المجلةبنك المعلومات

اكتسب مهارات التدريب الذهني

في عصر متسارع يرغب فيه الجميع في جني الأفضل في عملهم وتعليمهم وتحقيق التميز ، مع تراكم المهام وتتابع الأحداث ، يلعب التدريب الذهني دورًا مهمًا في حياة الشباب والشابات. جربها أو هل كانوا في العالم لتحسين إنتاجيتهم وما نوع التمارين التي يفضلونها ولماذا؟

تتلخص طريقة التدريب الذهني فيما يلي:

– استرخاء الجسم والذهن:

بعد تحديد العيب الذي تريد إصلاحه (مثل: نقص الثقة بالنفس),اختر مكاناً هادئاً لا يزعجك فيه أحد وأجلس فيه أو تمدد في وضع مريح,ثم قم ببعض التنفسات البطنية العميقة ولا تفكر في أي شيء.

– التصورات البناءة:

عندما تشعر أنك مسترخ تماما,أبدأ بتخيل الصورة التي تتمنى أن تبدو فيها,بكل جزيئاتها.




– الإيحاء الذاتي:

بعد ذلك,وأنت مازلت محتفظاً بهذه الصورة في مخيلتك,ردد بصوت هادئ ومنخفض جملة إيجابية,مثل : “كل يوم أتكلم بهدوء وراحة أكثر فأكثر”.

ابدأ إذاً بالاسترخاء

هذه هي المرحلة الأولى في التدريب الذهني,ويتم القيام بها حسب الخطوات التالية:

– اختر المكان:

من الضروري جداً ألا يزعجك أحد خلال تمارينك الذهنية.اختر إذاً مكاناً هادئاً ومظلماً نوعا ما,وارفع سماعة الهاتف حتى لا يخرجك صوت الجرس من استرخائك.البس ثياباً واسعة لجسمك بالتنفس بحرية,وأحضر بجانبك غطاء لاستعماله في حالة الشعور بالبرد.

– اختر الوقت:

إذا كنت ترغب في الحصول على نتائج سريعة,فيجب القيام بحصة كل يوم مباشرة قبل النوم,بحيث بعد انتهائك من حصتك التي تستغرق حوالي 15 دقيقة,تغلق عينيك للنوم على صورة الشخص الجديد الذي ترغب أن تكونه,وتفسح بالتالي المجال لجهازك الداخلي لكي يعمل طوال فترة نومك على قبول هذه الصورة.

– اختر الكيفية:

تمدد على ظهرك,مدد يديك ورجليك طوال جسمك,وباعد بين قدميك بحوالي 20 أو 30 سم.ابحث عن الوضعية الأكثر راحة لك, لأنك يجب أن تمتنع عن الحركة طوال الحصة.أدر قدميك إلى الداخل والخارج,ثم اتركهما يسقطان بهدوء إلى الخارج.افعل مثل ذلك بيديك.أدر رأسك يميناً وشمالاً,ثم ضعه في الوسط.أرخ عضلات فكيك وأغمض عينيك.

– تنفس بعمق:

ابدأ بالقيام ببعض التنفسات البطنية العميقة,وركز اهتمامك على حركات بطنك.لا تفكر في أي شيء عدا تنفسك.أنس كل ما يحيط بك وكل مشاغلك,وحاول أن تصنع الفراغ في ذهنك.أنتقل الآن إلى المرحلة الثانية.

التصورات البناءة

هي فن استعمال الصور الذهنية لتخيل الحالة الجديدة التي تود أن تنتقل إليها,بكل جزيئاتها.بعد الاسترخاء إذاً,تصور نفسك في الدور الجديد وتخيل كل جزيئاتها المكونة لهذا الدور.يجب أن تتراءى لك الصورة بكل وضوح ودقة,كما لو كانت حقيقة.حاول إذاً أن تتخيل المشهد بكل تفاصيله.

لنأخذ مثالاً على ذلك: لنفرض أنك ترغب بشدة أن تصبح خطيبا فصيحا وتتكلم أمام أية مجموعة من الناس براحة وثقة,تخيل إذاً قاعة محاضرات كبيرة أين ستلقي خطبة أمام حوالي 500 شخص,تصور كل الجزئيات:زينة القاعة,تنظيم الكراسي,المنصة المعدة لذلك,الميكروفون,السبورة…إلخ.

ثم تخيل الحاضرين جالسين أمامك ينصتون إليك بانتباه,وأنت تتكلم بكل راحة وهدوء وتجيب على كل الأسئلة المطروحة,ثم تتقبل عبارات الرضى والاستحسان من الجميع.حاول أن تصغي جيداً لهذه العبارات,ودقق في الجزئيات.كلما أكثرت من التفاصيل كلما رسخت هذه الصورة في باطنك وانعكست إيجابياً في حياتك.

أبق هذه الصورة لبضع لحظات في ذهنك,وستندهش بعد بضعة أسابيع من التمارين عندما تلاحظ أنها بدأت تتحقق فعلاً في حياتك.

أكثر من التفاصيل

لتسهيل عملية التصور,تخيل أنك أمام شاشة تلفزيون أو سينما,تشاهد فيلما عن نفسك.ولكي تنعكس هذه الصورة أكثر ما يمكن في واقعك,تخيل بدقة كل التفاصيل التي يمكن أن توجد: الأشياء,الألوان,الأصوات…إلخ.فهذه التفاصيل هي التي ستدعم وترسخ في ذاكرتك صورة الشخص الجديد الذي تريد أن تكونه.

أدخل الحركة على صورك

إذا ركزت انتباهك على صورة ذهنية ثابتة,فأنها تختفي بسرعة.أما إذا أدخلت عليها الحركة,فأنها تبدو واضحة ومستقرة.إذاً,حرك صورك.تخيل نفسك تتكلم,تتحرك وتجيب على أسئلة الحاضرين.

لا تجهد نفسك

من الضروري أن يتم التصور بدون عناء,لأنك إذا صرفت طاقة كبيرة في التصور فأنك تخرج من استرخائك ولا تحصل على نتائج طيبة.حاول إذاً ألا تقاوم الشكوك والأفكار المعارضة التي يمكن أن تظهر لك خلال تمارينك الذهنية.اتركها تمر,ثم عد إلى صورتك.أنتقل الآن إلى المرحلة الثالثة والأخيرة.

الإيحاء الذاتي

هو صياغة مجموعة جمل تقريرية,منشطة وإيجابية,ثم ترديدها باستمرار على جهازنا الداخلي حتى يقبلها على أنها صحيحة ويبدأ في العمل بها.واستعمال الإيحاء الذاتي يمكننا من استبدال عقدنا الباطنية بمعان إيجابية.بضع دقائق يومية من الجمل الإيجابية تكفي بالفعل لتغيير سنوات من العيوب والمركبات.

كيف يطبق؟

لكي يلعب الإيحاء الذاتي دوره,يجب على القوى الواعية (العزيمة والتحليل والمنطق) أن تغيب لبعض الوقت عن الساحة,لتترك المجال للجهاز الداخلي أن يعمل.الشرط الأول إذاً هو أن تسترخي تمام (المرحلة الأولى),ثم تتصور الشخص الذي تريد أن تكونه (المرحلة الثانية).بعد ذلك,والصورة الجديدة مازالت في ذهنك,تبدأ في ترديد جملة إيجابية عدة مرات وبصوت منخفض (المرحلة الثالثة).

جملة الإيحاء يمكن أن تكون أي تقرير إيجابي,مثل:”كل يوم اعبر عن آرائي براحة وثقة أكبر” أو “كل يوم تتحسن ذاكرتي أكثر فأكثر”.وطبعا,كلما كانت الكلمات والمعاني إيجابية وفعالة وكنت مقتنعا بما تردد كلما انعكست هذه المعاني في حياتك.

لكن لماذا الاسترخاء؟

من الضروري الاسترخاء تماماً عند القيام بالتدريب الذهني.عندما يكون جسمك وذهنك في حالة استرخاء,فأن الموجات الموجودة في الدماغ تتباطأ وتصبح أنت قريبا من جهازك الداخلي للحوار معه.هذا المستوى العميق يسمى “مستوى ألفاً”,بينما يسمى مستوى اليقظة “مستوى بيتا”.

يقول الطبيب الجراح مكسوال مالتز :”اعتقاداتنا الحالية,سواء كانت إيجابية أم سلبية,صحيحة أم خاطئة,تكونت بدون جهد,بدون ضغط وبدون تدخل العزيمة.وعاداتنا,حسنة أم سيئة,تكونت أيضاً بنفس الطريقة.يجب إذاً أن نستعمل نفس هذا الأسلوب لترسيخ عادات جديدة,أي في حالة استرخاء”.

ويؤكد عالم النفس الفرنسي إميل كواي أن السبب الرئيسي الذي يمنع اغلب الناس من استغلال طاقاتهم الداخلية هو الجهد,يقول:”إذا أردت أن تكون إيحاءاتك فعالة,فيجب أن تقوم بها بدون عناء”.

أما الدكتور نايت دينلاب الذي قام بحوث في التربية,فيجزم بدوره بأن :”بذل الجهد لتغيير عادة سيئة لا يزيدها إلا رسوخاً”.وقد أثبتت تجاربه أن أفضل وسيلة لهذا التغيير,هي تكوين صورة ذهنية واضحة للنتيجة فيها,والعمل بدون جهد للوصول إليها.

كيف تصوغ إيحاءاتك؟

هذه بعض القواعد الأساسية لحسن صياغة الإيحاء:

– يجب أن يكون الإيحاء إثباتاً قصيراً وواضحاً, مصحوباً بشعور قوي.

– يمكنك استعمال جمل جاهزة,لكن الأفضل أن تصوغ كلماتك بنفسك.

– صغ إيحاءاتك دائماً في الحاضر,وفي المستقبل,لأنه من الضروري اعتبار أن محتواها موجود فعلاً.لا تقل مثلاً :”ستصبح ثقتي بنفسي كبيرة”,وإنما قل :”كل يوم أتخاطب مع الآخرين أحسن فأحسن”.

– لكي لا تصدم تحليلك المنطقي,يجب أن يكون الإيحاء تدريجياً,فعندما تقول مثلاً :”استطيع أن أتغلب على خجلي في أقل من يوم”,فستدخل في صراع مع نفسك لأنك موقن بأن هذا الأمر مستحيل.يجب أن تقول إذاً :”كل يوم تزداد ثقتي بنفسي أكثر فأكثر”.

– صغ إيحاءاتك دائماً بأكثر ما يمكن من اليقين,وردد ما تريد تحقيقه وليس ما لا تريد.لا تقل مثلاً:”لا أحب أن أكون خجولاً”,فهذه الجملة لها معنى سلبي.أنما قل :”كل يوما تحدث بوضوح وثقة”,وبهذا تكون متأكدا من تحقيق الصورة الأكثر إيجابية.

– كن قطعيا.فجملة مثل:”أظن أن ثقتي بنفسي ستزداد”,معناها سلبي.

– لا تطلب عدة أشياء مرة واحدة.عندما تقول :”ثقتي بنفسي قوية,وذاكرتي تتحسن أكثر فأكثر,ومعدتي في صحة جيدة”,فلن تحصل على أية نتيجة.

– الإيحاء يجب أن يردد بلهجة واثقة.إذا كأن الصوت مضطرباً وشاكا,فأن البلاغ المرسل الى الجهاز الداخلي يكون مبهماً ويوشك ألا يعطي أية نتيجة.

حاول إذاً أن تعتقد يقينا أن إيحاءك سيكون لها الأثر الفعال في حياتك.اترك جانبا ولو لبضع دقائق شكوكك ومخاوفك,وامنح لإيحائك كل طاقاتك الذهنية ومشاعرك.

هل تبحث عن نفسك الداخلية عليك بـ.. التأمل؟

التأمل تمرين هام ومفيد للجسم والعقل والروح إذا مارسته بطريقة صحيحة فهو يعطيك الشعور بالاسترخاء ..

ويجعلك تتصل بنفسك الطبيعية ومن ثَّم تستطيع التفكير بشكل أنضج وعلى نحو إبداعي ويجعلك تتجه إلى خلق كل ما هو جديد في حياتك ومبدع.

فستجد بعد ممارستك بوقت للتأمل، بشعور الوعي الداخلي الذي يتأصل بداخلك وهذا بدوره نافع ومفيد للنمو الجسدي. وليس بوسع شخص أن يجعلك سعيداً ومتفائلاً غير نفسك أنت، فكل واحد منا عليه أن يكتشف طريقه لكي يسير فيه، وصحيح أن دور الأصدقاء والعائلة في تقديم يد المساعدة شيئاً ضرورياً وهاماً إلا أننا لا يجب أن نتأثر بهم إلي درجة كبيرة تجعلنا ننحرف عن مسارنا الذي يحقق أهدافنا وميولنا. فالتأمل هي اللغة الوحيدة لاتصال الإنسان بنفسه الداخلية، كما أنه بمثابة العاصفة التي تأتي على الضغوط والمتاعب اليومية التي يقابلها الشخص وبممارسته على نحو منتظم ستصل إلى نتائج هائلة.

شروط التأمل الناجح:

– تأمل كل يوم في نفس الوقت لمدة 15 دقيقة.

– مارس إحدى الأنشطة الرياضية ثلاث مرات أسبوعية.

– احرص في تناول الطعام، عليك بأكل الطعام الذي يمدك بالطاقة مع تجنب أكل الطعام الدسم.

– امتنع عن تناول الكحوليات والقهوة والشاي.

– اشرب كثيراً من الماء (وليكن ثمانية أكواب في اليوم الواحد أو أكثر).

– إذا تناولت أي مادة منبهة مثل الكحوليات أو الشاي أو القهوة، يكون ذلك قبل 6 ساعات من ممارستك للتأمل.

– لا تتناول طعام دسم قبل ميعاد التأمل بأربع ساعات، ولا تتأمل وأنت خاوي المعدة ولكن تناول وجبة خفيفة لكي تساعدك على التركيز.

– النظافة مهمة للغاية لأنها تؤثر على النمو الروحي، فيجب أن تتأمل وأنت بصحة جيدة لعقلك وجسدك. فلابد أن يكون الجلد والأيدي والأظافر والأسنان وباقي أجزاء الجسم نظيفة تماماً.

– تأمل بملابس فضفاضة واسعة، بشرط أن تكون من الأنسجة الطبيعية مثل: الأقطان أو الحرير أو الصوف حتى تعطي الفرصة لجسمك أن يتنفس.

– كيف تتأمل؟

توجد أساليب عديدة للتأمل “تجسيد الصورة الذهنية” هي أولي المراحل التي ينبغي أن تبدأ بها والتي يتم فيها خلق صورة في العقل لشيء معين ثم التركيز عليه بشكل كلي يمكنك من عدم رؤية أي شيء من حولك سوى هذه الصورة التي رسمتها في عقلك والتي تجدها في صورة مرئية أمام عينيك.

– الخطوات:

– لابد وأن يكون التأمل في مكان هادئ، وأن تكون الإضاءة من حولك طبيعية ومعتدلة. لا تستخدم إضاءة الفلوريسنت، لابد وأن يملأ الهواء النقي جنبات الحجرة. وألا تكون درجة حرارة الغرفة مرتفعة أو منخفضة بل معتدلة. لابد وأن يكون المكان مريحاً فإما أن يوجد زرع أو شموع من حولك، أو الاستماع إلى موسيقي هادئة.

– الجلوس في وضع مريح (وضع القرفصاء)، علي أن يكون العمود الفقري في وضع مستقيم ومريح والرأس متعامدة علي الكتفين. كلما كأن العمود الفقري في وضع مستقيم كلما تمت عملية التنفس بسهولة أكثر وكلما انتظمت الدورة الدموية، من الممكن إمالة الرأس قليلاً إلي الأمام لإعطائك المزيد من الاسترخاء. مع ارتكاز اليدين علي الركبتين.

– يمكن فتح العين أو غلقها اختر الوضع الأكثر راحة لك، ولكن إذا شعرت بالنعاس عند غلق العين عليك بفتحها وأن تتجول بها فيما حولك لبضعة دقائق وعندما تتنبه ويعود إليك الوعي أغلقها ليس بشكل كلي. لابد وأن يكون الفك واللسان في وضع الاسترخاء.

– التنفس مهم وضروري في عملية التأمل، تنفس بعمق وهدوء. وبمجرد أن تبدأ في التأمل ستجد أن عملية التنفس تتم ببطء وبعمق فور انصهار همومك.

– من الأفضل أن تتم عملية التأمل في الصباح، أي في بداية اليوم لأن المخ يكون خالياً من أية أفكار. كما أن هذا التوقيت يساعدك على توليد الطاقة والسلام الداخلي الذي يمكنك من الاسترخاء ويجعلك منتجاً في يوم شاق عليك. ولا يشترط أن يكون الميعاد في الصباح الباكر لأن ذلك يعتمد على أسلوب حياة كل شخص.

– ليس من المحبذ أن تتأمل وأنت تحت تأثير الكحوليات أو أي عقار من العقاقير أو عندما تكون ممتلئ المعدة.

– أعطي الفرصة لنفسك لكي تمارس التأمل مرة أو مرتين في اليوم الواحد على أن تستغرق كل مرة من 20 – 30 دقيقة.

– بعد الانتهاء من التأمل لا تعود فجأة إلى نشاطك اليومي.

– عليك بفتح عينيك وإلقاء نظرة على الأشياء التي تحيط بك أي لابد وأن تتكيف أولاً مع كل شيء من حولك، والعودة بنفسك إلى تذكر مهام الحياة اليومية.

– لن يخلصك التأمل من متاعب ومشاكل الحياة اليومية لكنه يمكنك من التعامل معها بأسلوب عملي وإيجابي بدون أن تتعرض للمعاناة والأزمات النفسية. فعليك بالمحاولة وأخبرني بالنتيجة المذهلة التي ستجدها!.

من هنا يبدأ النجاح ….

أن معظم مناهج التعليم التقليدي , هذه الأيام , تبدأ بخزان فارغ من الوقود , وهي خلو من اي قوة محفزة , أنها تبدأ بشحنك بالمعلومات : قبل أن تجهزك بآلية عمل تستطيع من خلالها استخدام هذه المعلومات من اجل الوصول إلى الهدف … أي إلى النجاح .

ومن الواضح , أنه في بدايات الحياة البشرية , فأن النجاح لم يكن من الممكن تعريفه عن طريق استعمال العبارات المتخصصة العائدة إلى مهن محددة , وهكذا كأن على تعريف النجاح أن يتدرج ابتداء من المفهوم البدائي للقدرة على العمل : وانتهاء إلى أوسع مفهوم يمكن أن يحيط به الخيال , والدرجة هذه تعتمد على الدرجة التي وصلت إليها البشرية من أطوار نموها.

لكن ذلك لا يؤثر في الفرضية المنطقية القائلة : بأن هنالك ضرورات أولية يجب أن تتقدم على كل عملية تعليمية وثقافية :

الأولى منها :

هو أنه يجب أن يجري إلهامك وتنويرك بالحقائق المنطقية والواقعية التي من شأنها أن تقنعك بأنك غير قادر على النجاح فحسب , بل أنك سوف تحققه فعلا , أن هذه الضرورة هي كناية عن الشرارة التي تشعل الوقود في قاعدة الصاروخ لكي يرتفع صاروخك الموجه , هذا , نحو النجاح .

وما لم يكن هنالك ثمة شرارة : فأنك ستبقى جاثما على الأرض . أن هناك الكثير من الأرواح الجاثمة لأن أحدا ما لم يقدم لها شرارة الإلهام .

الثانية منها :

فهي وجوب أن تكون متحفزا للبحث عما يجب أن تعرفه , وما يجب أن تعمله , لكي يتأكد نجاحك , فالحوافز من شأنها أن تحول الإلهام إلى طاقة نشاط , لكن العمل والنشاط , مهما كأن الإلهام نحوه ساميا أنما يمكن له أن يكون جيدا , كما يمكن له أن يكون رديئا , إذ أنه ليس بالأمر الجيد أن تمتطي ببطولة صهوة جوادك ثم تنطلق به بحمية في الاتجاه الخاطئ .

وهكذا فأن الإلهام يجب أن يحفزك بما فيه الكفاية : لكي تصبح مستعدا لدفع الثمن العائد لنجاحك , فيما يتعلق بهدفك المحدد سلفا , وإلا فأنك تكون كمن يقوم بجمع الحقائق التي لن يقوم باستعمالها في المستقبل. وكل ما تنشده من الحياة , يقتضي منك أن تدفع ثمنا محددا له , ليس بالنقود ضرورة , مع أن النقود أكثر ما تكون مشمولة بالأمر , لكن هذا ليس الأمر ذي الأهمية الرئيسية , لأن كل أنسأن قد يقدر على الحصول على الكمية التي يحتاج إليها من المال , أن الأهمية تكمن في الأشياء الأخرى المشمولة في ثمن النجاح , وهي الأشياء التي يتوجب عليك أن تكون جاهزا لأدائها مثل التضحية الشخصية بالوقت والجهد والدراسة , والتخطيط , والبحث , والسعي , والعمل . أن الثقافة التقليدية : تفشل أيضا في تقديم الحوافز التوجيهية الكافية إلى جانب الحقائق .

إما الثالثة والأخيرة , من الضرورات التي يجب أن تكون – إلى جانب الضرورتين السابقتين ( الإلهام والتحفيز ) سابقة لأي علم أو ثقافة فهي أنه : أهدافك في الحياة , أنه لأمر غير معقول : كيف أن الناس يجهلون استعمال هذه الوصفة وتطويرها , أنني لم اسمع بكلية أو جامعة أو معهد أو مدرسة مهنية , تقوم بتعليم طلابها وصفة للنجاح : حقيقية , وأصيلة , وصالحة للصمود في وجه الأزمات , مع أن هذه الوصفة ما هي إلا واحدة ( مثلها في ذلك مثل الإلهام والتحفز ) من الضرورات الأساسية الثلاث التي يجب أن يبدأ بها العمل التعليمي التثقيفي .

أن السلطات , على جميع المستويات , الفدرالية , الحكومية , المحلية : منهمكة في جميع أنواع البرامج التعليمية والتدريبية , من اجل رفع مستوى التقدم والنجاح في صفوف الفئات الفقيرة , لكن هذه البرامج , ذات التمويل الحكومي , التي تستهلك ملايين الدولارات من أموال المكلفين بدفع الضرائب : لا تبدأ أبدا بتزويد هؤلاء المعدمين بالضرورات الأساسية الثلاث , التي يجب تزويدهم بها قبل بدء تلقيهم الدروس , حتى يصبح لهذه الدروس معنى وهدف .

قم بالاختبار البسيط التالي :

دقق في الصور التي يبثها التلفزيون لأفراد الطبقات المعدمة , بينما هم يتحركون في حياتهم العادية اليومية : وسترى كيف أنهم يعيشون حياتهم بلا هدف ولا أمل , بل في حالة من الكلل والعجز والفقر , ثم قم بطرح الأسئلة التالية على نفسك :

1- هل أن الطبقة الكادحة هي ملهمة للتسلح باعتقاد ايجابي يوحي لكل من أفرادها : بأنه يستطيع أن يعمل شيئا ما , وأنه سوف ينجح بالتأكيد في اجتناء نصيبه الكامل من ثروة مجتمعنا الوافرة ؟

2- هل أن الطبقات الكادحة هي محفزة لكي تبحث أولا عما تحتاج لأن تعرفه ولأن تفعله من اجل الحصول على النجاح ؟ وهل أن أفرادها يتعلمون ويمارسون تلك الحوافز في الوقت الراهن ؟

3- هل يملك أفراد الطبقات الكادحة وصفة بسيطة مؤكدة للنجاح , يستعملونها الأن وباستمرار , لكي تقودهم مباشرة الى دروب النجاح , لكي يتمكنوا من تحقيق مختلف أمانيهم ؟

إذا لم يكن أفراد الطبقات الكادحة مزودين , في الوقت الحاضر و بهذه الضرورات الابتدائية الثلاث للنجاح , فما السبب في ذلك ؟ ومن المسئول ؟ ولم لا يجري تصحيح هذا الوضع الخاطئ حالا وفورا ؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى