المجلةبنك المعلومات

كل ما تحتاج معرفته عن جرثومة المعدة: الأسباب، الأعراض، التشخيص، العلاج والتغذية

كل ما تحتاج معرفته عن جرثومة المعدة: الأسباب، الأعراض، التشخيص، العلاج والتغذية

تُعد جرثومة المعدة أو الملوية البوابية (Helicobacter pylori) من أكثر أنواع البكتيريا انتشارًا في العالم، وتصيب الملايين من البشر دون أن يدرك الكثيرون أنهم حاملون لها. أثبتت الدراسات أن أكثر من نصف سكان العالم أُصيبوا بها في مرحلة ما من حياتهم. ورغم شيوع الإصابة، فإن الجهل بمضاعفاتها وطرق العدوى والتعامل مع العلاج  السليم لا زال منتشراً في مجتمعاتنا

في هذه المقالة، سنستعرض بعمق أسباب الإصابة بجرثومة المعدة، أبرز الأعراض، طرق التشخيص، العلاج الطبي الصحيح وكذلك أثر التغذية على عملية الشفاء، مع تقديم نصائح وقائية شاملة

ما هي جرثومة المعدة؟

جرثومة المعدة هي نوع خاص من البكتيريا الحلزونية، تستقر في جدار المعدة وتتميز بقدرتها على مقاومة الحموضة المرتفعة للمعدة بفضل إنزيم اليورياز الذي تنتجه. هذا الإنزيم يعمل على تحلل اليوريا وتحويلها إلى أمونيا تساعد على خلق بيئة أقل حمضية حول الجرثومة، مما يؤمِّن لها حماية ويتيح لها التكاثر

ما هي جرثومة المعدة؟
ما هي جرثومة المعدة؟

كيف تحدث العدوى؟

أبرز طرق انتقال العدوى بجرثومة المعدة

تناول أطعمة أو مشروبات ملوثة بالبكتيريا (خاصة الخضراوات غير المغسولة والمياه غير المعالجة)-

الانتقال من شخص إلى آخر عبر اللعاب أو الأدوات المنزلية المشتركة (كالأطباق والملاعق)-

ضعف مستوى النظافة الشخصية، وعدم غسل اليدين جيداً قبل تناول الطعام أو بعد استخدام الحمام-

السكن في أماكن مزدحمة أو ذات مرافق صحية ضعيفة-

حتى مع شيوع الإصابات، يمكن الوقاية بشكل كبير عبر عادات النظافة الجيدة والانتباه لمصدر الطعام والشراب

أعراض الإصابة بجرثومة المعدة

غالبًا ما تمر الإصابة بجرثومة المعدة دون أعراض واضحة، إلا أن ظهورها قد يكون تدريجيًا وتشمل

حرقة أو آلام في فم المعدة، خاصةً عندما تكون المعدة فارغة-

انتفاخ وغثيان متكرر أو رغبة في القيء-

فقدان الشهية أو فقدان غير مبرر للوزن-

تجشؤ مستمر أو رائحة كريهة للفم-

يجب الحذر لأن الأعراض قد تتشابه مع أمراض معدية أخرى كالتهاب المعدة أو القرحة الهضمية

 

المضاعفات الصحية الممكنة

تشكل جرثومة المعدة عامل خطر رئيسي للعديد من مضاعفات الجهاز الهضمي، أهمها:

  • الإصابة بقرحة المعدة أو الاثني عشر.

  • زيادة احتمالية حدوث نزيف داخلي بالجهاز الهضمي.

  • صعوبة امتصاص بعض العناصر الغذائية مما يسبب فقر الدم.

  • في الحالات المزمنة أو المهملة، زيادة احتمالية الإصابة بسرطان المعدة.


التشخيص

يعتمد الطبيب في التشخيص على عدة طرق، أهمها:

  • اختبار التنفس (urea breath test): اختبار بسيط يقيس مستويات ثاني أكسيد الكربون بعد تناول مادة اليوريا. إذا كانت الجرثومة موجودة، ستُنتج إنزيمات تحلل اليوريا وتؤثر على النتيجة.

  • تحليل البراز: للكشف عن وجود مستضدات الجرثومة.

  • التحاليل الدموية: للتأكد من وجود أجسام مضادة (دليل على إصابة حالية أو سابقة).

  • التنظير وأخذ عينة من جدار المعدة في الحالات المعقدة أو عند الاشتباه بالقرحات والنزيف.

التشخيص
التشخيص

طرق العلاج والأدوية المستخدمة

يعتمد العلاج على القضاء على الجرثومة نهائيًا، ويشمل غالبًا:

  • مزيج من مضادين حيويين؛ مثل: أموكسيسيلين + كلاريثروميسين أو ميترونيدازول.

  • أحد مثبطات مضخة البروتون (PPIs) مثل أوميبرازول أو إيسوميبرازول لتقليل حموضة المعدة.

  • فترة العلاج عادةً بين 10 إلى 14 يومًا.

  • في بعض الحالات قد يلجأ الطبيب لاستخدام علاجات إضافية عند فشل النظام العلاجي الأول.

من المهم للغاية إنهاء كامل كورس العلاج وعدم توقيف الأدوية دون استشارة الطبيب، حتى لو شعر المريض بتحسن سريع.


الدعم الغذائي أثناء العلاج

تلعب الحمية دورًا مساندًا في تسريع الشفاء:

  • الإكثار من تناول الزبادي الطبيعي (البروبيوتيك) لدعم صحة الجهاز الهضمي.

  • العسل والشاي الأخضر والثوم لها خصائص مضادة للبكتيريا وتساعد في منع نمو الجرثومة.

  • الابتعاد عن الأطعمة الحارة أو الحمضية أو الدهنية؛ لأنها تسبب تهيج المعدة.

  • الحرص على شرب كميات كافية من الماء النظيف وتناول الخضراوات والفواكه الطازجة.

  • تجنب المشروبات الغازية والكحولية، والتقليل من القهوة.

الدعم الغذائي أثناء العلاج
الدعم الغذائي أثناء العلاج

نصائح وقائية لتجنب عدوى جرثومة المعدة

  • غسل اليدين جيدًا قبل الأكل وبعد دخول الحمام.

  • عدم تناول الطعام من مصادر غير موثوقة أو غير نظيفة.

  • غسل الخضروات والفواكه جيدًا.

  • تجنب مشاركة الأدوات الشخصية وأكواب الشرب مع الآخرين.

  • متابعة الفحوصات الطبية المنتظمة، خاصةً إذا تكررت أعراض الجهاز الهضمي.

تكرار الإصابة أو عدم الشفاء التام من جرثومة المعدة

يُعد من المشكلات الشائعة التي تسبب الإحباط للعديد من المرضى، وغالبًا ما تعود الأسباب إلى عوامل متعددة متداخلة تؤثر على العلاج أو الوقاية. فيما يلي أبرز أسباب تكرار الإصابة بجرثومة المعدة بناءً على أحدث المصادر الطبية:

  • عدم الالتزام التام بالعلاج: أهم الأسباب هو عدم تناول المصاب جميع الأدوية أو إيقاف العلاج قبل تمام الكورس أو بشكل غير منظم. كثيرون يتوقفون عن العلاج بمجرد تحسن الأعراض، رغم وجوب استكمال الجرعة كاملة لضمان القضاء على جميع البكتيريا.

  • مقاومة المضادات الحيوية: في بعض الحالات تكون الجرثومة مقاومة لنوع أو أكثر من المضادات الحيوية المستخدمة، مما يقلل فعالية العلاج ويجعل الجرثومة باقية أو متكررة بعد فترة قصيرة.

  • إعادة العدوى من البيئة أو أشخاص آخرين: قد يتعرض المريض لمصدر جديد للعدوى، خاصةً إذا كان يعيش في محيط تنتشر فيه عادات النظافة السيئة، أو يتناول أطعمة أو مياه ملوثة، أو يشارك أدوات الأكل أو الشرب مع الآخرين.

  • التهاون في العادات الصحية: مثل إهمال غسل اليدين بعد استخدام المرحاض أو قبل الأكل، تناول الطعام من مصادر مكشوفة أو غير موثوقة، أو مخالطة مرضى مصابين دون احتياطات.+1

  • تناول أدوية غير مناسبة أو وفق وصفات شعبية غير معتمدة: اللجوء إلى علاجات غير علمية أو أدوية غير فعالة يمكن أن يطيل فترة المرض ويرفع خطر تكرر العدوى.

  • الضغط النفسي وسوء التغذية: هذه العوامل قد تضعف المناعة وتزيد من المعاناة وتكرار ظهور الأعراض بعد العلاج.

  • عدم وجود مناعة طويلة الأمد للمريض ضد البكتيريا: على عكس بعض الأمراض المعدية، لا يكوّن الجسم مناعة دائمة ضد جرثومة المعدة، ولهذا من الممكن الإصابة بها عدة مرات إذا توافرت عوامل العدوى.


الخلاصة

جرثومة المعدة من الأمراض الشائعة والقابلة للعلاج، لكن الجهل بالمضاعفات والممارسات الخاطئة في النظافة قد يؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة. التشخيص المبكر، الالتزام بالعلاج الموصوف، والانتباه للنظام الغذائي عوامل حاسمة للشفاء السريع وتجنب الانتكاسة.

في زمن تزايد الأمراض المعدية، تبقى الثقافة والوعي الصحي هما السبيل الأول للوقاية. لا تتردد في استشارة الطبيب عند الشعور بأي من أعراض جرثومة المعدة، وتذكر أن الوقاية دومًا خير من العلاج.


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى