في يونيو 2016، شهدت حياة عمر عبد القادر، البالغ من العمر 29 عاماً من مصر، تحولاً غير متوقع عندما تعرض لهجوم سمكة قرش قاتل أثناء سباحته بالقرب من مدينة العين السخنة في البحر الأحمر بمصر. واليوم، بعد مرور سبع سنوات على ذلك الحادث، تمكن عمر عبد القادر من تحدي الصعاب واكتساب مكانة في سجلات العالم، حيث حقق لقب الرقم القياسي العالمي لأكبر عدد من الثنائيات العضلية (مصل أب) في ساعة واحدة – 161 ثنائية. إن هذا الإنجاز المذهل هو بمثابة دليل على صموده وإصراره على التغلب على الصعاب. وفقا للموقع الرسمي لموسوعة جينيس .
Table of Contents
عمر عبد القادر .. واليوم المشؤوم
في ذلك اليوم المشؤوم في يونيو 2016، كان عمر يستمتع برحلة بحرية احتفالاً بانتهاء الاختبارات النهائية لدرجته في بكالوريوس هندسة الشبكات مع أصدقائه عندما قرر السباحة في المياه المفتوحة. ودون علمه، كان الخطر يكمن تحت السطح حيث تعرض للعض من قبل سمكتي قرش على ساقه اليسرى واليمنى وظهره. أدت خطورة إصاباته إلى فقدان ساقه اليسرى من الركبة وما دونها.
عمر عبد القادر .. والهجمات النادرة
على الرغم من التجربة المؤلمة، ظل عمر إيجابياً، معتبراً نفسه محظوظاً للنجاة من الهجوم. فسرعان ما تناقلت الصحف العالمية خبر الهجوم مسلطة الضوء على طبيعة الهجمات النادرة من أسماك القرش وتداعياتها المحتملة.
تعد هذه الهجمات نادرة، “واحدة في المليون” وفقاً لما قاله عمر. “لقد كنت الشخص المحظوظ. ونعم، أقول ذلك لأن الكثير ممن يتعرضون لمثل هذا النوع من الهجمات لا ينجون”.
حديث الأرقام
ووفقاً للإحصاءات، فقد كان هناك ما يقارب 35 هجوماً لأسماك القرش عالمياً في عام 2016. وكانت خمسة من هذه الهجمات قاتلة، حيث وقعت ثلاثة منها في أستراليا وإحدى عشر في الولايات المتحدة، منها تسعة في فلوريدا وحدها. في مصر، قُتل سائح ألماني بواسطة سمكة قرش في القصير في عام 2015. وفي يونيو 2023، تُوفي رجل روسي آخر بعد تعرضه لهجوم من سمكة قرش النمر قبالة أحد منتجعات البحر الأحمر. ظهر مقطع فيديو مروع تم التقاطه من الشاطئ يبدو أنه يُظهره وهو يصرخ “بابا” أثناء الهجوم.
أسماك القرش والهجوم على عمر عبد القادر
في يونيو ويوليو، تتجمع القروش الإناث في المياه الضحلة حيث يقترب منها الذكور للتزاوج. وكانت أسماك القرش التي هاجمت عمر من النوعين الذكر والأنثى، حيث كان طول الذكر 1.5 متر والأنثى بطول 2-3 أمتار.
بعد الهجوم، نُقل عمر إلى مستشفى في حالة حرجة، وتجمع أصدقاؤه وعائلته حوله، وقدموا له الدعم الثابت خلال رحلته للتعافي. في المستشفى، حدث لقاء هام لعمر لأول مرة مع مصري آخر زاره في المستشفى لتقديم الدعم النفسي له وهو عمر حجازي، وهو أحد الأشخاص الملهمين من محققي الأرقام القياسية والذي فقد طرفه خلال حادث مروّع لدراجة نارية وحقق رقمين قياسيين في غينيس للأرقام القياسية عن السباحة لأبعد مسافة بنفس واحد باستخدام الزعانف وبدونها. أصبح هذا اللقاء نقطة تحول في حياة عمر عبد القادر، حيث شكل الاثنان رابطة صداقة قوية وأصبحا مصدر إلهام لبعضهما البعض.
قال عمر: “كنت واعياً بعد الهجوم ولسبب ما كنت هادئاً، لكنني كنت متعباً. أتذكر أنني فقدت الكثير من الطاقة في تلك المعركة. كنت أحارب القروش في بيئتها. بدأت أفكر في حياتي وعائلتي، ولم أكن متأكداً مما إذا كنت سأعود في الوقت المناسب للبقاء على قيد الحياة.”
ووصف شعوره لحظة وصوله إلى المستشفى: “كنتُ أعاني، الألم كان لا يُطاق حتى مع كل المسكنات والأدوية”.
رحلة عمر عبد القادر نحو الشفاء
كانت رحلة عمر نحو الشفاء صعبة، سواء من الناحية الجسدية أو العاطفية. بعد عدة أشهر في المستشفى وفي مرحلة التأهيل، سافر عمر إلى ألمانيا لتلقي طرف صناعي وإجراء عمليات جراحية إضافية لتخفيف ألمه. لم يكن من السهل التكيف مع حياة الشخص الذي فقد إحدى أطرافه، لكن عمر ظل مصمماً على التغلب على الصعاب التي تواجهه.
في أبريل 2017، عاد عمر إلى الشاطئ نفسه الذي حدث فيه الهجوم. كانت هذه لحظة انتصار، تجسيداً لشجاعته واستعداده لمواجهة مخاوفه بكل جرأة. لكنه اعترف بأن هذا الحادث قد غيره بشكل كبير، حيث لم يتعلق الأمر باستعادة الثقة فحسب وإنما كان عليه تعلم مهاراته من جديد مثل السباحة وركوب الدراجة والتي تطلبت مستوى جديد من المهارة والعزيمة.