الطبيب المشرف على العمليات أوزقان تهلي للأناضول:
– بعملية جراحية، تمت أولا إعادة أجزاء مصابة الى جمجمة “كيزامنور”، لكن اضطررنا لإزالة هذه الأجزاء جراء التهابات ومضاعفات بعد العملية
– ثم قررنا إجراء عملية باستخدام أجزاء جمجمة اصطناعية مصنوعة من التيتانيوم، والتي ضمنت اكتمال وسلامة الجمجمة
– تمكنا من دمج الاجراء الاصطناعية في جمجمة المريضة وبالتالي ترميم الأجزاء المتهتكة منها
– الحالة الصحية لكيزامنور جيدة جدًا، وبإمكانها الالتحاق بالمدرسة وحتى ممارسة التمارين الرياضية
بعد أن فقدت جزءًا من جمجمتها في حادث مروري، بدأت الفتاة التركية كيزامنور يلماز (16 عامًا)، بالعودة إلى حياتها الطبيعية، مع تمكن أطباء أتراك من زرع أجزاء اصطناعية مصنوعة من التيتانيوم بدلًا عن الأجزاء المتهتكة في الجمجمة.
وفقدت كيزامنور يلماز، الطالبة في المدرسة الثانوية، جزءًا من جمجمتها عندما تعرضت لحادث مروري مع جدها عام 2019، واضطرت بسبب إصاباتها، للخضوع إلى 5 عمليات جراحية، فضلًا عن معاناتها من الإرهاق الجسدي والنفسي.
وبعد استقرار حالتها الصحية، خضعت يلماز لعملية زراعة أجزاء من جمجمة اصطناعية في مستشفى “كلخانة” للتدريب والأبحاث بجامعة العلوم الصحية في العاصمة التركية أنقرة، وتمكن الأطباء الأتراك من إجراء عملية زراعة ناجحة، أعقبها تعافي الفتاة وعودتها إلى حياتها الطبيعية.
وقال الطبيب المشرف على العملية، أستاذ جراحة الدماغ والأعصاب في مستشفى كلخانة، الدكتور أوزقان تهلي، إنه تمت إزالة جزء من جمجمة كيزامنور يلماز خلال العمليات الجراحية التي خضعت لها بعد الحادث، ثم أعيدت تلك الأجزاء إلى مكانها.
وذكر تهلي لمراسل الأناضول، أن يلماز تعرضت لبعض الالتهابات والمضاعفات بعد العمليات الجراحية، ما اضطر الأطباء لإزالة أجزاء الجمجمة التي تمت إعادتها سابقًا.
وتابع: “للأسف، كانت أجزاء من الجمجمة تطفو على شكل جزيرة صغيرة فوق القشرة الدماغية التي نسميها “دورا”. قررنا إجراء عملية جراحة للفتاة تسمى “تجميل الجمجمة” باستخدام أجزاء جمجمة اصطناعية مصنوعة من التيتانيوم، والتي ضمنت اكتمال وسلامة الجمجمة”.
وأردف: “قامت مجموعة من المهندسين الطبيين في مركز تصميم وإنتاج المستلزمات الطبية في مستشفى كلخانة، بإنتاج أجزاء جمجمة اصطناعية من أجل دمجها مع جمجمة المريضة”.
وأضاف تهلي: “تمكنا بالفعل من دمج تلك الأجزاء في جمجمة المريضة وترميم الأجزاء المتهتكة من جسم الجمجمة، باستخدام مواد وأجزاء مصنوعة من التيتانيوم من أجل ضمان سلامة الجمجمة في المستقبل. كان هدفنا من إجراء هذه العملية توفير حياة أكثر صحة وأمانًا لابنتنا”.
– الفتاة تعافت تمامًا وبإمكانها الالتحاق بالمدرسة
وأكّد تهلي أن الحالة الصحية لكيزامنور يلماز جيدة جدًا، وأن بإمكانها ممارسة حياتها الطبيعية بشكل كامل، بما في ذلك الالتحاق بالمدرسة وممارسة التمارين الرياضية.
واستطرد: “تعافت المناطق التي جرى ترميمها في جمجمة كيزامنور تمامًا. استخدمنا أفضل الطرق التي يمكن تطبيقها في عمليات زراعة الجمجمة وهي جراحة تجميل الجمجمة بمواد مصنوعة من التيتانيوم”.
وأردف قائلا: “باتت جمجمة كيزامنور الآن أقوى من السابق. يمكنها مواصلة حياتها بشكل طبيعي. لم يعد هناك مكان للشعور بالخوف الذي كان يعيق ممارستها أنشطتها اليومية، فدماغها اليوم محمي تجاه الصدمات”.
بدورها، أعربت كيزامنور يلماز، عن سعادتها الكبيرة باستعادة صحتها، وقالت: قبل العملية الجراحية، كان شكل جمجمتي غريب جدًا، لهذا السبب لم أكن أرغب في النظر الى المرآة”.
واستطردت: “كان الحزن يعتصر فؤادي. الآن أشعر بالسعادة والرضا والتصالح مع الذات. يمكنني النظر إلى المرآة بسعادة”.
وتابعت: “من الآن فصاعدًا، أريد أن أكون حرة، أريد أن أمشي وأركض وأن أكون قادرة على التصرف بشكل مستقل. اعتدت أن أكون طالبة مجتهدة، والآن أريد الاستمرار بحياتي من حيث توقفت.
وأردفت: “أحلم أن أكون قادرة على خدمة الناس في مجال الصحة في المستقبل وأن أصبح طبيبة مثل السيد أوزقان”.
من جهته، عبر والد كيزامنور، كوكهان يلماز، عن بالغ سعادته لاستعادة ابنته صحتها وعافيتها وحياتها الطبيعية.
وقال: مررنا بأيام صعبة للغاية. مضى عامان على تعرضها لحادث مروري. انتظرنا هذا اليوم طويلاً لكي يتحقق حلمنا برؤيتها في صحة جيدة. نحمد الله على كل شيء. ونشكر جميع الأطباء والعاملين الذين ساهموا في استعادة ابنتي لعافيتها”.
المصدر: الأناضول