الصدفة وحدها هي التي أدخلته إلي عالم خاص أصبح فيما بعد رائده وفنانه الوحيد في مصر، فقطعة الجلد التي حفر عليها بالموسي تمثال «مصر المنتصرة» كانت هي البداية ليبدع آلاف الأشكال الفنية التي لا حصر لها.
إنه الفنان نوبي بديع صاحب اللمسات الفنية المتميزة، نتعرف علي مشواره الفني وكيف وصل إلي ما حققه من نجاح راويًا: كنت جالسًا علي سطح منزلنا في حي السيدة زينب أشعر بالملل فأخذت موسيا وقطعة جلد ملقاة علي الأرض وظللت أحفر عليها وكنت آنذاك في سن صغيرة، وفجأة رفعت قطعة الجلد لأعلي لأجد عليها تمثال «مصر المنتصرة» للفنان السجيني، حتي ارتسمت في ذهني وخرجت ملامحه علي الجلد بمجرد أن أمسكت الموسي ومن هنا كانت البداية.
كان نوبي معروفًا بين أشقائه وزملائه بحبه للرسم لكنه لم يتصور أن تتحول هذه الهواية إلي احتراف في أحد الأيام فقد كان يقضي وقت فراغه بطباعة وجوه أصدقائه علي التيشيرتات وبمرور الوقت ذاع صيته وهو ما دفع أحد أصدقائه لاصطحابه لمجلة «صباح الخير» لعرض أعماله علي كبار فنانيها في ذلك الوقت وعلي رأسهم الفنان جمال كامل، وذلك وفقا لما ذكرته صحيفة روز اليوسف المصرية.
لم يصدق نوبي نفسه عندما لاقت أعماله إعجابه كبار فناني المجلة وعلي رأسهم حجازي وصلاح عناني وناجي كامل حيث نشروا له أعماله وشجعوه علي الاستمرار، وهنا أدرك أنه يمتلك موهبة مميزة عليه أن ينميها.
التحق نوبي بالجيش لأداء الخدمة العسكرية وهي الفترة التي أحسن استثمارها واستمر في ممارسة فنه وشارك بإحدي مسابقات وزارة الشباب وقتها وحصل علي المركز الأول، وبعدها استقر في مرسم حديقة الحيوان لمدة عام حتي انتقل للعمل في وزارة الشباب، ولكن ما زاده شهرة هو بورتريه الجلد الذي أهداه للرئيس مبارك وتلقي بعدها برقية شكر وتقدير يعتز بها، ويعتبرها وسامًا علي صدره فهي تقدير لمجهوده الفني، لذلك يحلم بتنفيذ فكرته وهي نحت تمثال من الحديد للرئيس مبارك يوضع علي قمة أعلي جبال سيناء. جاءت تجربة الفنان نوبي بديع مع الورق بالصدفة ولكنه سرعان ما احترفها وتميز فيها وله ما يزيد علي 1300 قطعة فنية مميزة.
كل ما يحلم به الآن أن يعلم فنه للأطفال حتي لا تندثر هذه القيمة الفنية المتميزة ومازال بانتظار أن تتاح له الفرصة فهو لم يفقد الأمل بعد.
وعده د. ممدوح البلتاحي بطبع كتيب يعرض نماذج من أعماله ومعلومات عن فنه ليوزع علي أطفال مصر وهو الوعد الذي لم ينفد لكن نوبي مازال ممسكًا بمقصه يعلم من حوله من أطفال متمسكًا بحلمه وفنه.
علياء أبوشهبة