تمكن المخترع الجزائري جعفر بن حجر من اختراع جهاز إنذار تليفوني يصلح لمراقبة المحلاّت والمنازل والسيّارات وكلّ آلة أو مكان تريد حمايته من السرقة أو كلّ ما ترغب في مراقبته وأنت غائب، إذ يأتيك الإنذار عن طريق الهاتف الجوال الذي معك أو الهاتف الثابت، كما يمكن برمجة الهاتف –داخل الجهاز- إلى أي رقم تشاء إخطاره بالإنذار، والغريب أن المخترع أكمل تعليمه بالمراسلة، ويشتهر في المنطقة التي يقطنها أنه يمكنه أن يصلح أي جهاز مهما كان معقدا، والتفاصيل في هذه السطور..
يقول المخترع: “وفقني الله إلى اختراع جهاز إنذار باستخدام الجوال يرسل تحذيرات إذا أتته إشارة انفتاح الباب أو اختراق شعاع ما تحت الحمراء الذي وضع في أيّ مدخل أو ساحة أو جهة يراد مراقبتها ؛ أو عن طريق جهاز يعمل بالموجات فوق الصوتية وُضع لرصد من يقترب من باب أو خزانة أموال أو آلة أو سيارة أو أيّ شيء يراد مراقبته بحيث لا يقترب منه أحد بمسافة تتحكّم في حساسيتها كما نشاء”.
وعن مكونات الجهاز يقول ابن حجر: “يتكون الجهاز من مجموعة من الحساسيات، وثلاثة مراصد يمكن استعمالها فردية أو جميعها دفعة واحدة وكلّ في جهة خاصة بها، أما المراصد الثلاثة فأولها الأزرار وهي التي ترصد خطر انفتاح الأبواب والنوافذ بواسطة أزرار كهربائية مزدوجة الشّغل، بمعنى يمكننا أن نرصد الباب ويكون الخطر إذا انفتح أو يكون الخطر إذا انغلق الباب، حسبما نشاء ، كما يمكن مراقبة عدّة أبواب ونوافذ في آن واحد”.
ويضيف: “أما المرصد الثاني فهو مرصد الاقتراب ويعمل بالموجات فوق الصوتية، فيه فتحة ترسل موجة فوق صوتية- لا تسمع بالأذن العادية – وتعود بعد مسافة محدّدة – حسب البرمجة – إلى فتحة بجانبها تستقبلها ليكون الجهاز مشتغلا وخاملا في نفس الوقت، فإذا لٌمست الموجة وهي خفية طبعا، أو اخترقت أو حدثت أي حركة بقربها فتخرج الجهاز من حالة الخمول إلى الاشتغال، وهو بدوره يرسل إشارة الخطر إلى الجهاز المركزي الذي في حينها يرسل الإنذار عبر السمّاعة الصغيرة أو الكبيرة حسب الطّلب، وفي نفس الوقت يضغط على زرّ في الهاتف المثبّت فيه فيُخطر صاحب الرقم المبرمج بالإنذار عن الاقتراب من الشيء الموضوع تحت المراقبة”.
ويضيف: “وآخر المراصد هو مرصد جهاز الأشعة ما تحت الحمراء وفيه قسمان قسم مرسل يرسل الأشعة ما تحت الحمراء وقسم يستقبل تلك الأشعة عبر مسافة نضعها تحت المراقبة، فبمجرّد انقطاع الشّعاع يخطر مستقبل الأشعة الجهاز المركزي بالخطر فيرسل الجهاز المركزي إنذارا عبر الهاتف إلى صحب الأمر فيعلم أنّ المساحة أو الفتحة أو المجال قد اخترق ، وفي نفس الوقت يخرج من سماعة الإنذار صوت يدوّي المكان وينذر الجيران بالخطر الدّاهم إذا وضعنا سمّاعة إنذار كبيرة، أو أخرى صغيرة تنبّه صاحب المحل أو الحارس فقط ، كما يمكن في الحالة الثالثة هذه قلب المراقبة ، بمعنى عكس الخطر (إذا انقطعت الأشعة يكون الإنذار)، ففي الحالة الثانية؛ إذا عاد ت الأشعة بين المرسل والمستقبل يكون الإنذار، وهذا إذا أردنا أن نضع شيئا بين المرسل والمستقبل لمراقبته، فإذا أزيح ذلك الشيء من بين المرسل والمستقبل انطلق الإنذار كما سبق في الحالة الأولى، فالتّركيبات متعدّدة والحالات مختلفة وكلّها سهلة في متناول الرّجل العادي”.
ويلفت المخترع الجزائري جعفر بن حجر الانتباه إلى أنّ هناك كثير من الوسائل التي بإمكانها أن تنقل إشارة الخطر إلى الجهاز المركزي، كالمجسّات التي تتأثّر بالضوء أو الظّلمة (photodiode/Phototransistor/Photorésistante) ومجسّات أخرى للحرارة أو البرودة إذا أردنا أن نراقب الأفران أو المبرّدات ويكون الإنذار عند تجاوزها المعدّلات الضرورية لحمايتها، كذلك هناك أزرار تتأثّر بالحركة؛ كأن ترسل إشارة الخطر إذا اهتزّت أو لمست باليد، بالإضافة إلى مجسّات تتنصّت على كلّ صوت مهما كان ضئيلا ، ومجسّات تتحرى الرّوائح والغازات، أخرى تراقب دوران الآلات والمحرّكات، وهي متعدّدة ومتنوّعة وكلّها تتعامل كملحقات (مجسّات) بجهاز الإنذار المركزي؛ حسب رغبتنا فيما نريد مراقبته.
الغريب أن المخترع قام بصناعة جهازه من المخلّفات التي لا فائدة من إصلاحها لتجاوزها الزّمن الافتراضي لعملها، مثل قارئ الأقراص المرنة أو المضغوطة CD أو حتّى شاشات الكمبيوتر القديمة والصّغيرة خاصّة، يقول بن حجر: “أفرغت ما بداخل علبة قارئ الأقراص وأنقصت منها ما لا يلزم، كما حجّمت هيكل البلاستيك الأسود مع المحرّك الخافض والرّافع لقرص الليزر، بحيث يمكنني تثبيت هاتف جوال من الحجم الصّغير تحته وثبّت نتوءا من حديد عليها مسمار يمكنني تغيير ارتفاعه ونزوله ليكون هو الضّاغط على زرّ الهاتف المبرمج مسبقا إذا نزل حامل قرص الليزر بواسطة المحرّك الأصلي فيه، عندما تصل الكهرباء إليه بواسطة قفل كهربائي عاكس للتيّار، وهذا الأخير وصله التيّار عبر نوع من الترانزيستور يسمّى( تيريستور) وصلته إشارة الخطر من جهاز راصد خارجي”.
وعن حياته يقول ابن حجر: “خرجت مبكّرا من التّعليم لقلّة الحال ومسؤولية العائلة، حيث كنت أعمل وأكسب وأنا صغير لم أبلغ بعد، وخرجت من الثانوية وباشرت التّعليم في الابتدائي بعد حصولي على شهادة الأهلية حينذاك (1969) لكنّ لهفتي على العلم والتكنولوجيا والصّناعة لم تتركني حتّى بدأت دروسا بالمراسلة من معهد( Eurelec) بفرنسا، في علوم الرّاديو والتليفزيون بالمصابيح القديمة قبل أن ينتشر(الترانزيستور) وذلك من عام 1970 إلى عام 1984 حيث أتممت دراسة و تركيب الراديو والتلفزيون الأسود والأبيض ثمّ الملوّن ولم تسعفني الأيام لمتابعة الإعلام الآلي”.
ويضيف: “تثاقلت عن الدّراسة حين كثرت علي الأتعاب من زواج وبنين وبنات والآن مع الأحفاد حفظهم الله جميعا ، (ذلك من فضل الله علي وعلى النّاس ولكنّ أكثر النّاس لا يشكرون)، علما أنّي لم ابق في التّدريس سوى خمس سنوات ؛ انتقلت بعده إلى مهنة النّجارة حيث كنت مبدعا في صناعة الأثاث خصوصا غرف النّوم، إذ من يوم ما تزوّجت في 1974 وقد كنت قد صنعت غرفة النوم بيدي فكان أن جاءتني طلبات من الأصدقاء بصنع غرف نوم لهم، فقرّّت التّفرّغ للصناعة وتركت التّدريس ومشاكله، كما وفّقني الله لبناء منزلي وبيدي؛ ثمّ سنين هفتت النّجارة بعض الشيء؛ فحوّلت مصنعي لإصلاح الأدوات الكهربائية والإلكترونية والحمد الله لا يوجد أي جهاز كهربائي مهما بلغ تعقيد مكوناته إلا أن أستطيع أن أصلح أعطاله بحمد الله”.
وينهي المخترع كلامه بقوله: “إنّني أتحسّّر كلّما أرى غير العرب والمسلمين منهمكين في البحث والعلوم عبر المخابر وميادين التّكوين، يعتنون بالمواهب ويتتبّعونها بالعناية والتّوجيه كي تعمّ الفائدة ويزدادوا نجاحا وذخرا لأوطانهم وتألّقا في صناعاتهم وزراعتهم ومأكلهم وملبسهم، بالمؤازاة مع تأخّرنا وانحطاطنا وتمسّكنا بقشور الحضارة المزعومة من فضائيات العهر وتخبّط الأمة في مشاكلها كما خُطّط لها ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله، فما يصرف على الرياضة مثلا يكفي لإخراج البلاد من مشاكل كثيرة كالمسكن والطّرقات وندرة المواد المعيشية وتخفيف فواتير الكهرباء والغاز والماء وغيرها، وكلّها معوّقات تتركنا ندور في حلقة مفرغة حتّى لا نفكّر في علم ولا بحث ولا سياسة ولا محاسبة لمن تولّى أمرا من أمورنا ، فكيف بربّكم نصل إلى الاختراع والابتكار ونحن في طلب القوت بالليل والنّهار ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله”.