يحتاج العالم دائما إلى تمكين الأفراد والأسر والمجتمعات المحلية الفقيرة من زراعة غذائهم في المساحات الصغيرة، وبوسائل بسيطة ورخيصة ومستدامة لا يدخل فيهلا البلاستيك.
وفي خلال أسبوع واحد من شهر يونيو عام 2018، نشر موقع “ذا بتر إنديا The Better India” – المعني بنشر الأخبار الإيجابية – تقريرين عن طريقتين للزراعة تتحقق فيهما تلك السمات.
Table of Contents
استخدام جذوع وسويقات الموز في زراعة الخضروات بالمنزل
ففي 21 يونيو نشر تقرير عن تقنية بسيطة لاستخدام جذوع وسويقات الموز في زراعة الخضروات بالمنزل. فكما يقول التقرير: يعد نبات الموز أحد المحاصيل الأكثر شيوعًا والأكثر ربحية في جميع أنحاء العالم، وهو جزء حيوي في تاريخ الطعام الهندي. ففي حين أن الفواكه الموسمية قد تأتي وتذهب، إلا أن الثمرة الوحيدة التي تجدها لدى كل أسرة هندية بغض النظر عن التركيبة السكانية، هي الموز.
الأهمية الغذائية للموز
ويدرك الجميع جيدًا المحتوى الغذائي للموز الغني بالفيتامينات والمعادن الأساسية، والتي تسهم مجتمعة في الصحة الجيدة والأداء السليم لأجسامنا. ولا تتوقف الفوائد عند الثمرة فقط. بل إننا نجد أن التقليد الصديق للبيئة المتمثل في تناول الطعام في أطباق من أوراق الموز قديم قدم الحضارة الهندية، وهو مشهد شائع في ولاية كيرالا خلال المناسبات الاحتفالية. لكن أحد الأجزاء التي يغفلون عنها كثيرا من النبات هو جذعها الذي غالبًا ما يضيع بعد انتهاء الموسم الأعلى للإنتاج. بينما في أجزاء كثيرة من الهند، فإن الجزء الأساسي من الجذع هو جزء من المأكولات المحلية، فقد وجد استخدام جذع الموز مجالًا محدودًا في الهند، وهو أمر غريب لأن البلاد تقود العالم في إنتاج الموز.
الجذع الكابذ للموز
وللعلم فإن الموز باعتباره نبات وليس شجرة، فإنه ليس به جذع حقيقي، ولكن هناك ما يسمى بالجذع الكاذب pseudo-stem or trunk، بينما هناك ما يمكن تسميته بالساق أو السويقة التي تحمل مجموعة الثمار المنضودة والتي تسمى في مصر بـ”السباطة”. وكلا الجزئين صالحين لتنفيذ هذه التقنية وإن كان الجذع الكاذب أفضل، والطريقة في الاثنين واحدة.
جذع الموز والزراعات القصيرة
ففي إندونيسيا، يُستخدم نفاية جذع الموز (سويقة السباطة) كغراس لزراعة النباتات القصيرة الجذر ومن خلال تقنية بسيطة ومبتكرة يمكن أن يكون لها تأثير إيجابي على السيناريو الزراعي للبلاد المنتجة للموز، والحد من أطنان من الفاقد من نبات الموز الذي يحدث بشكل منتظم. وذلك عن طريق بصنع مناسبة العمق والعرض (وفقا لخصائص المحاصيل أو نباتات الحديقة) في الساق بسكين، ثم ملء هذه الحفرة بالتربة وزرع البذور أو الشتلات في الحفر. ومن أجل التهوية المناسبة للمحصول، والنمو المتوازن، وتجنب التكدس، يحتاج المرء للتأكد من أن التباعد بين الشتلات يتراوح على الأقل بين 30-40 سم.
التربة الطينية الجيدة
أيضا، فمن المستحسن استخدام التربة الطينية الجيدة وملء الثقوب قبل الغرس، لتسهيل النمو الجيد للنباتات. وبسبب قدرات الاحتفاظ الجذرية الرائعة بالماء، لا يحتاج المرء إلى ري النباتات يدويا حيث تمتص الماء من الجذع والمغذيات من التربة المملوءة في الحفر. هذه الخاصية تجعل الفكرة أكثر قابلية للتطبيق لدى المزارعين في المناطق التي تعاني من نقص حاد في المياه؛ وسوف ينقذهم من عناء صرف كميات كبيرة من الأموال لمختلف طرق الري.
مشكلة أكياس البلاستيك
أما التقرير الثاني فقد نشر في 28 يونيو، وأشار إلى مشكلة استخدام المشاتل لأكياس بلاستيكية لاستنبات الشتلات، ومع السعي لتوسيع نطاق التحريج وزرع الأشجار، تستمر المشكلة والمتمثلة في أن الأكياس البلاستيكية التي تزرع فيها الشتلات الصغيرة، تتطلب إما دفن الأكياس البلاستيكية مع الشتلات أثناء إعادة زراعتها، أو رميها بعيدًا. وفي كلتا الحالتين، تساهم الحقائب في إلحاق الضرر بالبيئة حيث أنها ليست قابلة للتحلل البيولوجي وليست عنصرًا صحيًا للتربة.
الحل السحري لزراعة الشتلات
لذا، توصلت إدارة جوجارات للغابات إلى حل بسيط لزراعة الشتلات بشكل مؤقت قبل أن تستقر في التربة إلى الأبد. فأثناء جمع القمامة من البلدات، لاحظ القسم أنها تتكون في الأساس من قشور جوز الهند والتي يفترض أن يرميها الناس بعد استهلاك ماء جوز الهند في أكشاك على جانب الطريق. ومن ثم اقترح أحد العاملين فكرة وضع شتلات في قشور جوز الهند بحيث يمكن زراعتها في التربة كما هي.
ميزة استخدام النفايات القابلة للتحلل الحيوي
وبالفعل تم تنفيذ الفكرة من خلال قطع قاع قشرة الجوز حتى إذا زرعت الشجيرات في الأرض (مع القشور) كان هناك مساحة كافية لنمو الجذور، وبما أن قشور جوز الهند قابلة للتحلل البيولوجي، فإن النباتات لن تتأثر أيضًا. بل إن تلك القشور ستعمل كمواد مغذية للنبات المستزرع. وقد قام قسم الغابات في المرحلة الأولى من المشروع بزرع حوالي 1500 شتلة في قشور جوز الهند.
إن ميزة استخدام النفايات القابلة للتحلل الحيوي كأوعية للنباتات واضحة، فهي تعمل في كلا الاتجاهين، اتجاه المساعدة في التخلص من النفايات واتجاه إضافة القيمة الغذائية للتربة.
د/ مجدي سعيد