سند بن علي ويكنى أبا الطيب، فلكي ورياضي، يذكر أنه كان يهودياً وأسلم على يد الخليفة المأمون، الذي جعله من بين منجميه، وعينه رئيساً على الأرصاد كلها، وعاصر الخليفة العباسي المأمون.
عمل سند في مرصد الشماسية في بغداد الذي أنشأه الخليفة المأمون، وعمل فيه سند مع كل من العباس بن سعيد الجوهري، ويحيى بن منصور، وأحمد الفرغاني وأبناء موسى بن شاكر ،وعلم الدين البغدادي، وثابت بن قرة.
يعود الفضل إلى سند في إنشاء مرصد بغداد، كما أنه وضع جداول فلكية أطلق عليها اسم “أزياج المأمون”، عمل بها المنجمون في زمانه وبعده، واشتهر بصناعة آلات الرصد الفلكية والإسطرلاب، كما أنه حقق مواضع بعض الكواكب.
وشارك سند في البعثة العلمية التي كلفها الخليفة المأمون لقياس محيط الأض، وكتب سند مذكرة عن ذلك وردت فيها أسماء علماء ومهندسين شاركوا في ذلك العمل منهم خالد بن عبد الملك المروزي، وعلي بن عيسى الأسطرلابي، وقد جرت عملية القياس المذكورة بالقرب من سنجار ما بين واسط وتدمر، وبلغت الدرجة المقاسة (57) ميلا عربيا.
وكان سند بن علي من المهندسين المتميزين لدى الخليفة المتوكل، وقد كلفه الخليفة بالتحقق بما ترامى له من أخبار عن خطأ قد ارتكبه بني موسى في حفر قناة الجعفري قرب البصرة.
تعاون سند مع يحيى ابن أبي منصور في وضع زيج فلكي كما كان له بحوث في الثقل النوعي، وترك سند بن علي عددا من المؤلفات المهمة والشروح في علم الرياضيات.
كان سند بن علي، إضافةً إلى اهتمامه بالأرصاد، يهتم بالعلوم الرياضية؛ وله فيها مؤلفات عديدة منها : “كتاب الحساب الهندي”، “كتاب الجمع والتفريق”، “كتاب الجبر والمفارقة”، “كتاب المنفصلات والمتوسطات” في النجوم والحساب.
إضافةً إلى ذلك، فَسَّرَ “سند” تسع مقالات من كتاب “الأصول في الهندسة” لإقليدس.
توفي بعد سنة 250هـ ـ 864م