دعا الرئيس الليبي معمر القذافي الثلاثاء العرب إلى تسخير الأموال “للجامعات والبحوث العلمية” بدل صرفها على الاذاعات والصحف “التافهة” وعلى تسليح الجيوش المقدر عددها بمليونين.
وتساءل القذافي، الذي كان يتحدث أمام اجتماعات الدورة 43 للمؤتمر العام لاتحاد الجامعات العربية التي بدأت في مدينة سرت، ما الفائدة من هذه الجيوش والطائرات والأسلحة التي تسخر لها هذه المبالغ الضخمة من الأموال والتي لا يمكنها أن تفعل شيئاً.
ولفت في هذا الصدد إلى أن الأموال العربية الكثيرة قد “تهدر أحيانا وتنتهي في أن نخسرها في أزمة مثل الأزمة المالية ” التي اجتاحت العالم والتي “فُقد فيها من الأموال العربية قرابة 2 تريليون ونصف الترليون” بجانب الخسائر التي تحقق الآن بسبب بركان ايسلندا.
وقال القذافي إن “هناك قنوات ووسائل اعلام تافهة وسطحية تستخف بعقول العرب ولا تهتم بالبحث العلمي الا القليل كما انها ليست مسخرة للمعركة الحقيقية.”
ووعد الزعيم الليبي المشاركين في أعمال هذا المؤتمر الذي حضر جلسته الافتتاحية الأمين العام للجامعة العربية عمر موسى بالدفع عن قضاياهم أمام الحكام العرب والدول العربية خلال فترة ترؤسه للقمة العربية.
وشدد في هذا الصدد على ضرورة “منح الحرية للجامعات العربية ورفع المركزية” عنها من أجل الغوص في البحث العلمي، مؤكدا على أن هذا العصر هو “عصر العلم وليس عصر الدروشة والسحر” وأن الذي “يتقدم علميا هو الذي ينتصر في المعركة” داعيا في نفس الوقت الى التوسع في مباني الجامعات بدلا من بناء ناطحات السحاب والقصور الرئاسية.
ولفت إلى أنه رغم أن العرب لديهم “القوة البشرية والإمكانيات المادية” وهناك دول عربية بترولية وغازية لديها الأموال، غير أنه يتضح بأنها غير قادرة على “استثمارها والتصرف فيها نتيجة كثرتها”.
ودعا إلى ضرورة النضال من أجل أنجاح البحث العلمي، مشددا على أن البحث العلمي “مقرون بالحرية”، وقال “إذا لم يتمتع المجتمع العربي بحرية والجامعات تمتعت بحرية كاملة لن ينجح البحث العلمي”.
وقال “رغم وجود التحديات التي تستفزنا وتحثنا على أن نُبدع ونجتهد لكي نواجه هذه التحديات ولكي ننتصر في معركة الحياة، لكن علمياً متأخرون للأسف”.
وذكر القذافي باحصائية اليونسكو التي تقدر نسبة الباحثين العرب من 11 الى 10 بالنسبة الى الدول الأخرى. ولفت الى ان لكل مليون نسمة في العالم من 2 الى 3 الاف باحث بينما لا يتجاوز عددهم 300 باحث مقابل مليون نسمة عند العرب. وهي نسبة حسب رأيه متخلفة تعكس التصنيف المتأخر للجامعات العربية.
وحذر الزعيم الليبي بالخصوص من سرقة العقول العربية التي قال عنها إنها أصبحت ظاهرة معروفة، لافتا إلى أنه إذا لم تخصص الأموال الكافية للبحث العلمي فإن الذي “ينبغ ويتعلم سيذهب للخارج”.