الأناناس وخيوط العنكبوت..”الجلود الخضراء” تصنع مستقبل الموضة
بدائل الجلود أو الجلود الخضراء أو الجلود النباتية المنتجة من البوليمرات الاصطناعية هي الحل الأمثل لمراعاة شروط الاستدامة البيئية، وقد حققت في السنوات الأخيرة وجودًا فعالًا في الأسواق.
البداية كانت مع مصممة الأزياء الإسبانية “كارمن هيوسا” التى كانت تبحث عن بديل للجلود الحيوانية منذ سنوات قبل أن تعثر على بديلها في الفيليبين. وكان البديل إنتاج مادة تشبه الجلد الطبيعي مصنوعة من ورق وقشور الأناناس الخشنة، وهي مواد كان العالم يتعامل معها طوال قرون كنفايات. والمهم في الجلد النباتي الجديد أنه متين وبيئي وأطول عمراً من الجلود الحيوانية، إضافة إلى انه رخيص وسهل الإنتاج.
أنتجت “هيوسا” جلود المقاعد والحقائب والأحذية من بقايا الأناناس، وتقول إن من الممكن إنتاج كسوة مقاعد السيارات، وديكورات المنازل، من هذا الجلد النباتي. وأطلقت المصممة الاسبانية على جلد الأنانس اسم “بيناتيكس”، وواضح ان اسم الأناناس (الباين ابل) بالاسبانية هو”بين”. المهم أيضاً هو أنه من الممكن تلوين الجلد النباتي بالألوان الطبيعية الثابتة لأغراض الاستهلاك.
تنوي الباحثة إنتاج مختلف أنواع الأنسجة المتينة التي تدخل في صناعة العديد من الملابس. وتقول إن مثل هذه الصناعة ستنفع البلدان الفقيرة المنتجة للأناناس، كما ستوفر أماكن عمل كثيرة للمزارعين والصناعيين.
ويبدو أن عمالقة الصناعة الجلدية بدأوا يهتمون فعلاً بالجلود النباتية لمصنوعة من الأناناس لأن شركة “بوما” بادرت إلى إنتاج نماذج أولية من أحذية رياضية منه. يهتم بذلك أيضاً شركة إنتاج الأحذية المعروفة “كامبر”، وكذلك مصمم الحقائب العالمي الي كابيللينو ومصممة الموضة باتريسيا موور.
جلود من السمك وخيوط العنكبوت
في هذه الأثناء اختتم اليابانيون تجاربهم لإنتاج الجلود من زيت السمك والخمائر وخيوط العنكبوت. وتبدو شركات كبرى مثل “نايكي” و”ديور” و”برادا” مهتمة بهذا النوع من الجلود النباتية. وتخطط شركة ” سبايبر” اليابانية لدخول مرحلة الإنتاج الكبير من هذا النوع من الجلد خلال العام الجاري. وتشمل قائمة المنتجات الأحذية والحقائب والأحزمة وأغلفة السمارتفون والمقاعد والكنبات.
وإذا كانت خيوط العنكبوت عسيرة على الإنتاج الكبير وعالية من ناحية كلفة الإنتاج فمن الممكن اللجوء إلى بدائل أخرى. وتجري “سبايبر” تجاربها حالياً لإنتاج نوع جديد من الجلد النباتي من الشاي الأخضر والسكر وشيء من نوع خاص من البكتيريا والخمائر.
ومؤخراً نالت بعض الشركات الأمريكية الكبرى مثل “ميكووركس” و”إيكوأكتيف ديزاين” براءات اختراع لتطويرها تقنيات صنع الجلود النباتية من الفطر.
أساس هذه التقنيات هو البنية الجذرية للفطر، المشيجة أو الميسيليوم، التي تحتوي نفس البوليمر الموجود في قشرة السلطعون.
يستغرق تحويل الأبواغ الفطرية إلى جلد نباتي بضعة أسابيع، وهي مدة لا تقارن بالسنوات الطويلة التي تستغرقها مزارع الماشية لتربية قطعان الأبقار حتى النضج.
يتطلب إنتاج الجلد النباتي من الفطر استخدام بعض الأحماض المخففة والكحول والأصباغ لتعديل المادة، التي تُضغط وتُجفف وتُلوَّن.
العملية بسيطة للغاية ويستطيع الحرفيون إتمامها بأقل المعدات والموارد. ويمكن أيضًا النهوض بإنتاجها إلى مستوى تجاري. يبدو المنتج النهائي -ملمسًا وشكلًا- كجلد حيوان حقيقي، ويتمتع بمتانة مماثلة.
يبدو مستقبل الإنتاج واعدًا، وقد جمعت شركة “مايكووركس” قرابة 17 مليون دولار أمريكي إلى رأس مالها الاستثماري العام الماضي.