المجلةبنك المعلومات

مشاركة نسائية عربية في معرض جنيف الدولي للاختراعات

معرض جنيف, شهدت الدورة الخامسة والثلاثون لمعرض جنيف الدولي للاختراعات مشاركة 700 عارض من 42 دولة من بينها الكويت والسعودية.

دورة هذا العام تميزت باستضافة المختبر الأوروبي للأبحاث النووية واستضافة الاختراع السويسري لأول رجل يطير بمحركات نفاثة، وتميزت عربيا بحضور عدد من المخترعات العربيات في قطاعات طبية متطورة.

خصص معرض هذا العام حيزا وافرا لضيفي شرف من سويسرا وضواحيها ممثلين في المركز الأوروبي للأبحاث النووية CERN المشيد على مساحة تقع على الحدود السويسرية الفرنسية والذي يعتبر محضنا للعديد من التطبيقات التي قد تبرز في فكر المخترعين.

كما استضاف المعرض أول طيار في العالم يحلق بمحركات نفاثة في شخص الطيار العسكري السويسري إيف روسي الذي أطلق على اختراعه اسم ” Fusion Man”. وإذا كان إيف روسي قد استطاع تجربة اختراعه بالتحليق في أجواء كوستا برافا بإسبانيا بالانطلاق من طائرة محلقة وتشغيل محركاته النفاثة بعد إطلاق أجنحته، فإن الحظ لم يسعفه في التجربة التي كان من المقرر إجراؤها في سماء جنيف في 20 مارس 2007 نظرا لرداءة الأحوال الجوية.

ويظل بإمكان إيف روسي مجال لتطبيق العديد من التجارب والتحديات مستقبلا مثل الإقلاع باختراعه مباشرة من الأرض بدل الانطلاق من طائرة أو منطاد محلق في الهواء.

كالعادة تعددت وتنوعت الاختراعات ما بين ضروري ومفيد وكمالي، البعض في مرحلة متقدمة من التطوير والبعض الآخر في المرحلة النظرية أو التجريبية. وإذا كانت بعض الدول قد حافظت على مشاركتها السنوية مثل ماليزيا وإيران، فإن دول شمال إفريقيا مثلا انعدمت مشاركتها هذا العام بعد أن سجل حضور محتشم لمخترعين من المغرب والجزائر في سنوات سابقة.

وفي الوقت الذي تحتفظ فيه كل من الكويت والسعودية للسنة الثالثة على التوالي بحضور جيد ومشاركة نوعية، لوحظ أن الجناح الإيراني اكتسح حيزا لا يستهان به من المعرض بمشاركة أكثر من ثلاثين مخترعا ومخترعة وذلك على الرغم من العرقلة التي تعرض لها المشاركون الإيرانيون برفض السلطات القنصلية السويسرية في طهران منح تأشيرات لـ 23 مخترعا ومخترعة إضافيين. وهو ما أغضب مدير المعرض جون لوك فانسون الذي رأى في ذلك “تأثيرات سلبية على سمعة جنيف وعلى سمعة المعرض”.

الجناح الكويتي والسعودي بالمعرض:

عودتنا كل من السعودية والكويت على مشاركة كمية ونوعية متميزة في المعارض السابقة، وهو ما استمر هذه السنة بجناح كويتي ضم ابتكارات أربعة مخترعين، وجناح سعودي ضم أعمال أربعة مخترعين أيضا. ولكن الملفت للانتباه هذه المرة أن الجناحين خصصا مكانا بارزا للسيدات المخترعات أيضا.

فالجناح الكويتي تضمن اختراع الدكتور طارق بحري الأستاذ بجامعة الكويت الذي طور تركيبة كيميائية تم اكتشافها لعلاج أمراض يسببها فيروس HPVأو بابلوما البشري الذي يتسبب في أورام جلدية.

زميله في الجناح الكويتي عبد الله العيدان شارك باختراعين الأول عبارة عن حصيلة 26 عاما من البحث ويتمثل في نظام يحسن نظام الاتصالات ويمكن أن يجد استخداما في العديد من الميادين وهو مسجل في الولايات المتحدة الأمريكية واوربا، والثاني عبارة عن نظام ” ذكي” للتكييف يأخذ بعين الاعتبار الكثير من المعطيات التي لا تراعيها الأنظمة الحالية والذي تنجم عنه نوعية تكييف ملائمة للحاجة والمكان ومقتصدة في استهلاك الطاقة.

المخترع الكويتي الرابع هو السيد ظافر العصيمي الذي قد يجد رجال الإطفاء في اختراعه وسيلة فعالة في التحكم في الحرائق بشكل أكثر نجاعة . الجهاز الذي تنتهي به خراطيم المياه، والمصنوع من مواد خاصة، يقول ” أنه يمكن تثبيته في الفتحة القريبة من مصدر النيران لإطلاق الكم الأكبر من المياه في اتجاه الحريق والإسراع بإطفائه. كما أن من ميزاته أنه بتثبيته يمكن لرجال الإطفاء الابتعاد عن مكان الحريق والتحكم من بعد مما يؤمنهم من الإنهيارات او الانفجارات التي قد تنجم عن الحريق.

اما الجناح السعودي المشارك تحت مظلة مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله لرعاية الموهوبين، فقد اشتمل على اختراع عملي كثيرا ما احتجنا إليه عندما نكون بعيدين عن المنزل. اختراع المهندس وليد اللافي، عبارة عن غطاء قوارير المياه يتحول بسهولة الى كوب.

الاختراع العملي السعودي الثاني من مشاركة الدكتور حسام خنقر، والمتمثل في جهاز يطور طريقة تجميع الطاقة الشمسية. ويقول الدكتور حسام ” أن الشرائح الشمسية او المسطحات الشمسية الثابتة لا تسمح بدرجات حرارة اكثر من 90 درجة مئوية ، ولزيادة قدرتها على تجميع الطاقة يتم توجيهها ميكانيكيا لمتابعة وجهة الشمس. ميزة هذا الاختراع حسب الدكتور حسام ” أن يجمع بين الاثنين : لا يتطلب متابعة حركة الشمس وينتج درجة حرارة الى 200 او 250 درجة مئوية.

والاختراع الثالث هو عمل مشترك لخبراء في شركة أرامكو السعودية يسمح بقياس مدى قابلية الأجزاء الصلبة لمقاومة التفتت عند تعريضها لعملية مكررة من التبليل والتجفيف تحت درجات حرارة تفوق 100 درجة مئوية. وقد سمح تطبيق هذا الاختراع في حقول الغاز السعودية بتمكين شركة أرامكو من تخفيض عدد الانهيارات واقتصاد مليارات الدولارات خلال العشرة أعوام الماضية.

أخصائية التداوي بالأعشاب الكويتية وفاء الكاظمي، شاركت بدهن مستحضر من الأعشاب الطبيعية وبدون اية إضافات كيميائية لمعالجة الحروق التي يتعرض لها الإنسان بدرجاتها المختلفة.

المخترعة السعودية إيمان كامل الدقس شاركت هي الأخرى باختراع أملته الضرورة وهو عبارة عن علاج حيوي لمقاومة المضادات الحيوية في الإصابات البكتيرية والعدوى في المستشفيات. وهذه الإصابات التي يتعرض لها المرضى عند دخولهم للمستشفيات كثيرا ما تؤدي الى تعقيدات ومقاومة للأدوية بل حتى الى الوفاة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى