العريش فهما سيدتان اقتحمتا عالم الرجال، فرغم أن المشغولات اليدوية ذات الطراز البدوي من صميم عمل المرأة في العريش إلا أن هذه التجارة يحكمها التجار الرجال فقط، ولكن الحاجة شوق وابنتها قررتا التمرد علي هذا الواقع وأصبحتا سيدتي أعمال بمشروع بدأ بتشغيل 10 فتيات ليصل عددهن اليوم إلي ما يزيد علي 150 فتاة.
وذكرت صحيفة روز اليوسف إن الحاجة شوق لا تحمل أي مؤهل دراسي ورغم ذلك فإنها تمتلك عقلية تجارية مكنتها من إدارة المشروع رغم ما قابلها من عثرات، وبدأ مشروعها منذ حوالي عشر سنوات، ولكن علي نطاق محدود داخل حدود العريش واقتصر نشاطها علي بيع المشغولات اليدوية للفتيات في سوق الخميس بالعريش، ومع مرور الوقت زاد حجم رأس المال وبدأت توزيع الإنتاج علي البازارات والأسواق بالغردقة وشرم الشيخ ودهب.
ومع نمو رأس المال بدأ المشروع في التطور فحصلت علي قرض من صندوق الخدمة الاجتماعية وهنا بدأ المشروع ينمو وتكتمل عناصر القوة والنجاح فيه، فاتجهت إلي شراء المواد الخام من سوق الأزهر بالقاهرة وتوزيعها علي الفتيات اللائي يعملن في منازلهن لحسابها ثم شراء الإنتاج وترويجه في أسواق القاهرة والمدن الساحلية.
وخلال تلك الرحلة الشاقة تعرض مشروع شوق للعديد من المطبات التي نجحت في تجاوزها حتي استطاع التجار أن يتقبلوها كمنافس قوي أمامهم وتلقت أول درس في التجارة: السوق مكسب وخسارة.
أما ابنتها الكبري نوال والحاصلة علي بكالوريوس الخدمة الاجتماعية فقد حرصت والدتها علي إبعادها عن مشروعها حتي لا يشغلها دراستها لتحصل علي شهادتها العليا وتحقق ما حرمت منه الحاجة شوق، وخالفت العرف العرايشي والذي يقضي بأن تتعلم الفتاة الغرزة البدوية وأصول الخياطة منذ صغرها، وبعد تخرج نوال عملت بعقد مؤقت كأخصائية اجتماعية وهو ما لم يشبع طموحها فقررت مشاركة والدتها مشروعها وتعلمت أصوله بل وحرصت علي ارتداء الزي التقليدي للمرأة البدوية.
وكانت لنوال لمسة شبابية دفعت المشروع إلي التطور حيث حرصت علي تحديث الموديلات بأفكار تتناسب ومتطلبات السوق، فأصبحت الغرزة البدوية الشهيرة لا تزين الجلباب فقط وإنما الحقائب والإشاربات والبلوزات أيضا وحتى إكسسوارات المحمول كما تصمم مفارش السرير والستائر.
علياء أبوشهبة