علاج سعودي لشلل الأطراف السفلية عند الأطفال : اعتبرت مجلة “التأهيل العصبي” الأمريكية اكتشاف طبيبة سعودية إنجازا طبيا بكل المقاييس، وقد فتح اكتشاف وفاء الخطراوي آفاقا جديدة في مجال علاج الأطفال المصابين بشلل الأطراف، والاكتشاف عبارة عن علاج لتحسين المشي لدى المصابين بالشلل الدماغي التصلبي في الأطراف السفلى، وباستخدام التنبية الكهربائي العضلي العصبي.
ورغم أن التنبيه الكهربائي العضلي العصبي مستخدم بالفعل في برامج مختلفة لتأهيل مرضى الشلل الدماغي إلا أن الجديد في الطريقة العلاجية الجديدة هي أنه يتيح اختيار عضلة بعينها وهي العضلة المباعدة للوركين، ومن ثم تنبيهها أثاء المشي وفق معايير محددة.
تقول د. وفاء: “ينتج من التنبيه المستمر انقباضة عضلية دنيا، تؤدي بدورها إلى تقليل التشنج العصبي لدى العضلة الوركية الضامة، وتقوية العضلة المباعدة، وبالتالي تحرير حركة الورك والحوض، وتوفير قدر أفضل من التناسق العضلي العصبي للأطراف السفلى والحصول على ثبات أفضل أثناء المشي”.
وأكد عدد من أولياء أمور الأطفال المشاركين في عينة الدراسة ملاحظتهم لتحسن المشي وتقليص مرات السقوط لدى أبنائهم في الفترة التي تم فيها تطبيق إجراءات البحث ببرامجه المختلفة.
وأوضحت الباحثة الخطراوي المبتعثة من وزارة الصحة إلى كلية كينغز في لندن في المملكة المتحدة للحصول على درجة الدكتوراه في تخصص العلاج الطبيعي أن قوة البحث التطبيقية تعود إلى استخدام التقنية الحديثة والدقيقة، لإثبات ورصد التغير في ديناميكية المشي لدى الأطفال المشاركين في عينة الدراسة، إذ تم تطبيق إجراءات البحث في معمل مشي متكامل». وذكرت أن الدراسة هدفت إلى البحث في تأثير البرنامج القصير والطويل نسبياً، لاستخدام التنبيه العضلي العصبي الكهربائي للعضلة المباعدة للورك على الجانبين، من ناحية معايير المسافة والزمن والتحليل الحركي الزاوي للأطراف السفلية خلال المشي للأطفال المصابين بالشلل الدماغي التصلبي للأطراف السفلى. وأشارت إلى أنه شارك في هذه الدراسة 51 طفلاً، تم توزيعهم على مجموعات، إذ تضمنت المجموعة الأولى 20 طفلاً سليماً (40 طرفاً سفلياً)، بينما شملت المجموعة الثانية 21 طفلاً مصاباً بالشلل الدماغي التصلبي متأثراً في كلا طرفيه السفليين (42 طرفاً سفلياً)، أما المجموعة الثالثة فهي «العينة الضابطة» التي مثلها 10 أطفال، مصابون بالشلل الدماغي التصلبي (20 طرفاً سفلياً) لكن لم يتم تطبيق برامج التنبيه الكهربائي عليهم، بل استمروا في تلقي برامج العلاج الطبيعي التقليدية من دون تدخل.
وأضافت أن النتائج كانت إيجابية في ما يخص العينة المختبرة، إذ تمثل التحسن في الأداء الحركي اليومي عموماً، وفقاً إلى نتائج الاستبيان الذي تم توزيعه على الآباء. وأشارت الباحثة الخطراوي إلى أن الأبحاث العلمية في مجال العلاج الطبيعي تمثل أهمية قصوى لتقدم هذا التخصص، لكنها في الوقت نفسه تعد «مكلفة مادياً»، مضيفة أنها مولت بحثها وتطبيقاته على نفقتها الخاصة