المجلةبنك المعلومات

الشخصية الاعتمادية قيود نفسية تُعيق الاستقلالية

الشخصية الاعتمادية تُعد أحد اضطرابات الشخصية التي تتميز باعتمادية مفرطة على الآخرين في تلبية الاحتياجات النفسية والجسدية. يُعاني أصحاب هذه الشخصية من نقص الثقة بالنفس وعدم القدرة على اتخاذ القرارات، مما يُعيق قدرتهم على العيش بشكل مستقل.

خصائص الشخصية الاعتمادية:

1. الشعور بالخوف من الهجر:

يُسيطر على أصحاب الشخصية الاعتمادية شعور قوي بالخوف من الهجر والوحدة، مما يدفعهم إلى التشبث بالعلاقات حتى لو كانت غير صحية.

2. نقص الثقة بالنفس:

يشعر أصحاب الشخصية الاعتمادية بانعدام الثقة في قدراتهم على الاهتمام بأنفسهم واتخاذ القرارات، مما يجعلهم يعتمدون بشكل كبير على الآخرين.

3. صعوبة في اتخاذ القرارات:

يُعاني أصحاب هذه الشخصية من صعوبة في اتخاذ القرارات، حتى في الأمور البسيطة، مما يجعلهم يعتمدون على الآخرين في توجيههم.

4. الحاجة إلى موافقة الآخرين:

يسعى أصحاب الشخصية الاعتمادية بشكل دائم إلى الحصول على موافقة الآخرين على سلوكهم وقراراتهم.

5. الاستسلام للآخرين:

يميل أصحاب هذه الشخصية إلى الاستسلام لآراء الآخرين ورغباتهم، حتى لو كانت على حساب احتياجاتهم ورغباتهم.

6. التضحية بالنفس:

يُقدم أصحاب الشخصية الاعتمادية احتياجات الآخرين على احتياجاتهم، مما قد يُسبب لهم الشعور بالاستياء والاستغلال.

7. الشعور بالخوف من الفشل:

يُعاني أصحاب هذه الشخصية من خوف مُبالغ فيه من الفشل، مما قد يمنعهم من تجربة أشياء جديدة أو اتخاذ مخاطر.

8. الشعور بالذنب:

يُعاني أصحاب الشخصية الاعتمادية من الشعور بالذنب بشكل مُتكرر، حتى عندما لا يكونون مسؤولين عن أفعال الآخرين.

9. الشعور بالعار:

يُعاني أصحاب هذه الشخصية من الشعور بالعار من أنفسهم ومن قدراتهم، مما قد يُعيق قدرتهم على التعبير عن احتياجاتهم ورغباتهم.

10. الشعور بالعجز:

يُعاني أصحاب الشخصية الاعتمادية من الشعور بالعجز وعدم القدرة على التحكم في حياتهم، مما قد يُسبب لهم الشعور باليأس والإحباط.

خصائص الشخصية الاعتمادية
خصائص الشخصية الاعتمادية

أسباب الشخصية الاعتمادية:

  • العوامل الوراثية: قد تلعب العوامل الوراثية دورًا.
  • العوامل البيئية: قد تُسبب بعض العوامل البيئية، مثل تربية الطفل في بيئة تعتمد على التحكم المفرط أو تربية الطفل في بيئة تفتقر إلى الدعم العاطفي.
  • التجارب السلبية: قد تُسبب بعض التجارب السلبية، مثل التعرض للإيذاء أو الإهمال.

انتشار الشخصية الاعتمادية

يصيب اضطراب الشخصية الاعتمادية حوالي 0.6 ٪ من عموم السكان، ويتم تشخيص هذا الاضطراب بصورة أكبر في الإناث عن الذكور، إلا أنه ومع ذلك، فإن الأبحاث تشير إلى أن سبب ذلك يرجع إلى حد كبير إلى الاختلافات السلوكية في المقابلات والإبلاغ الذاتي أو ووصف الذات، وليس بسبب اختلاف معدل الانتشار بين الجنسين.

تشير دراسة عن توأم في عام 2004 زيادة تأثير العامل الوراثي في تطور اضطراب الشخصية الاعتمادية، ولذلك فإن هناك أدلة قوية بأن هذا الاضطراب ينشر في العائلات والأسر، ويكون الأطفال والمراهقين الذين لديهم تاريخ من اضطرابات القلق أو الأمراض الجسدية أكثر عرضة لاكتساب هذا الاضطراب.

الجمعية الأمريكية للطب النفسي

يحتوي الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية (DSM -IV -TR) على تشخيص لاضطراب الشخصية الاعتمادية، ويشير للاضطراب بأنه حاجة متفشية ومفرطة إلى أن يعتني به الأخرون، الأمر الذي يؤدي إلى سلوكيات خاضعة ومنقادة، وتوتر أو قلق الانفصال، وتبدأ هذه الحاجة في الظهور من وقت مبكر في مرحلة البلوغ، ويمكن أن تكون موجودة في مجموعة متنوعة من السياقات.

منظمة الصحة العالمية

أدرجت منظمة الصحة العالمية اضطراب الشخصية الاعتمادية في المراجعة العاشرة للتصنيف الدولي للأمراض رقمF60.7 اضطراب الشخصية الاعتمادية:

ويتميز بما لا يقل عن 3 من التالي:

  1. السماح للآخرين أو حتي تشجيعهم ليتخذوا له أهم القرارات في حياته؛
  2. تبعية احتياجات الشخص المصاب لاحتياجات الآخرين الذين يعتمد عليهم، وامتثال لا مبرر له تجاه رغباتهم.
  3. عدم الرغبة في خلق أو صياغة مطالب ولو حتى معقولة تجاه الأشخاص الذين يعتمد عليهم.
  4. الشعور بانعدام الراحة أو العجز عندما يكون وحيدا، بسبب المخاوف المبالغ فيها من عدم قدرته على رعاية نفسه.
  5. الانشغال الدائم بمخاوف من أن يتم التخلي عنه من قبل شخص قريب منه، ومن أن يتم تركه لرعاية نفسه.
  6. محدودية القدرة على اتخاذ القرارات اليومية دون كمية زائدة من النصائح والطمأنينة من الآخرين.

ويمكن أن تشمل كذلك بعض الميزات المصاحبة للاضطراب كإدراك الذات كما لو كانت عاجزة، أو غير كفء، وتفتقر إلى القدرة على التحمل.

انتشار الشخصية الاعتمادية
انتشار الشخصية الاعتمادية

أعراض الشخصية الاعتمادية

الحاجة إلى الرعاية

 

لا يعتقد الأشخاصُ المصابون باضطراب الشخصية الاتّكالي أنَّهم يستطيعون الاعتناءَ بأنفسهم.وهم يلجأون للخضوع لمحاولة دفع الآخرين إلى الاعتناء بهم.

 

يحتاج المَرضَى الذين يعانون من هذا الاضطراب إلى الطمأنة والنصيحة عندَ اتخاذ القرارات العادية عادة.وغالبًا ما يسمحون للآخرين، وغالبًا لشخص واحد، بتحمّل المسؤولية عن العديد من جوانب حياتهم؛فعلى سَبيل المثال، قد يعتمدون على الزوج أو الزوجة لإخبارهم بما ينبغي عليهم ارتداؤه، ونوع الوظيفة التي ينبغي عليهم البحث عنها، ومع من ينبغي الارتباط.

 

يميل أشخاص اضطراب الشَخصِيَّة الاتّكالي إلى قَصْر التفاعل الاجتماعي على عدد قليل من الأشخاص الذين يعتمدون عليهم.وعندما تنتهي علاقة وثيقة، يحاول الذين يعانون من هذا الاضطراب إيجادَ بديل على الفور.ونظرًا لرغبتهم الملحة بالاعتناء بهم من قبل الآخرين، فقد لا يكون لديهم تمييز في اختيار البديل.

 

يُعاني المصابون باضطراب الشخصية الاتّكالي من خوفٍ شديدٍ من هجر الأشخاص الذين يعتمدون عليهم، حتى وإن لم يكن هناك سببٌ لذلك.

الاستسلام أو الخضوع المفرط

 

نظرًا إلى أنَّ الذين يعانون من اضطراب الشخصية الاتّكالي يخشون فقدان الدعم أو الموافقة، فإنَّهم يجدون صعوبةً في التعبير عن خلافهم مع الآخرين.وقد يوافقون على شيءٍ يعرفونه خطأً بدلًا من المخاطرة بفقدان مساعدة الآخرين.وحتى عندما يكون الغضبُ مناسبًا، فإنَّهم لا يغضبون الأصدقاء وزملاء العمل خوفًا من فقدان دعمهم.

 

يبذل المصابون باضطراب الشخصية الاتّكالي جهودًا كبيرة للحصول على الرعاية والدعم؛فعلى سبيل المثال، قد يقومون بمهام غير سارّة، ويخضعون لمطالب غير معقولة، وحتى إنّهم يتحملون الاعتداء الجسدي أو الجنسي أو العاطفي؛فبقاؤهم بمفردهم يجعلهم يشعرون بانزعاج شديد أو بالخوف لأنهم يخشون من عدم قدرتهم على الاعتناء بأنفسهم.

فقدان الثقة

 

يرى المصابون باضطراب الشخصية الاتّكالي أنفسَهم أدنى، ويميلون إلى التقليل من قدراتهم.ويفسرون أي نقد أو رفض على أنه دليل على عدم كفاءتهم، ممّا يزيد من تقويض ثقتهم بأنفسهم.

فقدان الاستقلالية

 

نظرًا إلى أنَّ الذين يعانون من اضطراب الشخصية الاتّكالي يكونون على يقين من أنهم لا يستطيعون القيامَ بأي شيء من تلقاء أنفسهم، فإنَّهم يجدون صعوبة في البدء بمهمة جديدة والعمل بشكلٍ مستقلّ.ويتجنّبون المهام التي تتطلّب تحمُّلَ المسؤولية؛فهم يقدّمون أنفسهم على أنهم غير أكفياء، ويحتاجون إلى مساعدة مستمرة وطمأنينة.عندما يطمئن الذين يُعانون من هذا الاضطراب بأنَّ الشخصَ المختصّ يُشرف عليهم ويوافق عليهم، يميلون إلى العمل بشكلٍ كافٍ.ولكنَّهم لا يرغبون في الظهور بمظهر كفء جدًّا خشية التخلّي عنهم.ونتيجة لذلك، فقد يتضرر مسارهم المهني.وهم يُديمون تبعيتهم، لأنهم يميلون إلى عدم تعلّم مهارات العيش المستقل.

تأثيرات الشخصية الاعتمادية

  • العلاقات: تُؤثر بشكل سلبي على العلاقات، حيث يُعاني أصحاب هذه الشخصية من صعوبة في تكوين علاقات صحية ودائمة.
  • العمل: قد تُعيق الشخص على النجاح في العمل، خاصة في الوظائف التي تتطلب اتخاذ القرارات بشكل مستقل.
  • الصحة النفسية: يُعاني من مشاعر القلق والاكتئاب.
تأثيرات الشخصية الاعتمادية
تأثيرات الشخصية الاعتمادية

علاج الشخصية الاعتمادية

  • العلاج النفسي: يُعد العلاج النفسي، مثل العلاج السلوكي المعرفي، من أفضل الطرق العلاج.
  • العلاج الجماعي: قد يُساعد العلاج الجماعي على اكتساب مهارات جديدة وتعلم كيفية التواصل بشكل فعّال مع الآخرين.
  • مجموعات الدعم: قد تُساعد مجموعات الدعم على مشاركة تجاربهم مع أشخاص آخرين يعانون من نفس الاضطراب.

كيفية التعامل مع الشخصية الاعتمادية

1. التحلي بالصبر والتفهم:

من أهم الأمور عند التعامل هو التحلي بالصبر والتفهم، حيث أن هذه الشخصية قد تحتاج إلى وقت لتغيير سلوكها.

2. تقديم الدعم:

من المهم تقديم الدعم للشخص الاعتمادي ومساعدته على بناء ثقته بنفسه.

3. تشجيع الشخص على اتخاذ قراراته:

من المهم تشجيع الشخص الاعتمادي على اتخاذ قراراته الخاصة، حتى لو كانت صغيرة.

4. تحديد حدود صحية:

من المهم تحديد حدود صحية في العلاقة مع الشخص الاعتمادي، لكي لا يُصبح الشخص الاعتمادي عبئًا على من يتعامل معه.

5. تجنب إصدار الأحكام:

من المهم تجنب إصدار الأحكام على الشخص الاعتمادي أو انتقاده، بل يجب التركيز على مساعدته.

6. مساعدة الشخص على تحديد أهدافه:

من المهم مساعدة الشخص الاعتمادي على تحديد أهدافه ووضع خطة لتحقيقها.

7. مساعدة الشخص على اكتساب مهارات جديدة:

من المهم مساعدة الشخص الاعتمادي على اكتساب مهارات جديدة، مثل مهارات التواصل ومهارات حل المشكلات.

8. تشجيع الشخص على الانخراط في الأنشطة الاجتماعية:

من المهم تشجيع الشخص الاعتمادي على الانخراط في الأنشطة الاجتماعية، لكي يُصبح أكثر استقلالية.

9. الصبر على التغيير:

من المهم أن يكون لدى من يتعامل مع الشخصية الاعتمادية صبر على التغيير، حيث أن تغيير السلوك قد يستغرق وقتًا طويلاً.

10. طلب المساعدة من مختصّ في الصحة النفسية:

في بعض الحالات، قد يكون من المفيد طلب المساعدة من مختصّ في الصحة النفسية، لكي يُساعد الشخص الاعتمادي على تغيير سلوكه.

الخاتمة:

تُعد الشخصية الاعتمادية اضطرابًا نفسيًا يُؤثر بشكل سلبي على حياة الشخص. يُعاني أصحاب هذه الشخصية من نقص الثقة بالنفس، وصعوبة في اتخاذ القرارات، واعتمادية مفرطة على الآخرين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى