مبدعوننقاط مضيئه

هارولد بنتر .. الحارس الليلي

أديب انجليزي مبدع حصل على جائزة نوبل للآداب لعام 2005، له العديد من المسرحيات التي تعكس ثورته على منهاج الواقعية أو الطبيعة في المسرح الحديث خاصة وأن الواقعية سمة غلبت على الدراما الأوروبية بشكل عام وعلى الدراما الإنجليزية كجزء يتجزأ منها.
ولد هارولد بنتر في 10 اكتوبر عام 1930م في حي هاكني بشرق لندن ويرجع أصول والديه إلى يهود البرتغال، وكان بنتر وحيد أبويه والتحق بمدرسة هاكني الابتدائية وفيها قام بدور مكبث، ثم بدور روميو في مسرحيتي ويليام شكسبير “مكبث” و “روميو وجوليت” على التوالي.

في عام 1948م وبناءً على توصية من المخرج الإذاعي والمسرحي ر. د. سميث تقدم بنتر بطلب معونة مالية من أجل دراسة التمثيل في”الأكاديمية الملكية للفنون المسرحية”، وحصل على المعونة ودرس في الأكاديمية لمدة فصلين دراسيين، إلا أنه فيما بعد ترك الأكاديمية بمحض إرادته، ثم رفض بعدها الانصياع للأمر العسكري بالتحاقه بالجيش والخدمة في صفوفه فقدم للمحاكمة كمعارض للخدمة العسكرية، وكانت معارضته لأسباب إنسانية محضة وللتعبير عن رفضه المطلق لفكرة الحروب والاحتكام الي السلاح.

وفي عام 1949م عمل هارولد بنتر مع فرقة مسرحية متنقلة اسمها (ماك ماستر) وطاف معها ايرلندا على مدى ثمانية شهور، وكان يعمل باسم مستعار هو (ديفيد بارون) وظل يعمل بهذا الاسم لمدة تسع سنوات، وقد طاف إنجلترا ممثلا مع فرقة (السير دونالد وولفث).
والي جانب اهتماماته المسرحية قرض هارولد بنتر الشعر وكتب النثر في فقرات قصيرة، كما كتب رواية تشبه روايات السيرة الذاتية لكن ما لبث أن أقر بعدم رضاه عنها كرواية، وفيما يتعلق بالتمثيل المسرحي فقد أحبه بنتر حبا جما حتى أنه قام بأداء دور (غولد بيرج) في مسرحيته “حفل عيد ميلاد” التي كتبها هو نفسه.

وفي عام 1957م طلب منه أحد أصدقائه أن يكتب مسرحيه لقسم الدراما بجامعة بريستول الإنجليزية فكتب باكورة أعماله مسرحية “الغرفة” ، وقضى أربعة أيام في كتابتها، أما مسرحية “الحارس الليلي” التي كتبها عام 1960م فقد كانت بمثابة أول نجاح أدبي ومادي يحققه بنتر، ثم كتب بنتر لدور العرض ، وللإذاعتين المرئية والمسموعة “الخادم” و “آكل القرع العسلي” و “حادث” و “الوسيط” وفي عام 1961م انتقل بنتر إلى غرب لندن فاختلفت عليه الحياة بانتقاله لوسط راق ! فكتب هذه المرة وكأنه يكتب لجمهور مختلف مسرحية “المجموعة” وهي المسرحية التي استقبلها الجمهور اللندني بشيء من الحيرة وعدم الفهم، إلا أنها لاقت نجاحاً واضحاً عندما مثلت على المسارح الأمريكية .

وتواصل نجاح هارولد بنتر فحصل في عام 1966م وبالتحديد في شهر يونيو على شهادة تقدير من المندوب السامي البريطاني ضمن قائمة تشريفات عيد ميلاد ملكة بريطانيا وبعدها في سبتمبر عام 1970م حصل على درجة الدكتوراه في الآداب من جامعة “ردنج” في وسط إنجلترا.

وكانت مسرحيته “أيام غابرة” عام 1970م رابع مسرحية طويلة يكتبها هارولد بنتر وفي عام 1975م كانت مسرحيته الخامسة بعنوان “أرض محايدة” وهي المسرحية التي قوبلت باستحسان النقاد والجمهور على حد سواء ، وبعدها كتب مسرحية طويلة من فصل واحد سماها “خيانة” عام 1975م وفي هذه المسرحية بدت ملامح التغيير العام في أسلوب بنتر.

وفي عام 1980 قدم بنتر مسرحية “أصوات عائلية” وقد عكست أصداءً لمسرحيته الأُولى “الغرفة” وفي عام 1982م  كتب مسرحية “نوع من ألآسكا” في فصل واحد وفيها أعطى بنتر بعداً عميقاً لطبيعة النفس البشرية ولعامل الزمن دون استخدام لغة مفرطة ثم كتب في نفس العام “محطة فكتوريا” ، وتبعها  بمسرحية قصيرة جدا سماها “واحدة للطريق” في عام 1984م وضح فيها غضبه العارم على ما يدور في المجتمع وقد استخدم لذلك لغة موغلة في العامية والسوقية، وقد واصل بنتر في باقي مسرحياته لغة الحوار المبتور دائماً وتعداها في مرات عديدة إلى لغة الصمت، حتى أنه سمى احدى مسرحياته “الصمت”.

وفي أكتوبر من عام 2005م حصل بنتر على جائزة نوبل للاداب اعترافاً بمساهماته الأدبية ودورها الفاعل في تطور الفكر الانساني في القرن العشرين، وفي 24 ديسمبر من عام 2008م توفي هذا الكاتب المبدع بعد صراع طويل مع مرض السرطان، وكان الكاتب الكبير معروف بمواقفه الرافضة لغزو العراق والمنتقدة للسياسات الامريكية في العالم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى