المجلةبنك المعلومات

طاقة النهر فى مصر – 1

تقدم الأستاذ // محمد محمد عبد الحفيظ قمر الدولة بدراسه مهمة لإستغلال نهر النيل بطريقه جديده ومبتكره لتوليد كميات هائله من الطاقه كما يتضمن البحث الكثير من جوانب الإنتفاع الإخرى .. البحث سيقدم فى موقع موهوبون على حلقات .. لكل مصرى ولكل عربى ولكل من يهمه الامر.

ــــــــــــــــــــــــــــ

رؤية حاضرة ومستقبلية وحوار مفتوح عن نهر النيل وكيفية تضخيم عوائده فى جميع نواحى الحياة .

نداء ورجاء عام :

هذا البحث هو نواة حوار مجتمعى يخص جميع الوزارات كالزراعة واستصلاح الاراضى والرى والثروة السمكية والكهرباء والخارجية والتعاون الدولى والسياحة وحتى الداخلية والقوات المسلحة والصناعة والبيئة والمواصلات والبحث العلمى والصناعة كل له دور رئيسى واساسى وان كان هناك دور رئيسى واساسى اكبر لعامة الناس فردا فردا لان هذا هو ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا ولهذا قد وضعنا هذا النشاط كملف مفتوح للحوار نأمل أن يضطلع كل فرد بواجبة فى الرأي حيث انه مصيرنا جميعا وليس حكرا على احد كما نرجو كل من لديه فكرة أو رأي فمن اجل نفسك واهلك ووطنك شارك بها وان شاء الله ستذكر وتسجل باسمك للتاريخ ولك الشكر والامتنان من الشعب والأجر عند الله تعالى أن أصابت أو لم تصب صغيرة أو كبيرة وبدون خجل فقد تكون درءا للأخطار التى تمسنا جميعا

مقدمة :

فالطاقة معنى جامع وهو نتاج لحركة الحياة وتفاعلاتها . وان كانت الطاقة الشمسية أم الطاقات جميعا إلا أن الدورة الحياتية هى نتاج للطاقة ومنتجة لها فالماء كمادة هو طاقة فى حركته ودورته وسكونه وسقايته وزراعته حتى فى الصناعة ” وجعلنا من الماء كل شيء حي ” ولابد لنا أن نتفق على أن كل أشكال الحياة هى طاقة , فالزراعة طاقة فى نموها وكونها واستخدامها , الري وتصريف المياه وجريانها هى طاقة . الأسماك التى يحتويها والحيوانات التى ترتوى بالماء هى طاقة . الاستخدامات الصناعية والغذائية للماء هى طاقة . الكهرباء الناتجة عن جريان المياه هى طاقة . الماء فى سكونه طاقة . الملاحة والسياحة هى طاقة. وجزىء الماء فى حركة دائمة وهو مكون من ذرتى هيدروجين مرتبطة أيونيا بذرة أوكسجين بزاوية 110 درجة مما يسبب فرقا دائما فى الطاقة وهو من أقوى المذيبات ذو أس أو رقم هيدروكسيلى 7 وهو ذو طاقتين داخلية وخارجية وهما شبه متداخلتان مما يعود بالنشاط الدائم . كما انه قابل ليأخذ اى صورة من أشكال المادة سائل وصلب وغازى بل له خاصية البخر فى الحالة الصلبة كالثلوج وكذلك السائلة ولقد استغل المصريون النهر والبحر بعبقرية منذ فجر البشرية فى زراعته وصيده ونقله واخترع وسائل النقل فيه ببساطة وإحكام وصمم بعبقرية أداته وعدته للملاحة وجمع قوة الرياح مع جريان الماء لينطلق خارج مكانه وزمانه ليجوب البحرين الأحمر والمتوسط لييسر تجارته ويؤمن دفاعاته فوصل الى بلاد بنت ( الصومال والسودان) ووصل جنوب ووسط أوروبا وقبرص وكريت وصمم مراكب الشمس لتتجه صوب شمس كل صباح بعد عبوره البحر الأحمر ويقطع المحيطين الهندى والهادى جملة واحدة ليستمر فى رحلة بحرية تستمر عامان ليجلب مادة التحنيط من أشجار بيرو بأمريكا الوسطى بل أقام منارة برسم طائر العنقاء على شاطئها المنحدر والتى هى حجارة مرصوصة بطول ما يقرب من 100 كيلومتر وترك أثره وموتاه أثناء الرحلة فى جزر المحيطين المبعثرة دليلا لمن يكذب وليكون مكتشف أمريكا بلا منازع وبدليل ارتباط الحضارات من خلال أهرام المكسيك (( من بحث مرئى مصور لباحث تركى لحساب جامعة أمريكية أذيع على إحدى القنوات الفضائية العلمية )) سبقنا الحضارة باستغلال طاقة جريان النهر واستحداث الآلات الميكانيكية للرى ومسحنا الأرض ووضعنا التقويم الدقيق للزراعة وأقمنا المشاريع العملاقة بتخطيط هلدسى وشققتا الترع والفروع الفرع البوكولى والبليينى من الأفرع السبع القديمة كما ذكر هيرودوت بل وربطنا البحرين للملاحة عن طريق النيل بمشروع عملاق قناة سيزوستوريس وسبقنا ديليسبس بذكاء وبآلاف الأعوام وطوعنا النهر لرغبتنا .

وسار على النهج محمد على بأهدافه النهضوية شق الترع وشيد القناطر والأهوسة يستصرخ النهوض والانطلاق وثار الغرب وغار ووقفت العزائم ولو سرنا على نمط الأجداد لسبقت حضارتنا الكوكب . ووقعنا فريسة التراخى والإهمال وجاء الاحتلال وانكمشت الأحوال . وجاءت الثورة لتنعش الآمال بالنية الخالصة وبحثت فيما ينفع الناس يؤمن حياتهم ويعلى شانهم واسترقت السمع لصوت بعيد فلاح مصرى من اصل يونانى أو لتقل مقاول زراعى بسيط (ادريان دانينوس) الذى اوحى بفكرة السد من خلال تجواله ببلاد النوبة وارتباطه بأعماله وطالب بها وبح صوته وقيل عنها أنها خيالية وهروبا قالوا بدائية ولا تستند على أسس علمية سواء من الناحية الطبوغرافية أو الهيدرولوجية وحتى لم يجل بخاطرنا توليد الكهرباء وحققت الثورة الحلم وقامت الدراسات وعملت العقول والسواعد واشتعلت المؤامرات لابتلاع الثورة وانتهت بتأميم القناة والحروب وتحقق السد وسقانا , وأطعمنا وأنقذنا من مجاعات وكوارث وأنار الطريق .

(قصة الفلاح من كتاب السد العالى لموسى عرفه أول وزير السد العالى)

هذا من وحى فلاح هاو وان سبقه فى ذلك الحسن بن الهيثم وكان قد بدا بالفعل فى التجهيز للمشروع إلا أن حدث فى حينها ما يغير الاتجاه . من سلة المهملات كان المشروع ولولا ما فى السلة ما كان السد. وفى زمن نترنح فيه من الأوجاع وبعيدا عن الأحلام الوردية دعونا رحمكم الله نبحث بين الركام عن كسرة خبز منسية فقد خرج السد من سلة المهملات ومن فكرة هاو ليس باكاديمى وسار على فكرته لجنة من قمم الخبرات من مصر وأمريكا وروسيا وألمانيا وايطاليا وفرنسا واليابان جميعهم بحثوا خلفه كل فى مجاله ليكون الواقع وتكون الحياة .

وما يجب الاتعاظ منه وبه فى تلك القصة هو دراسة الأفكار المخلصة وبحث ما خلفها ولو كانت خيالية أو بغير دراسة أكاديمية فالمشكلات ملك الجميع وليست مخصصة والمبتكر ليس له هوية وليس عيبا أن نبحث بين الركام فلا تكتشف الكنوز إلا بها وما تراه اليوم خيالا يكون غدا تاريخا . ومن هنا أخذنا المبادرة معتمدين على الله وبحثنا مشكلة الطاقة بمنظورها الشامل وبمبدأ إعادة التقييم والترتيب ومنها الزراعة والري واستصلاح الاراضى والثروة السمكية واستغلال الطرق والجسور والكهرباء وكيفية الاستغلال الامثل لها . وقد هالنا ما تكشف من كنوز وحلول لجل مشكلاتنا والتى تقض همومنا وتبعث الرخاء الذى ما عرفناه سوى كلمة تتردد حجة للفاشلين ووعدا . وقد تتبعنا بالدراسة النهر بطول مصر بما يمكننا من الاستفادة على المستوى القريب والبعيد فى شكل خطة قومية ونعيد اكتشاف النيل عسى إن تكون هذه القصاصات منقذا ومنفذا اللهم بلغت اللهم فاشهد .

أهداف البحث: 1

– إضافة كمية هائلة من الطاقة الكهربية بتضاعفها .

2- مضاعفة المساحة الزراعية .

3- تحسين إنتاجية الفدان .

4- معالجة مشكلات الري والسدة الشتوية وتوفير المياه الضائعة وتعديل طوبوغرافى للمجرى ومنسوب المياه .

5- ترشيح المجرى وتجميله والاستفادة منه ملاحيا وسياحيا وتنمية الثروة السمكية .

6- تعديل فى أساليب التعامل مع النهر والاستفادة بالطرق والجسور على ضفافه والترع والمصارف بالإثمار والإزهار لتدر دخلا كالماضي .

7- حساب مقارن حول ما يصلنا من موارد وما هو منتج أو مستغل منها والقيمة المطلقة الممكنة للناتج فى جميع النواحى وكيفية تقليل الفارق بين ما هو مستغل وما يجب أن يكون.

8- محاولة الاستفادة وتوجيه النظر لما يحمله النهر من نباتات طافية أو غاطسة وكل ما يحمله النهر أو حمله النهر إلينا خلال التاريخ كالطمى والمعادن المترسبة والاستفادة من هذه العوالق صناعيا أو تعدينيا أو دوائيا حسب المكونات.

وللبدء فى هذه الأهداف يجب دراسة النهر منذ بدء تكوينه وطوبوغرافيته و كينونته ومكوناته .

وكان هناك تساؤل كبير هو الذى دفعنا لإعادة التفكير فى تعاملنا مع النهر العظيم وهو ما هى العوائد التى يمكن أن ننالها من 5,55 مليار متر مكعب مياه سنويا على الأقل( حيث أنها من المفترض أن تكون ما يقرب من 63 مليار متر مكعب حسب الاتفاقات القديمة) وما يجب أن تزرعه هذه الكمية من مساحة ؟ , وهذه المياه تسقط من ارتفاع متوسط أكثر من250 متر عن مستوى سطح البحرالمتوسط وما يعادله من قدرة أو طاقة كهربية ؟ وتقطع مسافة 1536كيلومتر للوصول للبحر وما يعنيه كوسيلة نقل شبه مجانية؟ تمر بطول مصر مارة بنصف آثار العالم وما يعنيه هذا من سياحة ؟ تحمل معها الطمى كسماد لا يقارن وبما فيه من معادن كالذهب وثروة سمكية من المفترض أن تكون عظيمة أين هى ؟ ونباتات طافية شرهة للمياه بدون الاستفادة منها كثروة ؟ ونباتات غاطسة تسبب الطمر للمجرى والإعاقة للملاحة وهى التى تحمل العديد من المركبات الدوائية والصناعية , ومجرى بطول مصر وطاقته الملاحية ؟ , وجسور على ضفتيه يجب أن تكون مثمرة مزهرة ؟ يجرى من ملايين السنين ليرسب جزءا مما يحمل فى الوادى ويلقى بالأخر مع نصيب وافر من مياهه فى البحر ونحن فى حاجة ماسة إليه ؟

ولابد لنا من تقديم نبذة مبسطة عن تاريخ النهر ونشأته وطوبوغرافيته وجغرافيته

(1)نشأة النهر وطوبوغرافيته فى مصر:

النيل فى مصر وليد عصر الميوسين بالزمن الثالث بعد انحسار البحر الميوسينى (المتوسط حاليا) والذى كان يغطى أكثر من 91% من مساحة مصر بدا ظهور النيل فى مصر ونشا محليا فى العصر المطير ليحفر ويعمق ويوسع مجراه فى صخور صلبة وتكوينات بحرية وكان لا يتصل بالجنوب (السودان والحبشة) بل يختلف عن مجراه الآن بعض من مصادره جبال البحر الأحمر وبعض من وديانه وعند تثبيت مجراه فى الجنوب واتصاله بالرافد القادم من السودان ووسط أفريقيا تقيد بالوادى الضيق التى تحدده صخور صلبة ليصل الى البحر عند راس الدلتا ويدفع البحر شيئا فشيئا ويؤسس دلتاه ثم يعود البحر ليطغى ليغطى ثلثى مصر زمنا ثم يعود لانحساره مرة ثانية وفى المرة الثالثة غطى البحر الثلث ليكون عند الفيوم ويعيد الكرة فى الانحسار ونحن الآن فى مرحلة الطغيان الرابعة للبحر منذ حوالى 4000 عام إلا أنها أصبحت بسرعة عالية ومخيفة منذ مئة عام تدفعه عوامل طبيعية وعوامل تسببت فيها البشرية كتغير المناخ وانكفاء النهر عند السد العالى والذي كان النيل حائط صد بترسيباته الغنية.

وعليكم التذكر بان إسكندرية القديمة غطاها البحر بارتفاع 40 مترا فى اقل من 4000 عام والدلتا مهددة بالزوال فى اقل من 300 عام لو لم نتحرك .

إلا أن النيل فى أيامنا هذه بتابع سيره قادما من السودان وعند قرية ادندان الحدودية والتى يغطى معظمها ارتفاع منسوب النهر بعد السد العالى قاطعا مسافة 1536 كيلومترا وينحصر فى الوادى الضيق يحوطه من الشرق بعض المرتفعات التابعة لجبال البحر الأحمر حيث يكون عرضه فى النوبة حول 500 متر ليتسع عند أسوان ليصل الى 900 متر ويتسع عند الفيوم ويصل عرضه فى بعض المناطق الى كيلومترين أو أكثر ويواصل للقاهرة ويكون المتوسط بين أسوان والقاهرة 750 متر .

إلا أن النهر ينحدر قاعه من بداية الرحلة تدريجيا فقبل أسوان اى خلف السد العالى ارتفاع القاع 98 متر عن مستوى سطح البحر إلا أن ارتفاع منسوبه يصل الى 170 مترا حسب وفرة المياه الواردة وينحدر القاع بعد أسوان تدريجيا وبمعدل يتراوح بين متر كل 10 كيلومترات و متر كل 14 كيلومترا . ويتراوح ارتفاع راس الدلتا بين 17-20 متر عن سطح البحر ويتفرع النهر الى فرعيه ويظل منحدرا الى أن يصل لمستوى سطح البحر عند رشيد ودمياط .

والدلتا ملك للنيل وهبنا الله إيانا عن طريقه وهى على شكل مروحى وان كانت جزأين جزء فوق سطح البحر لمسافة 200 كيلومتر تقريبا وتمتد 200 كيلومتر أخرى تحت سطح البحر جميعها كونها النيل بخيره وفيضه. والدلتا تقع منذ زمن لعوامل تغير من جغرافيتها فقد طمرت حوالى خمس أفرع للنيل بالرغم من إن أجدادنا شقوا جزءا من فرع دمياط من عند مدينة سمنود ونحن مهددون بطمر فرع دمياط وإزالته من الوجود لو ظللنا مشاهدين بإصرار .

والدلتا تتحرك القشرة الرضية من تحتها بارتفاع من الشرق للغرب مما يساعد على طمر فرع دمياط أولا وكذلك ترسيباتة من أحياء نباتية ومائية وطحالب وغيرها وما ترسبه الرياح وردم جائر مستمر من قبل بعض المنتفعين والمستغلين والتى ترفع القاع فى الفرع يوما بعد آخر ونلاحظ أن الاراضى على ضفة فرع رشيد تروى بترع من فرع دمياط ويضيق النهر أكثر مما هو عليه ليقل عن 200 متر بعكس فرع رشيد التى يستمر النحر فى قاعه وضفتيه ليتسع أكثر من 500 متر مما يحول المجري الى فرع رشيد وبسرعة عنيفة لتضيع علينا موارد مائية هائلة وثروات برغم أن الاستفادة من مياه الفرع قليلة .

وإحقاقا للحق لابد أن نمتن لمحمد على الذى قام بأعظم المشروعات على النيل بدراسة علمية وبالرغم من عدم توافر التقنيات التى بأيدينا حاليا . كما لحقته ثورة يوليو بأعظم مشروعات القرن العشرين السد العالى والذى يحتاج الى ملحقات إضافية .

(2) نظرة الى حصتنا المائية :

من خلال الاتفاقات الموقعة بين مصر ودول حوض النيل وخصوصا السودان أصبح نصيب مصر 5,55 مليار متر مكعب فى العام بخلاف ما قد يعود من مشروعات مشتركة كقناة جو نجلى وكذلك مشروعات التحسين فى أواسط أفريقيا وجميعها تضيف أكثر من 15 مليار أخرى مناصفة مع السودان ليكون نصيبنا حوالى 63 مليار متر مكعب سنويا والتى تخزن جميعها خلف السد فى بحيرة ناصر ومن خلال ارتفاع منسوب النهر فى السودان وتصل لمصر 164 مليار متر مكعب يضيع منها بعوامل البخر ما يقرب من 10 مليار متر مكعب يصل البحيرة ما يقرب من 84 مليار متر مكعب والواصل مسطحها حول 5000 كيلو متر مربع والتى تكونت نتيجة حجز السد للمياه والتى يصرف منها بنظام محسوب حسب خطة سنوية ويخزن جزء منها كاحتياطي استراتيجى ويجرى المنصرف من المياه خلال المجرى لينشر الخير فى طريقه خلال شبكة من الترع والقنوات ليصل الى راس الدلتا التى أقيم عليها القناطر الخيرية للتحكم والتوزيع على شبكة قنوات يتفرع اغلبها من فرع دمياط لارتفاع مستواه ويتدفق الماء ليصب فى البحر بجزء غير قليل منها .

نوافيكم بالبحث على مراحل نأمل مشاركتكم بالراى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى