موهبة فذة في تاريخ الغناء العربي، وهو أحد أبرز المجددين في الموسيقى والغناء العربيين بعد ثورة يوليو 1952م، لدرجة أن ألحانه الفطرية يتم تدريسها الآن في معهد الموسيقى العربية، صعد سلم التلحين بسرعة، وأصبح القاسم المشترك في نجاح عمالقة المطربين في عصره وعلى رأسهم كوكب الشرق أم كلثوم، والعندليب عبد الحليم حافظ، وغيرهما من قمم الغناء في زمن الفن الأصيل.
ولد محمد أمين محمد الموجي في يوم 4 مارس من عام 1923م ببيلا في محافظة كفر الشيخ شمال مصر، حصل على دبلوم الزراعة في عام 1944م، وعمل في عدة وظائف، ثم ظهرت ميوله إلى الغناء، واتجه إلى التلحين، حيث كانت أول أغنياته “صافيني مرة”، التي غناها الفنان عبد الحليم حافظ والذي ربطته بالموجي علاقة فنية أثمرت عن العديد من الأغنيات الشهيرة والخالدة.
وكان الموجي يحلم بأن تغنى كوكب الشرق أم كلثوم من ألحانه، ولم يصدق نفسه عندما اتصلت به ودعته إلى زيارتها في بيتها، وهناك في منزل أم كلثوم التقى الموجي بالعملاقين، الشاعر الكبير أحمد رامي، والموسيقار محمد القصبجى، وكان الموجي يخشى هذا اللقاء ويتمناه في الوقت نفسه، وقد خرج منه أكثر ثقة في نفسه، وموهبته بعد أن أشاد به القصبجى، وانتهى هذا اللقاء بأن عهدت إليه أم كلثوم تلحين نشيد “الجهاد”، الذي غنته في نادي الجلاء للقوات المسلحة بالقاهرة، وبعد انتهاء الحفل أخذت أم كلثوم الموجي من يده، وقدمته للجمهور، الذي كان يضم في هذا الحفل قيادات ثورة يوليو 1952م، وعلى رأسهم الراحل جمال عبد الناصر.
لحن الموجي لام كلثوم بعد ذلك أغنيتي “رابعة العدوية”، و”الرضا والنور”، اللتين استغرقتا منه وقتا طويلا، واستمرت مسيرة الأغنيات بين الموجي وأم كلثوم وغنت من ألحانه “محلاك يا مصري”، “بالسلام إحنا بدينا”، “يا سلام على الأمة”، و”صوت بلدنا”، وهى كلها أغنيات وطنية حماسية، ثم لحن لها رائعة “للصبر حدود” عام 1963م، ورائعة “اسأل روحك” عام 1970م، وكلاهما من تأليف الشاعر الكبير عبد الوهاب محمد.
وقدم الموجي العديد من الألحان الشهيرة التي تغنى بها العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ منها “حبك نار”، “جبار”، “ليه تشغل بالك”، “الليالي”، “احبك”، ” يا حلو يا اسمر” وأغاني “ادهم الشرقاوي” و”أحضان الحبايب” كما لحن له الموجي أيضا قصيدتي “رسالة من تحت الماء”، و”قارئة الفنجان” وهما من تأليف الشاعر الكبير نزار قباني.
والتقى الموسيقار الكبير محمد الموجي مع المطربة الكبيرة فايزة احمد وقدم لها العديد من الأغنيات الشهيرة منها “أنا قلبي إليك ميّال”، “ياما القمر ع الباب”، “بيت العز”، “حيران”، “تعالالي يابا”، “على البساط السندسي”،”ليه يا قلبي ليه”، “يا الاسمراني”، ” قلبي عليك يا خي”، “م الباب للشبّاك”، “تمر حنة”، “غلطة واحدة”، “إلهي يحرسك م العين”.
ولحن الموجي لمجموعة أخرى من المطربين أمثال المطرب محرم فؤاد، سميرة سعيد، وردة الجزائرية، ماهر العطار، والمطربة نجاة الصغيرة، وكمال حسني، وقد ساهم الموجي في اكتشاف بعض الأصوات الغنائية الكبيرة منهم: الفنان هاني شاكر والفنانة أميرة سالم.
وحصل الموسيقار الكبير محمد الموجي على الميدالية البرونزية من الرئيس جمال عبد الناصر عام 1965م، وعلى وسام العلم، ووسام الاستحقاق من الرئيس السادات عام 1976م وفي عام 1985م حصل على شهادات تقدير من الرئيس مبارك، كما حصل على أوسمة ونياشين من أغلب ملوك ورؤساء الدول العربية.
وقد توفي هذا الفنان المبدع في الأول من شهر يوليو عام 1995م تاركا ورائه ثروة كبيرة من الألحان العربية الأصيلة والمجددة في نفس الوقت.