توصل العالم التونسي محمد العياري وهو من أهم علماء وكالة الفضاء الأمريكية “ناسا” إلى ابتكار منظار لتوحيد رؤية هلال شهر رمضان بين البلدان العربية أطلق عليه اسم “الشاهد”، وقال إنه الأول من نوعه، والمنظار الجديد عبارة عن عين إلكترونية متطورة تسهل رؤية الهلال وتؤكد دخول الأشهر الهجرية.
يتكون المنظار من آلة تصوير ومحرك وجهاز اتصال مزود ببرنامج تكنولوجي على صلة بأجهزة كمبيوتر، أما مهمة المنظار فتتمثل في متابعة حركة الهلال مع غروب الشمس لتحديد موقعه في السماء ثم إرسال إشارات ضوئية تتيح لمن يريد التثبت من الهلال أن ينظر إلى المنطقة المحددة دون سواها.
يقول العالم التونسي: “الجهاز الجديد الذي أطلقت عليه اسم “شاهد” عبارة عن منظومة متكاملة من المراصد تسهل متابعة تحركات الهلال عند غروب الشمس لتحديد موقعه ثم إرسال إشارات إلى مركز المراقبة لتأكيد ثبوت رؤية الهلال سواء بالنسبة لبدء شهر رمضان أو سائر الأشهر القمرية. وفضلا عن ذلك فإن هذا الاختراع يساعد أيضا في معرفة درجة حرارة الأرض ورصد زحف الصحراء وقياس حالات التلوث”.
استغرق العمل لإنتاج الاختراع الجديد من الدكتور العياري أكثر من ثلاث سنوات وتم عرضه خلال ندوة علمية انعقدت بمرسيليا بغرض التعريف به لدى أهل الخبرة والتثبت فيه والتصديق على قيمته العلمية.
وعن طريقة العمل أوضح د. العياري أن الجهاز سيخضع للتجربة طيلة سنتين حيث سيتم تركيز جهازين مصممين لرؤية الهلال بقدرة العين المجردة واحد بكندا والثاني بتونس لرصد مكان ظهور الهلال في الأفق ومن ثمة التقاط صور للهلال الجديد وإرسالها إلى مركز المراقبة لتأكيد رؤيته والإعلان عن ولادة هلال الشهر القمري الجديد بشكل رسمي.
وعبر العالم عن أمله في أن يسهم هذا الاختراع في رفع الالتباس حول رؤية الشهر القمري وتوحيد كلمة المسلمين على تاريخ بداية شهر رمضان وبقية المناسبات الدينية.
والدكتور العياري له سيرة علمية حافلة بالإنجازات، وعنها يقول: “عملت في أطروحة الدكتوراه على تشقق المواد العضوية والهندسية عبر متابعة أثر الثقل المسلط عليها، ومن هناك طلبت مني إحدى الجامعات الكندية دراسة خاصيات البيوت الجوفية والهياكل تحت الأرضية لدفن النفايات النووية حتى ذوبانها نهائيا، وهو ما قمت به بين 1988 و1991”. وقد فتح له هذا الاهتمام الباب للعمل على نطاق أوسع وبإمكانيات أكبر للبحث، حتى لقد سنحت له الفرصة لإصلاح المرآة العاكسة لهابل، ومن هناك بدأ التعاطي مع الهندسة الفضائية.
والدكتور محمد الأوسط العياري من مواليد ضاحية حمام الأنف في تونس، سافر إلى الولايات المتحدة الأمريكية بعد حصوله على دبلوم الهندسة المدنية في تونس والتحق بجامعة كولورادو حيث تحصل على درجة الدكتوراه في «الميكانيكا التطبيقية» وفي سنة 1995 انضم إلى وكالة الفضاء الأمريكية “ناسا”.
ويشغل حاليا عدة مهام منها رئيس قسم الميكانيكا في مجمع باليرو سبايس بتولودرن بكاليفورنيا وأستاذ معتمد بجامعة كولورادو وعضو في حوالي 10 مجمعات علمية عالمية في العلوم الفضائية والهندسة الميكانيكية المختصة.
وتمكن هذا العالم التونسي من خلال أبحاثه المتعددة من وضع ثلاث نظريات جديدة هي «نظرية تكاثر وتطور التشقق في الأوساط الطبيعية والمواد الهندسية» و”نظرية حساب الهيكلة تحت الضغوط السريعة والتصادم” و”نظرية الطرق العلمية للمحاسبة لتأثيرات الضغوط الخارجية على الهياكل الطبيعية والهندسية”.