بعد أن خضع 9 مرشحون في برنامج نجوم العلوم لتحدي إثبات مهاراتهم في العمل على تطوير حلول مبتكرة للقضايا التي تواجه المنطقة في مجالات تكنولوجيا المعلومات والطاقة والصحة، قامت لجنة التحكيم التي تضم فريقا من الخبراء في مختلف المجالات العلمية بعمل تقييم للمتسابقين ولمنتجاتهم المبتكرة، وتقييم مدى حاجة السوق إلى الابتكار ليتم في النهاية إقصاء 5 متسابقين والإبقاء على 4 آخرين يتنافسون فيما بينهم في تقاسم 600 ألف دولار أمريكي، وقد تم إعلان مراكز المتسابقين الأربعة بناء على تقييم الخبراء ولجنة التحكيم وتصويت الجمهور وحصل محمد الجفيري على المركز الرابع.
محمد حسن الجفيري، قطري الجنسية، مؤلف ومدرب في إعداد القادة، كاتب أسبوعي في جريدة العرب القطرية، مقدم برنامج لا يفوتك في راديو مؤسسة قطر ومقدم برنامج الخبير في تليفزيون قطر، مؤلف لأكثر من 25 كتاب في مجال القيادة والتكنولوجيا منها، ومؤسس مشروع وقف أونلاين أكبر شبكة تدريب مجانية عربية على الإنترنت كما لديه العديد من الشركات والمشاريع التجارية الخاصة وله باع في التجارة وريادة الأعمال.
طُرد الجفيري من الجامعة، وأغرقته الديون، يحكي أنه قرَّر تغيير واقعه ونجح في ذلك بعد جهد، قرر تدوين تجربته في كتاب، ثم كتب لتغيير الحياة وإعداد القادة، بعد أن نجح في حلَّ مشكلاته والتحول من مديون إلى مستثمر في مشاريع إلكترونية.
الجفيري الذي اشتهر بتقديم دورات عن مهارات التغيير، قرر أن يشمل ذوي الاحتياجات الخاصة بدوراته، فلاحظ أن عدداً كبيراً منهم يتفاعل معه، إلا الصم والبكم.
بدأت فكرة الجفيري بطرح سؤال “لماذا؟”، وبعد بحث وجد أن الصم والبكم يمكنهم تمييز الأشياء المرئية فقط، لكن لا يمكنهم استيعاب معنى “الطموح، الفشل، القوة…” ولهذا السبب كان تجاوبهم مع الدورات منعدماً، علم الشاب القطري أن قاموس هذه الفئة يعتمد على الصور، وهو عبارة
عن مجلد ضخم، يجعل الطفل ينفر من التعلم.
وأضاف الجفيري في تصريحات أن الاختراع الذي تقدم به للمسابقة هو الأول من نوعه في العالم ولم يسبقني أحد إلى صناعة قاعدة البيانات الخاصة بالصم بطريقة الأبعاد الثلاثية، وبالتالي سيتمكن المبرمجون والمفكرون من إيجاد آلاف الأفكار التطويرية لتطوير قاعدة البيانات هذه، ويدور الاختراع حول تصنيع جهاز يحمل اسم “صديقي الكبير ” وهو جهاز موجه للأطفال الصم حيث يوفر لهم طريقة جديدة للتواصل من خلال لغة الإشارة ويترجم الكلمات بشكل مبسط للغاية وكذلك يقدم مقاطع فيديو تفصيلية لبعض الكلمات التي قد تكون صعبة الفهم، وأنا شخصيا أنوى الاستمرار في تطوير هذا الروبوت وصناعته وأسعى لتطويره وتصنيعه بحيث يكون خدمة لجميع الأطفال الصم حول العالم ويساعدهم على توفير بيئة تعليمية وتثقيفية مناسبة لهم، فهذا الاختراع ثورة عالمية في مجال ضعاف السمع بتعليمهم لغة الإشارة حيث استطعنا أن ننشئ قاعدة بيانات ستساعد في فتح أبواب الاختراعات لأكثر من ألفي ابتكار جديد في عالم لغة الإشارة للصم.
وقال محمد: “يتعلم الأطفال الصغار الذين تتراوح أعمارهم بين ثلاث وثماني سنوات بشكل أفضل من خلال الصور والحركة. ولدي تصور لطريقة جديدة لتعليم لغة الإشارة للأطفال ضعاف السمع ضمن تلك الفئة العمرية. ويمكن لهذه الخطوة أن تزيد من فرص الحصول على التعليم وتحسين التعلم في سن مبكرة، وضمان حصول الجميع على المعرفة نفسها. ”
وتكمن أهمية الروبوت في توفير تعليمات تفاعلية ومبتكرة لتعلم لغة الإشارة عند الأطفال في مرحلة هامة من مراحل نموهم.
على مدى عقد من الزمن، بنى القطري البالغ من العمر 34 عامًا لنفسه سمعة طيبة كقائد مرموق في المجال الفكري. وأصبح مرجعًا للحصول على المشورة في مجموعة واسعة من المواضيع. وتشمل مجالات خبرته تكنولوجيا المعلومات وتنمية المهارات القيادية، وبكل تواضع، ريادة الأعمال. ومع ذلك، فإنه ليس من النوع الذي يحلو له العمل الروتيني، فمحمد يشارك الآخرين بخبراته عبر الصحف والتلفزيون واليوتيوب والبرامج التلفزيونية المحلية، وحتى في المكتبات.
يمتلك محمد خبرة واسعة في نقل المعلومات بأكثر الطرق فعالية، ومن الطبيعي أن يتمحور مشروعه حول هذه النقطة. ولكن كيف انتقل من خبير محترف في التواصل إلى التركيز على مسألة الأطفال ضعيفي السمع؟ وكما هو حال معظم الأفكار العظيمة، نبعت هذه الفكرة من حدث صغير. فكونه من مناصري بناء مجتمع يحتضن الجميع، لم يكن بمقدور محمد سوى الشعور بالأسى حيال الاستخدام غير القانوني لمواقف سيارات مخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة. ولأنه يؤمن بأن لكل إنسان الحق في الحصول على فرصة للنجاح في الحياة، قرر محمد في اليوم نفسه أن يسجل دروس تطوير القيادة بلغة الإشارة.
ويقوم مشروع محمد، الروبوت التفاعلي لتعليم الصم، بالتفاعل مع الأطفال ويوفر لهم تدريبًا قيمًا بطريقة تفاعلية. ويتعرف على لغة الإشارة عبر كاميرا وبرنامج متخصص. وباستخدام يد آلية يمكنه التواصل بلغة الإشارة العربية. وينوي محمد تطوير روبوت قادر على التعرف على عدة لغات إشارة والتحدث بها.