شاعر كبير من طليعة شعراء المملكة العربية السعودية، ومن الأدباء الذين سعوا حثيثاً نحو العالمية، فهو صاحب صالون أدبي شهير، ومدرسة أدبية مرموقة، وحاضن وناشر للثقافة والأدب والمواهب، وهو إلي جانب ذلك يشغل منصب رئيس مجلس إدارة “مجموعة الباشراحيل الإنمائية”، ورئيس مجلس إدارة مستشفى الشيخ محمد صالح باشراحيل، وعضو مجلس إدارة “مشروع الزواج الخيري” بمكة المكرمة، كما أنه عضو في “مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله لرعاية الموهوبين”، وصدرت له العديد من الدواوين الشعرية والكتب النقدية كما صدرت بعض الدراسات التي تناولت إبداعاته الشعرية.
في عام 2003م أطلق الشاعر الكبير عبد الله باشراحيل “جائزة باشراحيل للإبداع” تخليدا لذكرى والده، ومنذ إطلاقها أصبحت الجائزة التي تمنح كل عامين عنوانا على الجدة والأصالة معاً، فقد فازت بها أسماء عربية لامعة على رأسها الشاعر السوري المعروف أدونيس واللبناني شوقي بزيع والسيد عمرو موسى الامين العام “لجامعة الدول العربية” وسواها من القامات الثقافية والسياسية الكبيرة.
وتهدف جائزة “باشراحيل” لخدمة الأدب والثقافة, وتشجيع النشاط الإبداعي الأدبي والفكري بتحفيز الموهوبين وتكريم الرواد والمبدعين في حقول المعرفة والثقافة، وتوسيع مجالات التواصل والتأكيد على قيم التداول والتكامل بين القطاعات الثقافية المنتجة والقوى الفاعلة التي تسهم في صناعة الحياة العربية في كل قطر، والحرص على تقديم نموذج لعمل عربي قوامه التعاون الصادق والتبادل المثمر والمشاركة البناءة.
وعن ذلك يقول الدكتور باشراحيل : “فكرة الجائزة كانت تراودني بعد وفاة والدي الشيخ محمد صالح باشراحيل وقمت بالإعداد والتخطيط لتلك الفكرة حتى أصبحت حقيقة واقعة، أمَّا أهدافها فهي الاحتفاء وتكريم , العلماء , والأُدباء , والمفكرين , والشعراء , وفتح مغالق الإبداعْ العربي ليشرق على الكون, ويشارك في بناء العقول, والأوطان , وتشجيع من تقطعت بهم الأسباب , ونسيهم الأهل والأحباب , لكي لا يشهد علينا التاريخ بأننا أُمَّة ناكرة وجاحدة لمن أعملوا فكرهم لفتح كوى في مسارات الظلام الكوني, وانقطعوا عن شهوات الحياة , وهم منكبُّون على الدرس والتَّحصيل, وعلى الخلق, والابتكار لاستنطاق الفِكر الخلاَّق بما قدَّم ويقدِّم للإنسانية ..”
وتمنح الجائزة بصفة دورية كل عامين في أربع مجالات هي الشعر، القصة والرواية، النقد والدراسات النقدية، الدراسات الإنسانية والمستقبلية، وتبلغ قيمة كل جائزة 25 ألف دولار تقدم لأحد الأدباء أو المفكرين العرب عن إنتاجه في أحد فروع الجائزة المذكورة.
وتمنح جائزة تقديرية استثنائية قيمتها 30 ألف دولار لاسم عربي بارز له دوره الرائد وإنجازه اللافت في الحياة الثقافية والفكرية، أو لإحدى الشخصيات المرموقة العربية أو الأجنبية التي لها دورها الفعال والمؤثر في مجالات الخدمة العامة والعمل الاجتماعي والإنساني.
وتشترط الجائزة على المشاركين، أن تكون الأعمال المرشحة مكتوبة باللغة العربية الفصحى، وأن يكون النتاج الأدبي أو الفكري مميزاً في مجاله ومتقنا في صنعه بحيث يعد إضافة أصيلة في الثقافة العربية، وأن يقدم إضافة ثرية في عالم المعرفة عامة بما ينطوي عليه من وجوه السبق و الجدة أو عناصر الخلق والابتكار، ويجري الترشيح لنيل الجوائز إما من جانب المتسابقين أنفسهم أو من جانب المؤسسات الأكاديمية والهيئات الثقافية أو الأدبية.
ويمتلك الدكتور عبد الله باشراحيل مشروعاً شعرياً ثقافياً متميزاً من خلال ما أبدعه من دواوين وما يقوم به من دعم للثقافة والفكر سواء عن طريق الجائزة أو ما يقدمه من أطروحات ثقافية نقدية، ويعرف عنه أنه من الرافضين لفكرة “الحداثة” في الشعر أو النثر، حيث يرى أنه لابد أن تكون لدينا أحدث تيارات في الحداثة، ولكن في إطار المنطق، فالحداثة ليست “هلوسةً” أو ابتذالاً أو هدماً لتراث الأمة- على حد تعبيره.
و”الحداثة” عنده ليست انفرادا بالساحة كلها لصالح هذه المقولات والمزاعم التي تأتي بحجة الاستشعار بالتقدمية والحضارة أكثر من الغير، وفي هذا الصدد يقول:” الحداثة إذا جاءت بمفهوم التجديد البعيد عن تحطيم مفردات اللغة والمعاني، وإذا عبرت عن هواجس الأمة أو الهواجس والأحلام الذاتية في إطار التجديد، فإنني أعتبرها ظاهرة مهمة في استنطاق الحروف واللغة وإشعال معانيها بالنبض الذهني في العقول، التي تكاد تطبق عليها مسحة من الجمود ، والحداثة في الشعر تعني الانفلات من القديم إلى الجديد ، كما أنها فكرة آنية تعيش في واقعها ولا تتعداه” .
ويرى باشراحيل أن مجالات الإبداع الفَنَّي متعدّدة والتخصُّص مسألةُ تخضع للإلهام النوعي الذي يلهم به المبدع ، موضحا أن الشَّاعر الخلاَّق المبدع الذي يتفوق بموهبته لا تحده الحدود، ولا تعجزه اللغة، ولا يضيق به ركوب بحار الشعر العميقة وهي أيضاً مزية تضاف إلى الموهبة في الشاعر، تتحدَّد بها شخصيته والموضوعات التي يلح عليها تؤكد إجادته لنوعٍ من أنواع الفن الشعري أو بعضه أو كله، وذلك كله يَتَجَسَّد في قوة الموهبة الشعرية، كما ينطبق أيضاً على كل الفنون والعلوم بشقيها النظري والعلمي التجريبي وإنْ اختلفت المعايير الإبداعية والتطبيقية والعملية.