“السيراميد”.. المفتاح السحري لصحة العضلات في سن الشيخوخة
أثناء الشيخوخة، تصبح الفئران، مثل البشر، غير نشطة وتفقد كتلة العضلات قوتها. اكتشف فريق من العلماء بقيادة جوهان أويركس في مدرسة البوليتكنيك الفيدرالية في لوزان, أنه عندما تتقدم الفئران في العمر، تصبح عضلاتها مليئة بالسيراميد، المعروف باستخدامه في منتجات العناية بالبشرة، وهو سيراميد (عائلة من جزيئات الدهون الشمعية). يتكون السيراميد من sphingosine والأحماض الدهنية. ، وهي فئة من جزيئات الدهون التي لا تُستخدم لإنتاج الطاقة بل تؤدي مهامًا مختلفة في الخلية.
وجد الباحثون أنه في الشيخوخة، هناك زيادة في البروتين SPT وغيره، وكلها ضرورية لتحويل الأحماض الدهنية والأحماض الأمينية إلى سيراميد. هكذا قالت الدكتورة بيركا-بيكا لوريلا، وهي طبيبة ومؤلفة رئيسية لـ الدراسة.
بعد ذلك، أراد العلماء معرفة ما إذا كان تقليل الحمل الزائد للسيراميد يمكن أن يمنع التدهور المرتبط بالعمر في وظائف العضلات. عالجوا الفئران القديمة بحاصرات السيراميد، مثل ميريوسين والحاجز الاصطناعي Takeda-2، واستخدموا الفيروسات المرتبطة بالغدة لعرقلة تخليق السيراميد على وجه التحديد في العضلات. حالت حاصرات السيراميد دون فقدان كتلة العضلات أثناء الشيخوخة، وجعلت الفئران أقوى، وسمحت لها بالركض لمسافات أطول مع تحسين التنسيق بينها.
لدراسة هذا التأثير بشكل أعمق، قاس العلماء كل منتج جيني معروف في العضلات باستخدام تقنية تسمى تسلسل الحمض النووي الريبي. يوضح الدكتور مارتن ووهلويند، المتعاون الرئيسي في الدراسة.
أخيرًا، نظر العلماء في ما إذا كان تقليل السيراميد في العضلات يمكن أن يكون مفيدًا أيضًا للبشر. قاموا بفحص الآلاف من الرجال والنساء الذين تتراوح أعمارهم بين 70 و 80 عامًا من هلسنكي ، واكتشفوا أن 25 ٪ منهم لديهم شكل معين من الجين الذي يقلل من المنتجات الجينية لمسارات إنتاج الشحميات السفينغولية في العضلات. كان الأشخاص الذين لديهم هذا الشكل الجيني المخفض للسيراميد قادرين على المشي لفترة أطول، وأن يكونوا أقوى، وكانوا أكثر قدرة على الوقوف من الكرسي، مما يشير إلى شيخوخة صحية، على غرار الفئران التي عولجت بحاصرات السيراميد.
يقول يوهان أويركس: “هذه النتائج مهمة جدًا لأنها توفر لنا حافزًا قويًا لتطوير مثبطات يمكن اختبارها على البشر”. العلماء الآن يشرعون في التعاون مع صناعة الأدوية.