المجلةبنك المعلومات

الحداثة الخجولة لمحمد على الكبسي

 الحداثة الخجولة لمحمد على الكبسي

 

 

 

 

عنوان الكتاب: الحداثة الخجولة، تونس

منشورات المعهد العالي للعلوم الإنسانية تونس

مجمع الأطرش للكتاب المختصّ، أفريل، 2016.

عدد الصفحات: 184 صفحة.

“الحداثة الخجولة” عنوان مغر ومبهم في آن، لكونه يجمع بين الجرأة والخجل، بين الإقدام والتراجع، بين التجلّي والتخفّي. فغالبًا ما تعرّف الحداثة بكونها “حقبة تاريخية” أقدمت على الاعتراف بالذات المفكّرة والثورة على الوجود والموجود، على الطّبيعة الطّابعة والطبيعة المطبوعة، فأفرزت “ذاتًا مفكّرة” سيّدة نفسها وسيّدةً على الطبيعة. غير أنّ مؤلّف الكتاب أراد الكشف عن حداثة أخرى سبقت حدوث الكوجيتو الدّيكارتي نفسه، وسمّاها خجولة لكونها حدثت حدوثًا صامتًا غير متجلّ، فأسهمت في تصدّع الجدران التي أجهز عليها ديكارت فيما بعد.

لقد ضمّ هذا الكتاب على امتداد أربع وثمانين ومائة صفحة، خمسة فصول جاءت مرتّبةً كما يلي: في المتن الأرسطي، ابن سينا وبحث النديّة، ابن الهيثم ناقدًا لأرسطو، ابن رشد وبعض الشكوك على أرسطو، ابن خلدون والشكوك على أرسطو.

استهلّ المؤلّف كتابه بمقدّمة جمعت بين الإيجاز والبلاغة، وضّح فيها المقاصد الكبرى لمؤلّفه وحدّد ما يعنيه بفلسفة الحداثة معتبرًا إيّاها موقفًا أو رؤية لا يمكن حصرها على عصر دون آخر. يكتب المؤلّف: “ونكتفي في هذا المقام بالإشارة إلى أنّ الحداثة بماهي رؤية تبدو على صورة موقف يتحدّد بحالة المعرفة في عصره وبنوع القيم السائدة وبنوع الصّراع آنذاك ومدى تطوّره. كما يتحدّد باختيارات الذات المتفلسفة”.

سينظر المؤلّف في إمكانية قيام الحداثة من خلال الفلسفة العملية عامّة، والفلسفة السياسيّة خاصّة، وذلك بعودته للفترة الوسيطة. يعني ذلك أنّه يعمل على دراسة انبجاس فكرة الحداثة بالعودة إلى النصوص التي أسهمت في تصدّع البنيان الأرسطي لتتركه آهلاً للسقوط فيما بعد. فبعد تخصيص الفصل الأوّل لإثبات نسبة رسالة السياسة إلى أرسطو، يمرّ المؤلّف إلى التجاوز المنطقي (المنطقيات) لأرسطو على يد الشيخ الرئيس ابن سينا، ثمّ التجاوز العلمي على يد ابن الهيثم (البصريات)، ثمّ التجاوز الفلسفي على يد ابن رشد، وأخيرًا تجاوزه من جهة علم الاجتماع على يد ابن خلدون.

مؤمنون بلا حدود

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى