مبدعوننقاط مضيئه

إحسان عبد القدوس.. أديب مصري وكاتب إنساني من الطراز الأول

إحسان عبد القدوس.. أديب مصري وكاتب إنساني من الطراز الأول

أديب مصري كبير وصل للعالمية برواياته التي تحول أغلبها إلى أعمال فنية عرضت على الشاشتين الكبيرة والصغيرة، وأضحت رواياته الأكثر مبيعا ورواجا، عكف الكثير من النقاد على دراسة أعماله، ولأنه كان يتميز بالحساسية المفرطة والشفافية المتناهية والالتصاق الشديد بوطنه، فقد جاء أدبه صورة قوية وصادقة ومعبرة عن هذا الوطن وتطوراته السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية.

وكان عبد القدوس أول من فجر قضية الأسلحة الفاسدة التي اتهم قادة مصريون بتسليح الجيش المصري بها في حرب عام 1948م ضد إسرائيل، ونمت منذ تلك الفترة صداقة بينه وبين بعض الضباط الذين قاموا بثورة 23 يوليو عام 1952م وكتب أعمالا مؤيدة للنهج الثوري أشهرها رواية “في بيتنا رجل” لكنه تعرض للسجن وخرج منه معتزلا الكتابة السياسية، وتوالت بعد ذلك إبداعاته الروائية، التي أثبتت انه كاتب إنساني من الطراز الأول، يوظف العواطف البشرية، لضرورة فنية تنبع من الحدث أو الشخصية وميزته عن غيره في سبر أغوار النفس البشرية.

ولد الأديب الكبير إحسان عبد القدوس في الأول من يناير عام 1919م وهو ابن السيدة فاطمة اليوسف التركية الأصل اللبنانية المولد وهي التي أسست مجلة روز اليوسف ومجلة صباح الخير، أما والده فهو الممثل والمؤلف محمد عبد القدوس الذي شجع ابنه إحسان على القراءة والاطلاع ومواصلة تعليمه حتى تخرج في مدرسة الحقوق عام 1942م وعمل كمحام تحت التمرين بمكتب احد كبار المحامين إلي جانب عمله كصحفي بمجلة روز اليوسف.

وفي عام 1944م  بدأ إحسان كتابة نصوص أفلام وقصص قصيرة وروايات وترك مهنة المحاماة ووهب نفسه للصحافة و بعد اقل من بضع سنوات أصبح صحفيا متميزا وروائيا وكاتبا سياسيا ثم انتقل إلي العمل في جريدة الأخبار لمدة 8 سنوات ثم عمل بجريدة الأهرام وعين رئيسا لتحريرها.

ويمثل أدب إحسان عبد القدوس نقلة نوعية متميزة في الرواية العربية، ونجح في الخروج بها من المحلية إلى حيز العالمية حيث ترجمت معظم رواياته إلى لغات أجنبية متعددة، وقد منحه الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر “وسام الاستحقاق” من الدرجة الأولى كما منحه الرئيس محمد حسني مبارك “وسام الجمهورية” في عام 1990م.

كما حصل الأديب على الجائزة الأولى عام 1973 عن روايته “دمي ودموعي وابتساماتي” وجائزة أحسن قصة فيلم عن روايته “الرصاصة لا تزال في جيبي”.

وشارك عبد القدوس بإسهامات بارزة في “المجلس الأعلى للصحافة” و”مؤسسه السينما” ، وقد كتب 49 رواية تم تحويلها إلى أفلام سينمائية و5 روايات تم تحويلها إلى أعمال مسرحية و9 روايات أصبحت مسلسلات إذاعية و10 روايات تم تحويلها إلى مسلسلات تليفزيونية بالإضافة إلى 65 رواية ترجمت إلى لغات أجنبية أهمها الانجليزية والفرنسية والأوكرانية والصينية والألمانية.

واستطاع عبد القدوس بإنتاجه الأدبي الغزير ولغته الجديدة وأسلوبه الشيق وعبارته الجذابة صياغة وجدان جيل كامل والاقتراب من أحاسيس البشر على نحو غير مسبوق في الأدب العربي.

ومن ابرز الروايات التي كتبها عبد القدوس: “اللَّه معنا” ، “لا تطفئ الشمس”، “في بيتنا رجل”، “أنف وثلاث عيون”، “أبي فوق الشجرة”، “الخيط الرفيع”، “أنا حرّة”، “دمي ودموعي وابتسامتي”، “الطريق المسدود”، “بعيدا عن الأرض”، “بئر الحرمان”، “العذراء والشعر الأبيض”، “لا أنام” ، “الوسادة الخالية” ، “أين عمري” ، “لا تتركني هنا وحدي”، “النظارة السوداء” ، “صانع الحب”، “الرصاصة لا تزال في جيبي”، ” الراقصة والسياسي” ، وغيرها الكثير من الأعمال الأدبية المتميزة التي ظل الأديب يبدعها حتى وفاته في 7 يناير من عام 1990م.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى