البروفسور محمد السيّد صوّان.. عالِم ذرّة مصرى-أمريكي (من مواليد محافظة البحيرة مدينة دمنهور 1947)، من النماذج العربية التي حققت نجاحات على المستوى الدولي في مجال الهندسة النووية، حصل صوّان على بكالوريوس فى الهندسة النووية من جامعة الإسكندرية (1967) وعيّن فيها معيداً لسنتين. وفى 1969 تلقّى منحة دراسية من جامعة ولاية ويسكونسن الأمريكية، مهّدت له طريق الحصول على شهادة الدكتوراه.
في تصريحات له لموقع اليوم السابع قال الدكتور صوّان أن الجيلين الأولين من المفاعلات النووية، عانيا مشاكل جمّة استطاع العلماء تداركها فى الأجيال التالية من تلك المفاعلات. واستطرد للقول إن هذه المفاعلات المتطوّرة باتت رائجة عالمياً، فى بلدان مثل الولايات المتحدة (104 مفاعلات متطوّرة) وفرنسا (58 مفاعلاً متطوّراً).
Table of Contents
مخاطر الإشعاعات
وأوضح صوّان أن الأجيال المتطوّرة من المفاعلات النووية بلغت درجة من الأمان سمحت بإقامة منشآت مدنية واقتصادية وتجارية وزراعية على مقربة منها. ولفت إلى أن ما جرى فى مفاعلات “تشرنوبيل” و”فوكوشيما” يندر أن يتكرّر. وأكّد أيضاً أن “مخاطر الإشعاعات الصادرة من مفاعل نووى تقلّ بقرابة 100 ضعف عن الاشعاعات الموجودة فى الطبيعة أو الاشعة الكونية، وتلك التى تصدر عن الخليوى والتلفزيون”، وفق كلماته.
“محمد صوان” والمساهمة في تطوير تكنولوجيا الاندماج النووي
فى منحى يشير إلى أهمية هذا العالِم الأمريكى – المصرى، ورد فى وثائق قسم الهندسة النووية فى جامعة ويسكونسن أن صوّان “واحد من كبار العلماء الذين ساهموا فى تطوير تكنولوجيا الاندماج النووي، عبر عمله فى كثير من البرامج والمشاريع والدراسات الأميركية الهادفة إلى توليد الطاقة من اندماج الذرّات، بما فيها استخدام القوة المغناطيسية وأشعة الليزر”.
“محمد صوان” والمساهمة في “مفاعل أيتر” التجريبي
ومنذ عام 1988، ما زال صوّان يقود فريقاً من العلماء والخبراء، يعمل ضمن الفرق الكبرى التى تسعى لإنشاء أكبر مفاعل نووى دولى تجريبى (“أيتر“) فى فرنسا، يستند للمرة الأولى إلى تكنولوجيا الاندماج النووى.
يتولى الدكتور محمد صوّان تنسيق الدراسات والنشاطات الدولية عن موضوع الاندماج النووى والأعمال التجريبية المتّصلة بهذا النوع من الاندماج فى مفاعل “أيتر”، كما يحلّل بيانات مشابهة تصدر فى الولايات المتحدة.
“محمد صوان”.. والاندماج النووي
وأعرب الدكتور محمد السيد صوان عن أمله بالتوصّل خلال السنوات العشر المقبلة، إلى معلومات تمكن العلماء من اختيار التصميم الأفضل لمفاعل يعمل بالاندماج النووى، ويولّد كميّات ضخمة من الطاقة الكهربائية النظيفة. وكذلك أعرب عن اعتقاده بأن العقدين المقبلين سيشهدان دخول تكنولوجيا الاندماج النووى إلى مرحلة الانتاج الفعلي، ما يحدث تغييراً أساسياً فى مشهد الطاقة.
محمد السيد صوان.. جوائز وزمالات
وتقديراً لمكانته العلمية وبحوثه النووية المتميزة، مُنِح صوّان عام 2000 رتبة الزمالة فى “الجمعية النووية الأمريكية”. وحاز جائزة التفوق فى بحوث المفاعلات النووية وتصاميمها (1994) من جامعة ويسكونسن، وجائزة “القيادة المميّزة” فى مشروع “أيتر” من وزارة الطاقة الأميركية، وجائزة “أفضل بحث قُدم فى مؤتمرات الجمعية الأميركية النووية”.
بحوث ودراسات محمد السيد صوان
كما تميّز صوّان بغزارة بحوثه ودراساته التى شملت 390 مقالاً وورقة عمل، نُشِر بعضها فى مجلات علمية أميركية ودولية متخصّصة، وقُدّم بعضها الآخر فى مؤتمرات دولية متنوّعة.
الدكتور “صوان” يخصص جائزة سنوية للطالب المصري
خلال ما يزيد على ثلاثين سنة من الإقامة فى أمريكا، لم ينقطع محمد السيد صوّان عن التواصل مع مصر. ولا يزال يؤمّها بين الحين والآخر أستاذاً زائراً أو محاضراً أو مشاركاً فى مؤتمراتها العلميّة، أو ساعياً لتأمين مِنَحٍ دراسية لبعض طلبتها بمعدل 4 مِنَح سنويّاً. فى السياق عينه، خصّص صوّان جائزة مالية سنوية للطالب المصرى الذى يحوز أعلى المعدلات عند تخرجه فى قسم الهندسة النووية فى جامعة الإسكندرية.
ولفت صوّان الى أنه، مع عشرات العلماء المصريين المقيمين فى أميركا وكندا، عبأوا استمارات أرسلتها إليهم وزارة البحث العلمى فى مصر وأبدوا فيها استعدادهم للمساهمة بخدمة بلدهم ونهوضه علمياً، إلا أن “ما فيش حدّ سأل”، وفق كلماته.
وأضاف أن بعض هؤلاء العلماء يشغل مناصب رفيعة فى الهيئات الأمريكية والدولية للطاقة الذرية، بل يتمتع بخبرات عالمية فى تصميم المحطات النووية وإنشائها وتشغيلها.